عبد الزهرة المنشداويقد تكون هذه الصفحة بعيدة عن الخوض في هذا المجال, مجال الاقتصاد الذي له مختصون ودارسون يمكن الركون الى ارائهم ودراساتهم بينما لا تتوفر لنا المعلومات التي هم عليها. ولكن مع ذلك لنا ملاحظات من الحياة اليومية التي نعيشها داخل الاسرة ونرى ان هناك البعض من العادات التي يتوجب الانتباه اليها ومحاولة تغيير ما هو سلبي منها.
في المناسبات التي تمر على الاسرة العراقية تراها تبالغ الى حدود بعيدة في تقديم مختلف الاطعمة للضيف وغير الضيف وتهدر مبالغ طائلة في سبيل تحاشي ان توصف بأنها فقيرة او لم تجار الاسرة الفلانية في تقديم الاطعمة الفاخرة لضيوفها. في المناطق الشعبية ما يجلب الانتباه ان البعض يغالي كثيرا في افراحه واتراحه وبما يشبه الاستعراض في تقديم الاشربة والاطعمة لمدعويه وبما يزيد عن حاجتهم اضعافا مضاعفة ,لذلك تأخذ طريقها الى الحاوية لتكون مرتعا لمختلف الحشرات والهوام وبما ينعكس سلبا على البيئة والمحيطة. كذلك وجبات الاسرة اليومية لا تخلو من هذه المبالغة في تقديم الطعام, اغلبها لايعير اهتماما لمقادير الاطعمة المقدمة في الصباح او المساء ولا تخطر بباله المبالغ المصروفة عليها والاسرة ذات الثلاثة أفراد على سبيل المثال تقدم مقدارا قد يكفي لسبعة اشخاص او اكثر لذلك دائما ما تكون هناك زيادة يتوجب التخلص منها والقاءها على قارعة الطريق في حال خلو المنطقة السكنية من حاوية نفايات، او مكان معين لها .هذه العادات لابد وان تنعكس سلبا على الحالة الاقتصادية للاسرة ومن ثم المجتمع وبعدها الدولة .لذلك باعتقادنا يتوجب ان تكون هناك ثقافة توجه نحو الاسرة العراقية لاجل ان تكون اكثر وعيا بمفهوم الاقتصاد الذي يعد الان عماد الدول المتقدمة وهدفها الذي تسخر له السياسة بالعكس مما كنا نفعل حين سخرنا الاقتصاد من اجل السياسة فخسرنا ثروات كان يمكن ان توجه الوجهة التي يستفيد منها المجتمع في تطوير مؤسساته الخدمية والتعليمية والصحية. هذا النوع من الثقافة يمكن ان يساهم بجعلنا مجتمعا يقيم له حساباته الدقيقة في اي نشاط يمارسه لمعرفة خسائره من ارباحه. ذكر لي احدهم ان استضافته اسرة اجنبية :لم تتعد أنواع الأطعمة التي قدمت أكثر من أربعة أصناف بالعكس منا حينما يستعرض المضيف في هذه المناسبة انواعا لاحصر لها من الخضار واللحوم البيضاء والحمراء والاشربة والحلوى والخبز الى جانب المرق والتمن والبيبسي كولا الى جانب اللبن المثلج ! مائدة المضيف ركزت على قطعة لحم كبيرة داخل صحن كبير والى جانبها قطعة خبز اقل من حجم قطعة اللحم! ,وكانت هناك مقبلات ولكن بمقدار محدود.مايهم ذكره ان الذين شاركوا في الطعام عندما انتهوا منه كانت صحونهم نظيفة وخالية من اية بقية طعام وكان ذلك يعني انهم قدروا تماما ما يحتاجون من طعام لذلك لم يخلفوا شيئا يذكر منه .ثقافة استهلاك العائلة في الطعام عندنا لا تزال لا تأخذ بعين الاعتبار حاجة الفرد لذلك دائما ما نرى صحوننا تعود بكامل محتوياتها وتاخذ طريقها لمجمع النفايات، أي أن هناك أموالاً ترمى.
شبابيك: ثقافة الاستهلاك عند العائلة
نشر في: 13 يناير, 2010: 05:24 م