اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > البعد الديني والأفق السياسي

البعد الديني والأفق السياسي

نشر في: 13 يناير, 2010: 05:12 م

سفيان عباسالبعد الديني يختلف من حيث الجوهر عن أية أبعاد فكرية وسياسية وضعية في مضامينها وقوة تأثيرها بنفوس البشر ففي قوله تعالى (وأدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
هذه النفحات المبجلة لها المغزى العميق في بناء الشخصية المؤمنة الأحسن عندما نقيم الحجة على عظمة الرسالة المحمدية التي غزت العقول والأفئدة دونما استئذان مرخصة بلا تراخيص، لان الجدال في الأسرار الغيبية لا تغلفها العبارات الفضفاضة أو بريق الأسياف وإنما القبول الروحي لها هو السر المكنون في القناعة العقلية وما بين المعقول والمنطق المضاد المرفوض تتكون الحكمة التي تنفذ الى المستقر الإيماني الذي لا يحيد أو يتلون حسب القاهر من الظروف . فالأفكار السياسية تقف على الجانب الأخر البعيد جدا عن تلك القواعد المهيمنة على وحدة الروح والعقل. إن مجرد الإحساس في الطبيعة التكوينية للمخلوقات والرقي المعجزة للإنسان والمهولات العجيبة للكون وأبعاده المذهلة يولد الملاءة الراسخة لوحدة العقيدة الأزلية بعظمة الخلق ومن ثم الاطمئنان الى ماهية الدين كوسيلة أو غاية وكلاهما سيان على وفق المفاهيم المتأصلة للأبعاد الدينية وبكل الأحوال تبقى هذه الرؤى محصورة بما يسمى بلاغيا بالثنائية المقدسة، لقد تجاوزت تلك المفاهيم عموم الجدليات حتى أصبحت من الرواسخ المجسدة والمقنعة روحيا لأي بعد خارق هذا ما يعجز عنه الفقه السياسي مهما بلغت رصانته وافقه. إن الخطورة تتمحور عند التوظيف المزدوج لتك المنطلقات بحيث توحي بأن الاثنين يتوافقان ويلتقيان بالمسافة ذاتها في البعد الأخلاقي هذا ما تروج له بعض التيارات المستغلة للمشتركات الدينية كونها المنهج الواجب قبوله سياسيا. وتحاول تسويغه بما لا يقبل العقل التسويغ أو التمرير لان عملية الجمع وخلط الأوراق ما بين الإبعاد تعد ولادة قيصرية إذا ما خضعت الى معايير الآثام المنبوذة، من يزج البعد الديني في الترانيم الدنيوية ؟ أليس الجماعات والتيارات والتكتلات التي عمدت الاستخدام العبثي والمقصود بالمقاصد الأفقية الضيقة للقيم الروحية لأجل الاستجابة الى ما هو غير شرعي أو فقهي، إن عوامل الكفر والإلحاد لها حتمية قد تستقطب ضعاف الإيمان لواحتها، والأمثلة المتناقلة عبر مئات السنين توجز لنا إن البعد الديني تحده فواصل تتجسم في أقطابها الزمنية مع حجم الضرر الذي يلحق في العباد، المرشد الروحي للتعاليم الربانية يترفع عن دوائر الريبة التي أفرزتها عناصر المداخلة في شؤون الإدارة السياسية للمؤمنين كي يجنب نفسه عن الخطايا. إن العديد من تلك القوى الضالة قد ارتكبت أبشع صور التضليل والتشويه على مجمل الحقائق المدونة في الكتب والرسالات المنزلة حينما عمدت الى إحداث انقلابية سوداء لصحيفة الأديان الناصعة، إذن رجل الدين هو المصلح المختار بالفرضية المقبولة عند البشر كونه البديل من لا بديل عنه ولهذا صار لزاما عليه الإيفاء بما مكلف به ومأمور في تنفيذه ومن صفاته الأمانة والصدق وعدم ارتكاب المعاصي أو أن لا يحل بدل خالقه بالقصاص غير العادل وان يخدم أخاه الإنسان بعيدا عن المنافع والإغراض الشخصية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram