TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قصة الخميس: هموم الناخبين .. ووعود المرشحين

قصة الخميس: هموم الناخبين .. ووعود المرشحين

نشر في: 13 يناير, 2010: 08:51 م

بقلم صحفياعتاد بائع الصحف راشد سلمان قراءة عناوين الصحف بصوت عال ، لاعتقاده بان اسلوبه   هذا الذي  انتهجه منذ اكثر من عشر سنوات  يشجع المارة على شراء صحيفة نشرت خبرا يبحث عنه القراء .سلمان الذي يتخذ من ساحة كهرمانة مكانا لعمله شعر في الاونة الاخيرة بان القراء ما عادوا ينتبهون لصوته ، فقلت مبيعاته ، و"بارت تجارته" بحسب تعبيره ،
 وعزا اسباب ذلك بقوله :"  استبشرت خيرا عندما صدرت في بغداد وحدها اكثر من 400 جريدة ويوم كانت لدينا اربع صحف في زمن النظام السابق كنت  ارفع صوتي  باخبار تسريح المواليد من الخدمة العسكرية او زيادة مفردات البطاقة التموينية او منح  كل عائلة دجاجة مكرمة من الرئيس القائد وبطل الامة التاريخي لابناء شعبه   لمناسبة قرب حلول شهر رمضان ، ومثل هذه الاخبار لم نجدها في اخبار جرائد اليوم ، الا باستثناءات قليلة جدا ". مضيفا :" هذه الايام  تواجهني صعوبة في البحث عن الاخبار التي تلفت الانتباه فمعظم الجرائد تتناول الجوانب السياسية ونشاطات قادة الاحزاب وتصريحاتهم "  متسائلا :" هل من المعقول ان ارفع صوتي بان قائد الحزب الفلاني يدين ويستنكر جريمة  الاربعاء الدامي ، ويرحب بتشكيل لجنة تحقيقية دولية ، وانا على يقين بان فتح الجسر المعلق ، و شارع مغلق  في بغداد ومنح رواتنب للارامل والايتام  واعتقال مسؤول لتورطه بالفساد ، وتسهيل معاملات تسجيل المركبات وغيرها من الاخبار التي تهم مشاغل الناس هي المطلوبة من قبلهم وسترفع من كمية مبيعاتي ".   سلمان الذي لا تعنيه التعددية وحرية التعبير وربما حتى الديمقراطية ،  استبعد رفع مستوى مبيعاته مع قرب موعد بدء الدعاية للقوائم الانتخابية ، مؤكدا ان الانتخابات ستضاعف اعباءه :" لان القوائم الانتخابية ستزودني بصور المرشحين المطبوعة في الاردن وعلى ورق صقيل والرزمة تحتوي قرابة مئة صورة  ، وساتحول من بائع صحف الى حامل اثقال مقابل خمسة الاف دينار لقاء توزيع الصور وساكون ملزما بالتنفيذ لاعتبارات اخلاقية لان اصحاب الصور سيمرون في اليوم التالي واستجوب من قبلهم عنها " الصورة  المقتطعة من الحياة اليومية العراقية التي اوجزها بائع الصحف، تعكس جانبا من المشهد السائد الذي تعيشه شرائح واسعة من المجتمع ،ففي ظل الانقسام بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية ،واتساع الخلاف حول العديد من القضايا   وارتفاع وتيرة تبادل الاتهامات  ، وتسابق الفضائيات  في منح المزيد من الوقت لمحترفي وهواة اطلاق التصريحات وقبل ذلك هواجس الخوف والقلق  من تراجع محتمل للملف الامني ، كل هذه المظاهر ، ستؤدي  بالنتيجة الى عزوف الناخبين عن  التوجه لصناديق الاقتراع والإدلاء باصواتهم  في الانتخابات التشريعية ، طبقا لتصريحات عدد كبير من اعضاء مجلس النواب .وقبل بدء المارثون الانتخابي لم يلتفت بائع الصحف الى ما نشرته من برامج للقوائم الانتخابية  وما تضمنت من وعود بتحسين المستوى المعيشي والقضاء على البطالة ، وبذل الجهود لحفظ الامن ، واشاعة السلم الاهلي   والارتقاء بمستوى تقديم الخدمات  وتطوير قطاعات الصحة والتعليم و حتى البيئة، فضلا عن تعزيز الديمقراطية وارساء قواعد بناء دولة مدنية ".  سلمان استوقفته عبارة القضاء على البطالة ،فرد غاضبا وساخرا :" من دبش " مضيفا :" نحن نعلم بان العراقيين عندما  يريدون التعبير عن صعوبة تحقيق الوعود يطلقون عبارة اقبض احسابك من دبش ، وعلى القوائم الانتخابية مهمة صعبة  وعليها ان تلغي دبش من ذاكرتنا وحينذاك سيحققون الفوز الكبير ليس في الانتخابات وانما في كسب ثقة العاطلين عن العمل ". rn rn rn.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram