TOP

جريدة المدى > غير مصنف > قراءة في منهج د. جواد علي

قراءة في منهج د. جواد علي

نشر في: 13 يناير, 2010: 04:37 م

محيي هادي "اتفق العرب على ألاّ يتفقوا". مثل يقال و نسمعه دائما و ليس بين الحين و الآخر. و نراه اليوم مثلما رآه السابقون، و من يريد التأكد من ذلك فليراجع الكتب التاريخية العربية و لينظر ما حصل للعرب على مر التاريخ. و ليست الدول التي تكوّن ما نسميها بخيال ووهم بـ"العالم العربي" أو "الوطن العربي"، فقط،
 تعطي لنا التأكيد للمثل المذكور، بنزاعاتها المستمرة فيما بينها أو مع جيرانها، بل أن المجموعات التي تشكل كل دولة عربية على حدة نراها تتناحر فيما بينها، سواء كانت هذه المجموعات تنتمي إلى مذاهب أو أديان مختلفة أو تعتقد و تؤمن بنفس العقيدة و الدين. و ما نشاهد اليوم على أرض العراق من التصارع و الاغتيالات بين من سموا أنفسهم بالمسلمين بشكل عام، او ما تسموا بالشيعة أو بالسنة بشكل خاص، يؤكد أيضا ما يريد العرب الاتفاق عليه: عدم الاتفاق. والحقيقة أن السبب الرئيسي لعدم الاتفاق هو أن كل فرد عربي يريد أن يطبق ما يقوله المثل العربي: "الامارة حتى و لو كانت على الحجارة" أو ما يقوله المثل الأسباني: "راس فأر و لا ذيل أسد".و قد كتب الكاتب العراقي الدكتور جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام"، ذي الأجزاء الأربعة، فصلا كاملا عن عقلية العرب قبل الاسلام. و على الرغم من أن الكاتب حاول أن يبين هذه العقلية لعرب ما قبل الاسلام إلا أنني أرى أن هذه العقلية ما زالت مستمرة حتى الآن في أدمغة العرب المعاصرين، ما بعد الاسلام. و بهذا لا أريد أن يفهم القارئ أن هذه العقلية توجد فقط في المسلمين، بل أنها موجودة في من يعتنقون ديانات ثانية، يعيشون في الدول العربية. كما  أؤكد أن الغالبية العظمى من العراقيين و العرب الآخرين و المسلمين، و على الرغم من هجرتهم الى بلدان متحضرة، لا يزالون يحملون الأفعال و الافكار التي انهزموا منها عندما كانوا في بلدانهم. فلطميات الشيعة و سرقات المغاربة تنشر في مختلف البلدان المتحضرة. لقد كتب الكاتب العراقي الدكتور جواد علي أن بعض العلماء والكتاب المحدثين في العقلية العربية تكلموا عنها "بصورة عامة، بدوية وحضرية، جاهلية وإسلامية. فجاء تعميمهم هذا مغلوطاً وجاءت أحكامهم في الغالب خاطئة. وقد كان عليهم التمييز بين العرب الجاهليين والعرب الإسلاميين، وبين الأعراب والعرب، والتفريق بين سكان البواطن، أي بواطن البوادي، وسكان الأرياف وسكان أسياف بلاد الحضارة. ثم كان عليهم البحث عن العوامل والأسباب التي جعلت العرب من النوعين: أهل الوبر وأهل الحضر، تلك الجبلة، من عوامل إقليمية وعوامل طبيعية أثرت فيهم، فطبعتهم بطابع خاص، ميزهم عن غيرهم من الناس". و إذا كان جواد علي محقا في أن هناك فرقا بين هذا و ذاك من العرب، إلا أن هذا الفرق هو فرق محلي خاص و محدد، أما في الخواص العامة فلا أرى أنه يوجد فرق، و الحاضر و التاريخ يؤكدان ذلك. و الرغبة الذاتية بأن تتغير السلبيات في المجتمعات العربية هي رغبة لا غير، و أن ما يراه الواحد منا بأنه سلبي يكون إيجابيا عند الآخر. فالسرقة هي فعل بذئ و إجرامي في قرآن المسلمين إذ تقطع يد السارق و السارقة، أما عند عرب الارياف و البدو و آخرين من العرب فهو رجولة و بطولة، و معروف المثل العراقي: "الرجال هو اللي يخلي العنب بالسلة"، مهما كان هذا العنب و مهما كانت الطريقة و السلة لوضعه، و أن الموت الطبيعي هو فطيسة مخزية، أما الموت مقتولا في عملية سطو أو غزو شهادة مرضية. و القتل على الشبهة لا يزال فاعلا في المجتمعات العربية. و عسى أن يأتي يوم لكي أستطيع فيه أن أغير هذا الرأي.و على الرغم من أن د. جواد علي يحاول إلقاء غالبية السلبيات على الأعراب البدو، إلا أنني أرى ذلك إجحافا ضد البدو لصالح العرب الآخرين فإن عربي المدينة له أفعال أشنع و أفظع من البدوي.rnرأي التوراة في العربو ذكر جواد علي ما تقوله التوراة في أوصاف العرب، إذ تقول:1) إنهم متنابذون يغزو بعضهم بعضا.2) مقاتلون يقاتلون غيرهم كما يقاتلون بعضهم بعضاً، فواحدهم "يده على الكل، ويد الكل عليه". 3) يغيرون على القوافل فيسلبونها ويأخذون أصحابها اسرى، يبيعونهم في أسواق النخاسة، أو يسترقونهم فيتخذونهم خدماً ورقيقاً يقومون بما يؤمرون به من أعمال. 4) غير ذلك من نعوت وصفات.ثم يقول جواد علي: "والعرب في التوراة، هم الأعراب، أي سكان البوادي، لذلك فإنّ النعوت الواردة فيها عنهم، هي نعوت لأعراب البادية، الذين لم تكن صلاتهم حسنة بالعبرانيين."فهل هذا صحيح؟ و لكن العبودية و الاسترقاق هما فعلان لا يقوم بهما الاعراب فقط، بل هما لايزالان موجودين في الاسلام حتى الآن و لم ينسخ فعلهما القرآن بعد، و لا الانجيل و لا التوراة. إلا أن المجتمعات المتحضرة غير الاسلامية، في الوقت الحاضر، قد أكدت على أن العبودية و الاسترقاق معرضان لملاحقة القانون، على العكس تماما من المجتمعات الاسلامية. rnرأي اليونان و الرومانوفي كتب اليونان والرومان والأناجيل، نعوت أيضا نعت بها العرب وأوصاف وصفوا بها مثلما وصفهم التوراة، فهم: 1) كانوا يغيرون على حدود إمبراطوريتي الرومان واليونان.2) سلابة، يسلبون القوافل. 3) يأخذون الإتاوات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram