TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة المواطن: الدم المستباح

نافذة المواطن: الدم المستباح

نشر في: 16 يناير, 2010: 05:52 م

افراح شوقيضمن سلسلة الفضائح التي غدت كالمسلسلات المكسيكية (المدبلجة)، صار امتهان الدم العراقي أقرب الى الأحداث غير المشوقة بعد ان تكرر تقديمها للمشاهد وهو متسمر امام الشاشة العراقية الثرية بالأحزان ، ولسان حاله يقول:
 لا حول ولا قوة الا بالله. فالأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام عن تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي نظمته عوائل ضحايا وجرحى حادثة ساحة النسور التي تسببت بها شركة بلاك ووتر سيئة الصيت، صارت أشبه بالنكتة، أو كما يسميها أهل الفن (الكوميديا السوداء) التي تتحدث عن معاناة الشعوب. كشفت لنا وبما لا يقبل الشك عن رائحة فساد مالي وحقوقي كبيرين، لكن هذه المرة ولغت في دم شهدائنا واستباحته من قبل أخيه وليس من أحد غيره ، ذوو الضحايا السبع عشرة وكذلك الناجين من الجرحى منهم كشفوا بانهم تعرضوا لعملية نصب كبرى على أيدي محامين عراقيين ،بشأن اخذ حقوقهم من الجانب الامريكي، مقابل التوقيع على اوراق مكتوبة باللغة الانكليزية لم يفهموا وقتها انها اوراق تسوية للقضية وهدر للحقوق مقابل تعويضات مالية معينة، لكن حتى ذلك المال سرق ولم يصل لمستحقيه والمحكمة برأت القتلى وربما خصصت لهم تعويضات ورحلات استجمام وترفيه في (فنادق ام الخمسة او السبعة نجوم) عما لحقهم من معاناة خلال فترة الاستجواب!، ولم يبق أمام اسر الضحايا الا ان يطالبوا البرلمان العراقي بأعادة فتح ملف القضية أمام القضاء الامريكي، وقد خرجوا من القضية بخفي حنين ، وشكوا من ان أحداً من الحكومة العراقية لم يسع للقائهم او حتى معرفة فحوى الموضوع ومتابعته كونه يتعلق بسيادة وطن وشعب انتهكت دماؤه عمداً في بيته دون ذنب. ونسال لو كان المغدور احداً من المقربين من مسؤول في الحكومة او فرداً من مناصريه أو حتى أفراد حماياته، هل كانوا سيصمتون، ويوكلون الأمر للقضاء الامريكي؟ ومنذ متى كان المال ثمناً للدم العراقي؟ وكلنا يعرف ان قضية كهذه كانت ستقيم الدنيا ولاتقعدها لو انها حصلت في عقر دار تلك الشركة التي راحت تدلل حالها وتبدل اسمها الى(اكس أي) كأنها تستر عورتها، وعاودت ممارسة عملها من جديد دون أي ارباك، وهي تسد آذانها عن أنين ذوي الضحايا مادموا عراقيون استبيحت دماؤهم وحكومتنا الموقرة اكتفت فقط بالاستنكار والمطالبة بفتح القضية من جديد، في الوقت الذي تناست فيه قبلا ان تطالب بمحاكمة المتهمين في الدولة ذاتها التي ارتكبوا فيها جنايتهم ومتابعة القضية على انها بمستوى قضية سيادة دولة وليس الاكتفاء بتوكيل محامين لم يتورعوا عن تبديد أموال التعويضات والاستخفاف بدماء العراقيين. أن القضية برمتها هي استهانة سواء أكانت من الجانب الامريكي أم من الجانب العراقي الممثل بمجموعة محامين تناسوا أن يقوموا بدورهم كما يجب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram