أربيل/ المدى عقدت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني اجتماعها الاعتيادي برئاسة الرئيس مسعود بارزاني بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء كردستان. استهل الرئيس بارزاني الاجتماع بتقديم التهاني لرفاقه في قيادة الحزب بمناسبة بداية العام الميلادي الجديد،
 وتم التطرق الى الوضع الدولي والإقليمي وما فيه من تطورات ومستجدات لاسيما ما يخص العراق منها. ثم تناول الوضع في العراق وكردستان في إطار التطورات والمستجدات. وناقش الاجتماع بحسب بيان أصدرته اللجنة المركزية للحزب باهتمام وإسهاب حديث الرئيس وتطوراته وتقرر التفاعل مع الأحداث على ضوئها. وعلى صعيد العراق توقف الاجتماع باهتمام عند الوضع السياسي واستعداد العراق بمكوناته السياسية والقومية والشعبية لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 7/3/2010 متمنيا للعراق والعراقيين الموفقية والنجاح في اجتياز العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي وضمان أمن وسلامة واستقرار العراق وعمليته السياسية مع التأكيد على الالتزام التام بقانون الانتخابات وقواعد السلوك الانتخابي لكي يظهر العراقيون بالمظهر اللائق داخليا وإقليميا ودوليا، كما أكد ضرورة اتخاذ المقدمات اللازمة لمرحلة ما بعد الانتخابات واستبعاد الوطن من أي فراغ إداري وفي مختلف مناحي الحياة العامة. أما على الصعيد الأمني فقد خصص الاجتماع مساحة كبيرة لمناقشة عمليات التصعيد الأمني وقلق الشارع العراقي من تداعيات هذا التصعيد والتأكيد على ضرورة تحرك مكونات العملية السياسية لبدء الحوار فيما بينها، لاسيما الأطراف الأساسية في العملية لتوفير مستلزمات التصدي لهذا الوضع والحد من دون وقوع ما لا تحمد عقباها، وإنجاز فكرة جبهة وطنية عراقية الى حيز الوجود من الأطراف التي تمسكت بالدستور وتقبل ببرنامج هذه الجبهة وتلتزم بقراراته والتي لابد من أن يكون من أولوياتها تناول موضوع الأجهزة الأمنية بما فيها القوات المسلحة، وكذلك معالجة روحية الانفراد في الحكم والعلاقات الإقليمية والدولية والأمن. وعبرت اللجنة المركزية عن استعداد الحزب الديمقراطي الكردستاني للمساهمة الجادة والفعالة في هذه المسؤولية الوطنية وفي هذه الظروف بالذات. أما على صعيد كردستان فقد تناول الاجتماع أوضاع الإقليم وإدارة شؤونه والتقدم المستمر على الصعيد الأمني وتقديم الخدمات، وبحث بشكل إيجابي دور رئيس الإقليم والبرلمان والحكومة في هذه المرحلة المهمة وتتطلع اللجنة المركزية الى المزيد من الأداء العصري في ترسيخ العمل المؤسساتي لإدارة شؤون الإقليم وتقديم الخدمات وإنجاز المزيد من المشاريع في مختلف الميادين. كما أشاد الاجتماع بدور رئيس الإقليم والقوى السياسية في تهدئة الأوضاع، وتقدير روح الشعور بالمسؤولية من لدن المواطنين وأحزابهم السياسية في تفهم أهمية هذه المرحلة والاستجابة لنداء رئيس الإقليم بهذا الصدد والرجوع الى الأسلوب الديمقراطي لحل المشاكل بعيدا عن التشنج. وناشد الاجتماع الأجهزة الإعلامية كافة الى الارتقاء الى مستويات أعلى من المسؤولية للحفاظ على الأمن الأهلي للإقليم كجزء من رسالتها المقدسة. وعلى صعيد متصل بمسألة الأمن الأهلي في الإقليم وتطوير العملية السياسية والتعايش الديمقراطي بين مكونات الإقليم السياسية والقومية والدينية أكد المجتمعون ترسيخ التحالف الستراتيجي بين الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني باعتباره الحجر الأساس والمهم لتحقيق السلام في الإقليم والدفاع عن مكتسباتنا القومية والوطنية. وفي محور آخر أكد الاجتماع العلاقات الحسنة مع دول الجوار على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية كما أبدت اللجنة المركزية سرورها لرغبة الجارة تركيا وما أعلنتها بصدد الانفتاح الديمقراطي وحل المسألة الكردية واعتبرتها خطوة حكيمة من منطق أن طريق السلام والتفاهم والديمقراطية هو السبيل الأفضل لحل المشاكل. أما على الصعيد التنظيمي فقد تناول الاجتماع بشكل دقيق التقدم الحاصل كما ونوعا في الانتماء الحزبي وتوسع الرقعة التنظيمية للحزب وقدر عاليا دور كوادر ومسؤولي الحزب لما بذله ويبذلونه من جهد في هذا المجال داعيا إياهم الى تفعيل العملية التنظيمية وبذل الجهود كافة في إعداد الجماهير للمشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة واعتبار المشاركة ضرورة للمسألة القومية كما أكدت اللجنة المركزية ضرورة عقد المؤتمر الوطني القادم للحزب في النصف الأول من هذا العام، وأوصت المكتب السياسي باتخاذ الإجراءات العملية من أجل ذلك وأهدت اللجنة المركزية تحياتها الى عوائل الشهداء الأبرار والمؤنفلين وكذلك المعوقين وجماهير كردستان.