ميسان/ رعد الرسامخمسة أشخاص أربعة منهم من عائلة واحدة توفوا خلال لحظات معدودة صعقا بالكهرباء، الحادثة وقعت في محلة الماجدية من ضواحي مدينة العمارة قبل أيام قليلة، وتناقل الناس روايات شتى عن كيفية الحادث وأسبابه وللوقوف على حقيقة الأمر توجهت المدى للمكان
 وبعد أن قدمت العزاء لذوي الضحايا التقت بأحد أقاربهم السيد كاظم قاسم المياح/ رأس العشيرة والذي يسكن على بعد خطوات من منزل العائلة التي تعرضت للحادث حيث اوضح أن الحادث وقع قبيل أذان صلاة الفجر بقليل من يوم 3/ كانون الثاني الجاري حين تعرض إثنان من ابناء عمومته وزوجة أحدهم، شقيقة المتحدث، وأبنها، إضافة لشاب مستطرق للصعق بالكهرباء نتيجة سقوط أحد اسلاك الضغط العالي (11 ألف فولت) داخل الباحة الأمامية للدار التي تسكنها العائلة ما تسبب بوفاتهم جميعا. وعن تفاصيل الحادث بين المياح: أن أولى الضحايا، غالب وجر عباس خرج من غرفة المنام مبكرا يروم الوضوء لصلاة الفجر في مغسلة باحة الدار كعادته ولم يكن يعلم أن سلكا من اسلاك الضغط العالي التي تمر فوق باحة الدار قد سقط قبل لحظات داخل منزله، وكانت الأرض رطبة بسبب أمطار اليوم السابق وضباب الفجر، ليصعق من فوره مطلقا آهة أيقظت من في الدار فهب شقيقه صباح وجر عباس محاولا إنقاذه ليصعق هو الآخر ولتعقبه زوجة الأول سعدونة قاسم محمد ومن ثم ابنها الشاب مرتضى غالب ليصعق الجميع ويتوفوا وفي تلك ألأثناء كان أحد الشباب المستطرقين ماراً من أمام الدار فسمع الجلبة وحاول تقديم المساعدة ولكنه صعق من لحظة مسكه لقبضة الباب الحديدي الرئيس للدار وتوفي هو الآخر. المياح أكد للمدى أن السلك الذي سبب الحادث والموصول بين عمودين تفصلهما مسافة لا تتجاوز 50 مترا سبق وأن سقط على فترات أكثر من مرة نتيجة تهالكه ولكن المرات التي سقط فيها لم يكن التيارالكهربائي موصولا، مضيفا أن عدد القطوعات في السلك كانت بحدود الأربعة حيث أن فرق الصيانة تقوم بتلحيمه كل مرة بطريقة الربط (الجوين) ولا تقوم باستبداله كما يفترض. وأتهم المياح دائرة الكهرباء بالفساد لافتا ألى أن الدولة وفرت لهذه الدائرة الأموال اللازمة لشراء مواد الصيانة وبضمنها الأسلاك الجديدة ولكن هنالك من يقوم ببيع أغلبها في السوق السوداء وهناك من يثرمها ويبيعها لتجار خردة الفافون ولا يستخدمها لمعالجة الشبكات القديمة بحسب قوله. وعن إجراءات دائرة الكهرباء عقب الحادث قال المياح: "أن فريقا من قسم أمن كهرباء ميسان جاء واخذ إفادتي وقد ابلغتهم بأني وبصفتي ابن عم الضحايا وشقيق احدهم وخال الآخر ساقوم برفع دعوى قضائية ضد دائرة كهرباء ميسان بخصوص الحادث الذي وقع بسبب تقصير الدائرة"، مضيفاً: "أن الصيانة قامت بعد الحادث فورا باستبدال الأسلاك، فيما كانت تحتج سابقا وقبل الحادثة عندما نطالبها بذلك بأنها لا تمتلك أسلاكاً؟! علما أن هنالك الكثير من حالات الربط المشابهة لسلك الحادث في معظم شبكات المنطقة". المدى لاحظت أن خط اسلاك شبكة الضغط العالي يمر فوق بيوت المنطقة وبعمق يتراوح من 2 الى 4 أمتار داخل الباحات الأمامية وحدائق المنازل , ومن المفترض أن يكون خط التيار خارج اسيجة تلك المنازل فإذا كان أصحاب المنازل متجاوزين على الرصيف فمن المفترض بدائرة الكهرباء إبلاغهم برفع التجاوز وإلا فأخذ تعهد منهم بعدم مسؤوليتها في حال حصول حوادث كهذه الحادثة، ولكن سكان المنطقة ينفون كلا الأمرين. ونحن نغادر المكان بأتجاه وسط المدينة رحنا نتفحص بابصارنا على مسار الطرق التي مررنا بها اسلاك الشبكة الكهربائية لنحصي عشرات بل مئات حالات الربط المماثلة، وربما سيقول المختصون أن ربط الأسلاك بهذه الطريقة أمر دارج وضمن الأساليب المعتمدة والطرق المعمول بها في كل العالم ولكن من يؤكد أن الأسلاك ذاتها على درجة من المتانة وأن الربط مطابق للمواصفات وتم بمهارة وإتقان؟ المدى حاولت أكثر من مرة لقاء مسؤولي دائرة توزيع كهرباء ميسان للوقوف على تحليلهم وموقفهم بخصوص الحادثة ولكن محاولتنا باءت بالفشل كون المدير مسافراً لخارج القطر ومعاونه في مجلس عزاء لأحد اقاربه والآخرين لا يصرحون إلا بموافقة المدير!