احمد نوفل كتبت احدى الصحف عن موضوع مشاركة المواطن في الانتخابات والتصويت لمرشحيه خلال انتخابات الدورة البرلمانية المقبلة. وهو موضوع على جانب كبير من الأهمية فالمواطن عندنا الى الآن غير مسلح بالسلاح الثقافي المطلوب الذي يتمكن خلاله من تحقيق ما يصبو اليه او ما كان يحلم به قبل التغيير.
في الدورة الانتخابية الاولى كان الاقبال على صناديق الاقتراع يمكن وصفه بالسابقة لعدد المشاركين لا بالنسبة للعراق وحده بل بالنسبة لدول عديدة كانت قد سبقتنا في تداول السلطة عن طريق صوت المواطن.في تجربتنا الاولى كان اندفاعنا نحو اختيار من يمثلنا اندفاعا غير محسوب النتائج ومعظمنا كان همه غلبة طرف على طرف اخر نتيجة الثقافة التي ورثناها من النظام البائد الذي عمل على شق وحدة الصف العراقي من خلال مفاهيم المناطقية واستحواذ هذا الطرف على حقوق المواطنة والعيش اللائق دون ذلك. العديد من المصوتين خرج يومها لخوض معركة اشبه بمعركة الثـأر من جلاديه السابقين ولكونها معركة كما تخيل و لم تثنه التهديدات او الموت الذي زرع له قبالة صناديق الاقتراع . يقولون (الحماسة تذهب بالعقل) فنعتقد ان الممارسة الانتخابية الاولى للمواطن كانت بهذا الشكل ولا لوم عليه للاسباب التي ذكرناها. الحال تغير والمواطن يمكن له الاستفادة من تجربته السابقة وان لا ينقاد للعاطفة في اختياره ممثليه، بل ما يتوجب عليه هو النظر الى البرنامج المقدم من قبل المرشح فلقد جرب ان صوت للعشيرة والحزب والمذهب والمنطقة فكانت النتيجة انه اخذ يعض اصبع الندم لان صوته ذهب هباء دون ان يعود عليه بالنفع الذي كان يعتقده. الانسان(عصارة تجريب وتمرين)لذلك لابد للمرشح من ان يـأ خذ ذلك بعين الاعتبار ،فناخب اليوم ليس ناخب الاربع سنوات الماضية ، المواطن وضحت اهدافه و اختياره سينصب على البرنامج السياسي والمرشح الصادق في وعوده وليكن ما يكون ،هذا ما يمكن استشرافه من توجهات شرائح المجتمع العراقي التي تيقنت بأن ناخب العشيرة والحزب والمذهب (قلب لها ظهر المجن) ونأى عن حل مشاكلها ليستغل موقعه في مصالح شخصية ليس الا.
صوت المواطن
نشر في: 16 يناير, 2010: 05:49 م