متابعة/ كاظم الجماسيتصوير/ مهدي الخالدياقامت المدى بيت الثقافة والفنون، حفلاً استذكارياً للعلامة الراحل وشيخ المؤرخين د/ جواد علي، حضره جمهور كبير غصت به، قاعة بيت المدى، بوصفه رمزاً كبيراً من رموزنا التاريخية، باتت كتبه مراجع مهمة، يعود اليها الطالب والمؤرخ معاً.
واستهل حفل الاستذكار د/ على المرهج الذي قدم له بالقول:الدكتور جواد علي كاتب ومؤرخ ومفكر عراقي ولد في الكاظمية ودرس في دار المعلمين العالية ونال شهادته الاولية ثم درس الدكتوراه في المانيا حيث كانت أطروحته بشأن (المهدي وسفرائه الأربعة) وعرف بكتابه الشهير (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام) وكان جواد علي مؤرخاً مؤمناً بدور البطل في صناعة التاريخ، وكان يحاول التخلص من الأطر الايديولوجية التي تتحكم بقراءة كثيرة من المؤرخين للتاريخ، ودرس التأريخ بموضوعية تحسب له..ثم دعا المقدم الدكتور سالم الآلوسي الذي عرفه بالقول: الآلوسي من الأسرة العلمية الآلوسية المعروفة بـ (بيت الحجي) أي الحاج مصطفى الآلوسي، وشغل وظائف علمية وثقافية في دائرة الآثار العامة ووزارة الثقافة، ودائرة السياحة، والمركز الوطني للوثائق، وله عشرات الكتب وعشرات المقالات في التاريخ والآثار والوثائق والتراث، وحصل الدكتور الآلوسي على شهادة الدكتوراه الفخرية من اتحاد المؤرخين العرب، وتقاعد عن العمل كمدير عام للوثائق في عام 1986..rnشيء عن العلامة الدكتور جواد عليتحدث بعدها الدكتور سالم الآلوسي قائلاً:كسب العلامة الأستاذ الدكتور جواد علي شهرة فائقة عن كتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام) في طبعته الاولى من قبل المجمع العلمي العراقي، ولم يلبث ان اعاد النظر فيه ليطبع طبعة منقحة وفيها اضافات مفيدة بعشرة أجزاء في بيروت سنة (1974 ـ 1986) هذه الشهرة تضاف الى سمعته العلمية في ميدان التربية والتعليم فقد كان استاذا في دار المعلمين العالية، وفي جامعة بغداد، والى عضويته في المجمع العلمي العراقي فقد كان من اوائل العلماء الذين سعوا سعياً حثيثاً الى تأسيس هذا الصرح العلمي الرصين فقد شغل منصب امين سر المجمع (سكرتير) منذ بداية نشاطه عام 1949 لغاية 1961، بكل كفاية ومقدرة. كان المرحوم الصديق الدكتور جواد علي وقبل قيام المجمع العلمي عضواً فعالاً في (لجنة التأليف والترجمة والنشر).وأضاف الآلوسي: ربطتنا علاقة متينة مع الراحل جواد علي. وكان أول لقاء جمعنا وإياه في المديرية العامة للآثار، وتوالت اللقاءات في أماكن متفرقة أذكر منها المجمع العلمي العراقي، وبيت العلامة محمد بهجة الأثري، الذي كان كريماً في ضيافته وسط احتدامات متصلة في الجدل والنقاش بشأن موضوعتنا المشتركة التاريخ واحداثه ومناهج البحث فيه.. لقد كان لجواد علي مكانة علمية مرموقة أثارت حفيظة ذوي الشأن من المسؤولين وحين كنت تسأله لماذا؟ فأنه يجيبك بأنه كان (مغاضباً) أي بمعنى مغضوباً عليه من قبل الجهات الرسمية..  وأكد الدكتور سالم: أن التهمة الموجهة لجواد علي كونه نازياً تهمة باطلة، فهو لم يكن معجباً بموسوليني لشخصه بل كان داعية عروبياً أصيلاً لوحدة الأمة العربية ليس على أسس عنصرية بل على اسس حضارية تستند الى اللحظات التاريخية المتوهجة التي عاشتها تلك الامة كما دعا جواد علي الى استلهام تجارب الشعوب الأخرى (إيطاليا الموحدة) و (المانيا البسماركية) وتمنى ان يحذو العرب حذو تلك الأمم.وأختتم الآلوسي حديثه بالقول: الحديث عن الراحل العلامة الدكتور جواد علي حديث طويل ومتشعب ولا يمكن حصره في ندوة واحدة بل في ندوات، ولي بحث أجملت فيه منجزات جواد علي في شتى ميادين العلم والفكر والتي توزعتها الكتب والمجلات والجرائد والندوات باللغتين العربية والألمانية..أعقب ذلك دعوة مقدم حفل الاستذكار الدكتور طارق الحمداني لإلقاء مداخلته، وقد عرفه الدكتور علي المرهج بالقول: ولد الحمداني في العام 1945 في محافظة ديالى وأنهى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، ثم تخرج في العام 1967 من كلية التربية/ جامعة بغداد حيث تتلمذ على يد الدكتور جواد علي، وأكمل دراسته العليا بجامعة مانشستر في انكلترا،وحصل على الدكتوراه، عام 1981، وصدر له عدد من الكتب والدراسات أهمها كتابه (التدريس التاريخي في العراق) وغيرها من الكتب.rnرائد المنهج التاريخي العلمييقول الدكتور طارق الحمداني في مداخلته: كنت ولم أزل معنياً بمذهبية جواد علي في موضوعة المنهج، وقد وجدت أنه كثير الاهتمام بإيضاح آلية المنهج الذي درج عليه في مقدمات كتبه الشهيرة (المفصل) و (تاريخ العرب في الاسلام) و(المهدي المنتظر) ويقول مثلاً (أن طريقتي في هذا الكتاب ويقصد كتاب تاريخ العرب في الاسلام، هي طريقتي نفسها في كتاب المفصل في  تاريخ العرب قبل الاسلام رصد الماضي كما رسخ في ذهني واستقر في عقلي ونبت في فكري مع تقريب وتوضيح جهد الامكان من غير زيادة عليه او نقصان وهذا يشير الى المنهج الذي اختطه لنفسه في كتابة التاريخ، في كل مؤلفاته، ويقول الدكتور جواد (أخذت منهجيتي في تدوين تاريخ العرب قبل الاسلام من رأي توصلت اليه من خلال مراجعتي لما كتبه العلماء والسياح عن جزيرة العرب قبل الاسلام، وعن نتائج بحوثهم واكتشافاتهم فيها..الخ) أي