حاوره / يوسف المحمداوي تصوير/ مهدي الخالديبهدوئه المعهود وكياسة المقتدر سياسياً وإعلامياً استقبل رئيس تحرير مجلة الاسبوعية محمد عبد الجبار الشبوط (المدى) في مكتبه ليؤكد في حوار ضيف الخميس بأن حزب الدعوة لم يحكم العراق لولايتين مبيناً، بأن الحكومات التي تعاقبت على حكم البلد بعد سقوط نظام صدام هي حكومات وحدة وطنية وائتلافية وبالتالي فهي ليست حكومة الحزب الواحد،
وبشأن علاقة الدين بالسياسة قال الشبوط: ان من الضروري الحفاظ على سلامة الدين وكذلك الحفاظ على سلامة ما هو ليس من الدين يجب ان يبقى لكل واحد مجاله واستقلاليته موضحاً بأن المزج بينهما بطريقة غير سليمة قد يؤدي الى خراب الاثنين، وانتقد الشبوط أداء الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد، وعزا ذلك لاعتماد نظام المحاصصة الطائفية موضحاً بأن ذلك النظام مدمر ومعرقل لعملية الاندماج المجتمعي. rnتركت رئاسة تحرير الأسبوعية *الآن أنت مرشح للانتخابات النيابية وكذلك انت رئيس تحرير مجلة الاسبوعية، من الضامن لاستقلالية المجلة وعدم استغلالها كدعاية إعلامية من قبل الائتلاف الذي تنتمي اليه؟ - تمثل الامر بالشكل الآتي، قررت ان أتخلى عن منصبي رئيساً لتحرير مجلة الاسبوعية، ليس رغبة في التوفيق بين الامرين، وانما رغبة في الحفاظ على استقلالية وسياسة المجلة، وانا صحفي مهتم جداً بمسألة الحيادية والموضوعية والمهنية في الاعلام، وبالتالي يجب ان يكون حرصي أشد على المجلة التي اعمل فيها ، وبالتالي اتخذت هذا القرار لأحميها من تأثيرات رئيس تحرير مرشح للانتخابات النيابية المقبلة. *متى كان انتماؤك الى حزب الدعوة وهل تعد من الرعيل الثاني للحزب وما هي مسيرتكم معه، واسباب خروجكم منه ثم عودتكم له الان؟ -انتميت الى حزب الدعوة في عام 1965، وكنت حينها في الصف الرابع الثانوي، وانا اعد من الرعيل الثالث للحزب، لأنه حين انتميت كان هناك من هو أكبر مني سناً وتجربة في الحزب، وهو أول انتماء سياسي لي، ولم انتمِ لأي حزب آخر، واهم الاسباب التي دعتني الى ذلك، ايماني الكبير بأفكار الشهيد محمد باقر الصدر ومعرفتي بأن هذا الحزب يتبنى أفكاره وبقيت في الحزب لغاية عام 1990، وبعدها انقطعت تنظيمياً عنه، واقول تنظيمياً لكوني لم اخرج بالمعنى الدقيق لكلمة الخروج، وكذلك لم افصل من الحزب، وانما مجرد انقطاع. طروحاتي الفكرية سببت انقطاعي عن الحزب *ما مبرراته هل هو اختلاف فكري، ام شخصي؟ -لعلي لا استطيع تحديد الاسباب، ربما الانتقال من بلد الى بلد اخر، كنت في لبنان ثم انتقلت الى لندن، ولم تكن هناك خلافات شخصية وانما تباين في بعض الطروحات السياسية والفكرية التي ناديت بها تلك الفترة، فأنا في عام 1990 بدأت بطرح فكرة الديمقراطية وعدم اختلافها مع الاسلام، وكان آنذاك الطرح جديد على الوسط الاسلامي وكان من الصعوبة تقبله في تلك الفترة. وايضاً طرحت فكرة الدولة الاسلامية التي ربما تكون مفهوماً غير محدد او غير واضح وبالتالي يمكن استبداله بالمشروع الحضاري الاسلامي لأنني اراه مفهوماً اوسع من مفهوم الدولة الاسلامية ، والعمل على اقامة دولة مدنية بوئام مع المشروع الحضاري الاسلامي، هذه الامور مجتمعة كنت قد طرحتها آنذاك وربما أثرت في علاقتي بالحزب، لكنني وبلا شك ادين بثقافتي الحزبية والفكرية والسياسية لهذا الحزب وأنا اتشرف بكوني تربيت في حضن الدعوة وتلقيت اولى قراءاتي فيها، وفي الآونة الاخيرة، وكما تعرف حصلت بعد سقوط صدام تحولات كثيرة في الوسط الاسلامي العراقي، تحولات سياسية وفكرية واصبحت المناداة بالديمقراطية والمناداة بدولة القانون من الامور المقبولة والطبيعية خاصة في وسط حزب الدعوة ، لذا وجدت من الطبيعي ان يكون مكاني ضمن ائتلاف دولة القانون، حيث كاتبت الاخ (ابو اسراء) رئيس القائمة بهذا الامر، وشرحت كل هذه التفاصيل التي ذكرتها لكم الان، وحصل الاتفاق معه على ان اكون مرشح القائمة عن محافظة واسط. عدت الى حزب الدعوة *هل تمثل حزب الدعوة أم التيار الاسلامي الديمقراطي في القائمة الحالية؟ -التيار الاسلامي الديمقراطي غير مسجل رسمياً لذلك لايمكن الحديث عنه الان بشكله الرسمي. *لكنه دخل انتخابات عام 2005؟ - نعم ولكنه الان وحتى في انتخابات مجالس المحافظات لم يشارك، وهو الان غير مسجل لذا من الناحية الدستورية لايمكن الحديث عنه ككيان قائم ، إنه تيار حقق الكثير من اغراضه وكان هدفه ان تتم المزاوجة العقلانية والابداعية، بين الاسلام والديمقراطية ، وهذا ماتحقق بشكل كبير، اما بالنسبة لي الان، فأنا ضمن مجموعة حزب الدعوة في ائتلاف دولة القانون. *في حوار اجرته معه (المدى) قال آية الله حسين الصدر من يسيس الدين فقد اهانه ، انتم ماذا تقولون؟ -انا اؤمن بما قاله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (اليوم اكملت لكم دينكم) واكمال الدين تم داخل القرآن الكريم ، وبالتالي كل ما ورد داخل القرآن الكريم فهو من الدين، وكل ما لم يرد في القرآن فهو مما ليس منه، وقد يكون سياسة او اقتصاداً ، او تربية اطفال، أو أي شيء آخر، وبالتالي حفاظاً على سلامة الدين وكذلك حفاظاً على سلامة ماهو ليس من الدين ، فأنا اعتقد بأنه من الصحيح أن يبقى لكل واحد مجاله واستقلاليته والمزج بين هذا وذاك بطريقة غير سليمة قد يؤدي الى خراب الاث
محمدعبدالجبارالشبوط لـ(المدى):المزج بين الدين والسياسةبطريقةغيرسليمةيؤدي الى خراب الا
نشر في: 13 يناير, 2010: 06:18 م