TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : امتحانات وطلبة

كلام ابيض : امتحانات وطلبة

نشر في: 12 يناير, 2010: 07:55 م

علي القيسييتهيأ طلبة المراحل الابتدائية والثانوية هذه الايام لأداء امتحانات نصف السنة للعام الدراسي الجاري، وذلك في ظل ظروف أمنية هي الأفضل منذ سنوات عدة، بما ينبئ بنجاح الركن الأساس من الامتحانات التي عانت سابقاً الفوضى، والخوف،
 والرعب الذي هدد عددا كبيرا من المراكز الامتحانية والقائمين عليها، خصوصا فيما عرف اعلامياً بالمناطق الساخنة، التي شهدت تدهوراً امنياً مريعاً في الفترة الماضية. من جهتها استكملت وزارة التربية، بحسب بيان مكتبها الاعلامي، الاستحضارات كافة التي تضمن نجاح الامتحانات بعد تحصينها من كل ما يتهددها او يستهدف التاثير على سيرها، فقد نسقت الوزارة كما وضح البيان، مع اجهزة الجيش والشرطة من اجل توفير الحمايات اللازمة للمراكز الامتحانية. الاستحضارات الوزارية وما بذله الطلبة وذووهم يكاد يكون تقليدا سنويا راسخا منذ استحدات الامتحانات بشكلها الحالي في المدارس الحديثة التي أُنشأت في الربع الاول من القرن الماضي، مع ما اعتراها من تطور في بعض جوانبها العامة خلال العقود الاخيرة، فقد وعيت وابناء جيلي على القراءة والمراجعة، استعدادا للامتحانات في كازينوهات الطلبة التي كانت تهيئ هي الاخرى الاجواء المساعدة، لذلك فهي تخلو من ألعاب الدومينو والنرد، لانها مُجلبة للضوضاء الذي يمكن ان يعكر هذه الاجواء التي يحرص اصحاب المقاهي على ادامتها للطلبة، وقد قضيت مع عدد كبير من زملائي الطلبة ساعات طويلة في كازينو "شط العرب" على نهر دجلة في شارع الرشيد، التي كانت من افضل اماكن المطالعة، وغير ذلك من المقاهي الخاصة بالطلبة، التي انقرضت ولم يعد لها وجود بسبب الظروف المتغيرة. كما كنا نذهب الى المكتبات العامة التي تعد هي الاخرى اماكن ممتازة للمطالعة والمراجعة، وقد شهدت مكتبة الخلاني والكيلاني، حيث كنا نسكن، حضورا واسعا للطلبة حتى انقطعوا اليوم عن هذه الاماكن للمتغيرات الحاصلة. مثلما كانت المتنزهات والحدائق العامة، اماكن اخرى لالتقاء الطلبة، خصوصا في الليل عند خلود الناس، وكانت حديقة السباع في المقدمة منها، وكذلك حديقة مقبرة الانكليز في باب المعظم، قبل ان يفتح الشارع الموازي لها . وعندما اذكر هذه الاماكن لابد من ذكر حالة الجد والاخلاص والانكباب على الكتاب، التي اتسم بها حال طلبة وقتذاك. ولم يشهد زماننا ما نسمعه الان من حالات تزوير الشهادات، او الغش او الرشا التي يدفعها بعض الطلبة لاساتذتهم ! وهذا شيء مؤسف اذ إن اساتذتنا لم نعرف عنهم الا النزاهة والصرامة واحترام المهنة الشريفة. فمن يغبط من؟ طلبة اليوم ام طلبة الامس؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram