اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > خمسون طالباً في الصف الواحد وألف مدرسة طينية في عراق النفط!

خمسون طالباً في الصف الواحد وألف مدرسة طينية في عراق النفط!

نشر في: 16 يناير, 2010: 05:37 م

 وائل نعمةأصبحوا غرباء عن المكان وعيونهم شاردة سارحة لا تكاد تثبت في محل ، فالبوابة قد اختلف لونها والحارس الذي يقف بقربها لم يعد كما كان والممرات أصبحت مظلمة وانحناءاتها كثرت وضاقت بالداخلين والخارجين حتى الباحة الخلفية قد صغرت ولم يعد فيها مكان للمرح ،
 حينها قرروا الدخول إلى الصفوف فلم يجدوها كما اعتادوا عليها فالتلاميذ  قد كثرت أعدادهم وتقاربوا حتى كادت تصطدم وجوههم ب (السبورة) والمعلم الذي يقف أمامهم كان شكلا آخر .هذا هو حال معظم المدارس في العراق حيث قلة الأبنية المدرسية جعلت الطلاب يحشرون مع بعضهم بطريقة غير سليمة وتصل أعدادهم الى فوق الخمسين في الصف الواحد ويتشاركون في المقاعد ويتضايق احدهم من الآخر حتى يسقط الاقرب الى الحافة ، هذا بالإضافة الى تغيير المدارس بسبب تعرض الكثير منها الى أعمال إرهابية فتضطر التربية الى نقل الطلاب لمدرسة اخرى جديدة وهذا ينعكس على المستوى التعليمي والنفسي للطالب كما هو الحال في طلاب مدرسة الاباء وابو حذيفة الذين قد اشرنا لهم في تحقيق سابق وحالة الاستغراب التي إصابتهم بعد تفجير المدرسة وانتقالهم الى مدارس اخرى والى هذا اليوم لم ترمم المدرسة التي هدمت على اثر انفجار مجهول الهوية !.أمية مقنعةقلة البنايات المدرسية قادت الى دمج عدة مدارس في بناية واحدة، فلا يستغرب الاستاذ راضي من مدرسة الايمان   من وجود ( المدارس الثلاثية )  حيث تتقاسم ثلاث مدارس ابتدائية ساعات النهار (القصير) مع زخم هائل في زيادة الطلبة المبتدئين، وهنا نستطيع أن نستخلص النتائج التعليمية السيئة (لهذه الظاهرة المؤسفة) فتعدد المدارس في بناية واحدة يعني قلة ساعات التعليم المخصصة لها، وبدلا من أن تكون اربع او خمس ساعات ستتقلص الى ثلاث او أقل وهذا يعني قلة مدة الحصة وصعوبة توصيل المادة خاصة اذا عرفنا ان الصف الواحد قد يشتمل على اكثر من ستين طالبا مبتدئا، وهذا يعني بالنتيجة رسوب عدد كبير من الطلاب الصغار في صفوفهم الابتدائية ، أو لجوء معلميهم الى إلحاقهم بصفوف أعلى من دون أن يكونوا أهلا لذلك ما يؤدي بالنتيجة الى (أمية مقنعة) أي ان الطالب قد يصل الى الصف الخامس الابتدائي من دون ان يكون عارفا باللغة (كتابة وقراءة) او الرياضيات او غيرها من المواد التدريسية، ما يدفع به الى الهروب والتسرب من الدراسة تحت ضغط عدم الفهم وضعف الاساس التعليمي.rnترميم سطحيبالمقابل هناك بعض المدارس التي شملت بالترميم لاصلاحها ولاستيعاب العدد المتزايد من الطلاب ، حيث تقول المعلمة سوسن في مدرسة الفنار بأن بعض الترميمات التي شملت بعض المدارس اقتصرت على  طلاء للجدران الخارجية كمنظر لا غير وهذا يعني ان تلك الاعمال لا تمت للترميم بصلة فالصفوف المتضررة على حالها لم يشملها اي ترميم او صيانة او زيادة . والحل حسب ماتعتقده الست سوسن عبر توسيع  المدارس خاصة بعد ان اصبح موضوع بناء مدرسة اخرى امرا بعيد المنال والبديل هو بناء صفوف اضافية لمواجهة زيادة اعداد الطلاب الوافدين الى المدرسة.rnمطالبات بالاستثماربعض المواطنين وأولياء الأمور طالبوا الحكومة والجهات المختصة بحل مشكلة الأبنية المدرسية عبر الاستثمار وفي هذا الموضوع أوضح الأستاذ ريتاج مسؤول العلاقات في هيئة استثمار بغداد بأن هناك مقترحات وأفكاراً حول استثمار قطاع التربية عبر إنشاء مدارس نموذجية وحديثة عن طريق طرحها للاستثمار ، وأضاف بأن الهيئة مستعدة لتقديم العروض الخاصة بالأبنية المدرسية عندما تتوفر المطالبات بالاستثمار. كما أشار الى ان قضية استثمار المدارس قد أصبحت  أمراً اعتياديا خصوصا بعد انتشار المدارس الأهلية ولكن ما يعيق استثمار هذا الجانب هو التنسيق ضمن السياقات مع الجانب التربوي وصعوبة الحصول على الأراضي المخصصة للبناء.والمسألة تتعقد وتتشابك مع تزايد مدارس الطين ومدارس (الكرافانات) مع الظروف الامنية السابقة والتي أثارها لم تزل شاخصة مع هروب الكثير من العوائل من سكنهم الأصلي بعد جنون العنف والتهجير وانضم أبناؤهم الى المدارس التي سكنوا بالقرب منها ما فاقم الوضع. كريم اب لثلاثة طلاب يجد ان الحظ قد حالف اطفاله في ان وجدوا بناءا يدرسون داخله بدلا من الطين والكرفان ، ويعتقد كريم بأن المدارس الأهلية ربما ستحل جزءا من المشكلة وستخفف من الزخم الذي يحصل في المدارس ويوفر ابنية جديدة .rnفي مديرية الابنية المدرسيةالاستاذ حبيب عبد الحسن الشمري مدير الأبنية المدرسية يذكر بأن الأسباب الرئيسية لازمة الابنية المدرسية تعود الى ان خلال 3 عقود التى مضت لم تشمل  اي مدرسة بالترميم وكذلك لم تبن منذ 1985 غير    85 مدرسة لاغير وتوقف العمل حتى بنيت  بعض المدارس بسنة 2000 ومعظمها سقطت ولم تعد صالحة للدراسة .كما يوعز المدير العام بأن  زيادة العدد السكاني كانت أحد  الأسباب الأخرى وخصوا ان هذه الزيادة  لم يواكبها زيادة المدارس ، كما ان مشكلة الأبنية المدرسية قد تفاقمت على الوزارة بسبب انها لم تكن  المسؤولة عن البناء وكانت السلطات المحلية في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram