اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > من عجائب التاريخ أمة واحدة وعشرون دولة!

من عجائب التاريخ أمة واحدة وعشرون دولة!

نشر في: 15 يناير, 2010: 05:46 م

شاكر النابلسيهل هي نادرة من نوادر التاريخ أم أعجوبة من عجائبه الكثيرة، أو واحدة من أعماله الماكرة أن تكون الأمة العربية أمة واحدة وعشرين دولة، أو أكثر؟بعض المفكرين القوميين العرب يرى أن لا غرابة في ذلك، ولا حزن نتيجة لذلك، ولا ضرر علينا من جرّاء ذلك.
ويقول المفكر القومي الكبير منيف الرزاز أن "كون العرب أمة واحدة، لا يقودهم بالضرورة أن يكونوا دولة واحدة" (الأعمال الفكرية والسياسية، ج3، ص 340)، ويبدو أن العرب قد ارتكنوا إلى ذلك، وارتاحوا إلى وضعهم، وسكنت هواجسهم، واطمأنت قلوبهم، بعد رأوا الاتحاد الأوروبي الحالي الذي يضم عشرات الأمم واللغات والقوميات المختلفة.هزيمة 1967 والواقعية السياسيةأصبح الفكر العربي بعد العام 1961 وفشل الوحدة المصرية - السورية، وبعد فشل عدة تجارب وحدويــة في المشرق والمغرب العربي أكثر عقلانية مما مضى. فقد ارتفعت أصوات الفـكر العربي بعد العام 1970 تطالب بالنقد الذاتي العلمي والعقلاني وتضع الوحدة العربية في إطار هذا النقد، بعيداً عن "توسيع دائرة الحلم العربي التي تساهم في إغناء الوجدان العربي لكنها لا تصنع التاريخ، وأن ما يصنع التاريخ هو فهم معطيات المحيط العربي بكل متغيراته وثوابته" (المفكر المغربي كمال عبد اللطيف، "مفاهيم ملتبسة في الفكر العربي المعاصر"، ص96).ورأى بعض المفكرين العقلانيين، أن تيار الوحــدة العربية لا يمكن له "أن يستعيد قوته وتأثيره إلا من خلال صيغ جديدة، ومن خلال نقد تجارب الماضي، ومن خلال العمل العقلاني الدؤوب والمستمر، دون أوهام أو انفعال، ودون حرق للمراحل أو القفز فوقها. كما قال الروائي السعودي عبد الرحمن منيف. rnتجارب تهاوت كأبراج البسكويت!ورغم تأكيد مجموعة من المفكرين بأن الوحدة العربية "يجب أن لا تكون عملاً عفوياً أو مصيراً محتوماً، بمعنى أنها فوق الشعوب العربية بل هي فعل واعٍ وإدراك ومسؤولية كبرى" كما قال المفكر مُطاع صفدي، وأن هذا المشروع لا يتم بين يوم وليلة كمعظم مشاريع الوحـدة العربية التي قامت وسقطت هشَّة كأبراج البسكويت، إلا أن الزعمـاء السياسيين لم يلتفتوا إلى هذا الكلام "الفاضي"، وراحوا يقيمون مشاريع وحدة بين بعضهم لأسباب تخصَّهم هُـم دون غيرهم من فئات المجتمع، ونتيجة لحلم ليلة صيف، أو مرور طيف، ولكن هذه المشاريع، ما لبثت أن انهارت في المساء، بعد أن صدر بيانها الأول من الإذاعة في الصباح،  وهو  ما حصل في اتفاقية الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في العام 1963، حيث كان عبد الناصر هو الراغب المصري الوحيد فيها، ثأراً لكرامته السياسية التي امتُهنت في انفصال 1961، ولكنه تخلّى عنها بعد أيام تحت ضغط أعضاء الثورة المصرية الآخرين الزاهدين بالوحدة العربية، وللعلم فإن مشاريع الوحدة العربية لم تكن وحدها التي كانت تنهار في التاريخ، فاتحاد السويد والنرويج قام في العام 1815 وانتهى في 1905، واتحاد النمسا والمجر قام في 1867 وانتهى في 1944، وغيرهما، ولكن الملاحظ أن أسرع تجارب الوحدة انهياراً في التاريخ، هي مشاريع الوحدة العربية التي كانت تأتي سريعة وتذهب سريعة!فكما تأتون تذهبون!rnلم تعد الوحدة تتم حول مائدة الطعاماعتبر بعض المفكرين العرب أن عدم الوعي بالوحدة وعياً علمياً تاماً، يعتبر عائقاً أساسياً في طريق تحقيق الوحدة. فطريق الوحـدة بما هو عسير وشاق في ظل ظروف دولية معقدة، وفي ظل شعوب عربيـة يفرقها الجهل والعصبية القطرية والفردانية وحب الذات، وأن تكون يد كل شعب من هذه الشعوب خالصة له دون غيره، وفي ظل المتاهة الفكرية التي يحياها ولا يستطيع معها التحقق من الطريق الصحيح والسليم الذي يجب أن يسلـكه..  أنه في ظل كل هذا، يحتاج العرب إلى وعي علمي وعقلاني تام بالوحدة العربيـة وذلك بنقد "المفاهيم السديمية المضللة التي توظف الهروب من مواجهة الواقع الملموس بالتحليل الملموس." (محمد عابد الجابري، "إشكالات الفكر العربي المعاصر"، ص 95).rn حاجتنا للوحدة لا تعني أن نتوحد!يقول الكاتب والصحافي المصري الراحل أحمد بهاء الدين، من أن "الحاجـة هي أقوى الحوافز للوحدة وأن التطور الاقتصادي والسياسي من العوامل الحاسمة في التحولات التاريخية الكبرى، إلا أن عنصر الحاجة ليس عنصراً أساسياً ولا وحيداً لقيام الوحدة العربية كما هو الحال في أوروبا" (شرعية السلطة في العالم العربي"، ص 216)، ويتلاوم بعض  المفكرين على من لا يعتقد هذا الاعتقاد. ويتساءل أحمد بهاء الدين: "في هذا العالم الذي يقفز فيه العلم والتكنولوجيا وبالتالي الاقتصاد ونوعية الحياة قفزات هائلة كل يوم بل كل ساعة.. في عالم هذا شأنه ألا يشعر العرب بحاجة اقتصادية إلى السير جدياً وحثيثاً نحو درجات من التكامل الاقتصادي؟".rnالأيدي العليا والأخرى السُفلىوالجواب عن هذا السؤال، هو أن العرب يشعـرون. بل إن بعض المفكـرين الاقتصاديين في هذه المرحلة قد اجتهـدوا ووضعوا عدة تصورات ونماذج للتكامل الاقتصـادي العربي بين الأغنياء والفقراء أو "بلدان اليد الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram