خليل جليلالشيء الجميل الذي فعلته إدارتا سيروان والسليمانية بعد الاعلان عن قرار إنزال فريقهما الكروي الى الدرجة الاولى مثلما قررت ذلك الهيئة المؤقتة لإدارة شؤون كرة القدم في العراق او شؤون الدوري إذا ما أردنا ان نكون ابلغ من ذلك التوصيف واكثر تشخيصا لمهمة الهيئة،
بأن إدارتي السليمانية وسيروان تعاملتا مع القرار الذي طال فريقيهما بمنتهى العقلانية والاتزان والهدوء رغم المحاولات التي كانت ترمي لجرهما الى مواجهة مباشرة مع هذا او ذاك. صحيح ان قرار تنزيل سيروان وجاره السليمانية الى مصاف الدرجة الاولى جاء منسجما مع لوائح وانظمة داخلية تتعلق بمسابقة كرة القدم قد تطول غيرهما من الاندية في قوادم المراحل اللاحقة من بطولة الدوري خصوصا من الذين أبدوا تذمرهم من الان من جراء المشاكل المالية او الوصول الى قناعات لاحقة بعدم جدوى البقاء في المنافسات بعدما تتضح حقيقة الفرق المتواضعة والهشة التي وجدت نفسها في المسابقة بطريقة او بأخرى،لكن اللافت في الامر ان إدارتي السليمانية وسيروان المقتنعتين بالمتغيرات السائدة على سطح المشهد الكروي وعدم ثبات الموازين لدينا لم تبادرا إلى السعي لإلغاء العقوبة قبل أن يأتي تأكيد احد أعضاء الهيئة المؤقتة عندما ذكر بان الاخيرة لن تتراجع عن قرارها. ان ادارة نادي السليمانية وحتى نظيرتها في سيروان تعد من الادارات المتميزة بحكمة مواقفها وتأني قراراتها وعندما وجدت نفسها بأنها تفضل أن تكون خارج مسابقة الدوري وان تنوع وتعدد الأسباب مثل تنوع القناعات الاخرى فإن إدارة النادي تعرف جيدا ما سيلي قرار انسحابها لذلك ليس من المنطقي ان تأتي مرة أخرى من أجل السعي للتراجع عن قرار تنزيل فريقها الى مصاف الدرجة الاولى بيد انها فضلت ان تترك مثل هذه الامور لمستقبل كرة القدم في العراق الذي كنا نامل من الهيئة المؤقتة ان تأخذ على عاتقها فعلا مثل هذا الجانب وان لا ينحصر أمرها بتمشية مباريات الدوري الذي نعتقد بانه سيسر سواء بدون اتحاد كرة قدم او من دون هيئة مؤقتة فالدوري ملك للاندية وإرث كروي لجماهير الكرة العراقية قبل غيرها مهما جاءت مسميات وعناوين فالدوري ينجح ويواصل مشواره بجمهوره وفرقه. ثم لانعرف الى الآن لماذا يتعمد اعضاء الهيئة المؤقتة لتمشية وإدارة الدوري العراقي لكرة القدم والابتعاد عن الحديث عن مستقبل كرة القدم في البلاد وازمتها لاسيما بعد ان عرفنا ان انبثاقها يتصل بهذا الجانب لكن سرعان ما تخلت او ابعدت عن هذا الامر للتوجه نحو مسابقة الدوري ومبارياته مثلما تحدث احد اعضاء هذه الهيئة عن تركات ثقيلة وكأن الهيئة ترزح تحت وطأتها منذ تشكيلها في وقت ان الامر لايتخطى مسابقة الدوري وتنظيم مبارياتها والاشراف عليها وتحديد مواعيدها التي اصبحت عرضة للتغيير كل أربع وعشرين ساعة بل احيانا اقل من ذلك. كنا نتطلع ان يكون الدور المفترض ان تؤديه الهيئة المؤقتة ان يكون مؤثراً أكبر من مسابقة الدوري وان تذهب الى أبعد من ذلك طالما منحت صلاحيات وحريات اكدت اكثر من مرة انها تقف على مساحة كبيرة من الحرية. وان الانتقادات التي اخذت بعض الاندية توجهها الى الهيئة المؤقتة بشأن العديد من الجوانب المتصلة بمسابقة الدوري وتغير مواعيدها والقرار الاخير الذي اتخذته بالابقاء على عدد الاندية المشاركة في الموسم المقبل 28 فريقا والذي لايختلف عن خطوة الاتحاد المنحل الذي وجد هذا العدد لتغرق به مسابقة الدوري قبل ان يصل عدد فرقها 36 فريقا،قد تكون مثل هذه الانتقادات تؤكد ما ذهبنا اليه . الى مثل هذه الامرو وغيره كان جمهورنا الكروي يتطلع لمواقف الهيئة المؤقتة ازاءها وطبيعة التعامل معها وتفاعلها مع جوهرقضية كرة القدم في العراق والى اين وصل حالها وكيف سيكون مستقبلها،لاان تقف عند حدود مسابقة الدوري ،وهنا نتساءل عن مهام ومسؤولية الهيئة المؤقتة بعد انتهاء الدوري في ظل استمرار ازمة كرة القدم العراقية؟ إنها تساؤلات نضعها أمام الهيئة لعلها تجيب عنها للمتابعين وليس لنا فنحن على دراية كاملة.
وجهة نظر: سيروان والسليمانية
نشر في: 15 يناير, 2010: 05:23 م