واشنطن/ وكالات اعلنت لجنة التحقيق الاميركية في حرب العراق عن اعتقال احد الجنود الامريكيين الذين خدموا في العراق بسبب اغنية راب كان قد سجلها وارسلها الى البنتاغون. وقال التقرير ان مارك هال، الذي خدم في وحدة مشاة امريكية في العراق اعتقل بتهمة التهديد بقتل ضباطه على خلفية الاغنية التي سجلها محتجا على سياسة الجيش الامريكي
 بتمديد فترة بقاء الجنود في العراق او افغانستان او اجبارهم على العودة اليهما. وقضى هال 14 شهرا في العراق العام الماضي ويتوقع التسريح الشهر القادم ولكن طلب منه العودة الى العراق ثانية. فكتب وسجل اغنيته محتجا، بيد ان الجيش ادان اغنيته باستخدام كلمات عنيفة والتهديد بقتل الضباط المسؤولين عنه و»رؤية اجسادهم تتهاوى الى الارض»، وقرر احتجازه في سجن عسكري في جورجيا في انتظار محاكمته، بعد ان وجهت اليه تهمة التهديد بالتمرد. واكد تقرير محامي الجندي المدني جيمس كيلماسكي ان الاغنية تعبير حر عن ماهية شعور الناس ازاء الجيش وسياسة «وقف الخسائر». واضاف المحامي كيلماسكي انه كان يستخدم اسلوب «الهب-هوب» الغنائي الذي غالبا ما يحتوي على كلمات عنيفة ليعكس بشكل شرعي عدم رضا القوات عن سياسة «وقف الخسائر» التي يعتمدها الجيش الامريكي، والتي تقضي بأعادة قوات خدمت سابقا في المكان وباتت لديها خبرة فيه بدلا من ارسال قوات جديدة، او تمديد الخدمة العسكرية لبعض من انتهت فترة تعاقداتهم. وقد اجبرت هذه السياسة 185 الف عسكري على البقاء في الخدمة العسكرية رغم انتهاء فترة تعاقدهم مع الجيش لتلبية متطالبات الحرب في افغانستان والعراق. ونفى هال في بيان من سجنه العسكري ان تكون اغنيته قد حملت تهديدا حقيقياً وقال انها مجرد اغنية «هب–هوب»، ووصفها بأنها كلام حر او»تعبير حر عن ماهية شعور الناس ازاء الجيش وسياسة (وقف الخسائر)». واشار المحامي كيلماسكي الى ان هال قد كتب الاغنية الصيف الماضي بعد اشهر قليلة من عودته من العراق، وبعد ان عرف جنود وحدته انهم سيعودون الى الشرق الاوسط. وبين ان الاغنية قد «شاعت بين افراد وحدته، وقد تحدثوا جميعا معه عنها، ويبدو انهم (الجيش) لم يروا فيها تهديدا، ولكن مع اقتراب عودتهم الى العراق قرروا سجنه». واوضح التقرير ان احتجاز هال يأتي في مرحلة ارتفعت فيها الحساسية ازاء التهديدات داخل الجيش بعد ان اتهم ضباط امريكيون بتجاهل اشارات تحذيرية قبل ان يقوم الرائد في الجيش الامريكي نضال حسن بقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود في تشرين الثاني الماضي. ويشار الى ان الجيش الامريكي كان قد اعلن انه سينهي العمل بسياسة «وقف الخسائر» العام القادم، وهي السياسة التي اعتمدت في ادارة بوش لضمان توفر عدد كاف من الافراد في الخدمة العسكرية للقتال في العراق او افغانستان.