اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ياسين الهاشمي ..ابن مختار المحلة الذي اصبح رئيسا للوزراء

ياسين الهاشمي ..ابن مختار المحلة الذي اصبح رئيسا للوزراء

نشر في: 17 يناير, 2010: 05:20 م

ولد ياسين في بغداد عام 1884 في حي شعبي من احياء بغداد يعرف باسم البارودية ونشا في اسرة متواضعة وكان ابوه السيد سليمان مختارا لذلك الحي وقد سافر ياسين بعد ان اكمل دراسته الاولية الى الاستانة حيث التحق بالمعاهد العسكرية وبعد ان تخرج فيها ضابطا اشترك في الحروب التي نشأت قبيل الحرب العالمية الاولى ولاسيما في حرب غاليسيا..
 حيث اظهر شجاعة فائقة منحه بسببها امبراطور ألمانيا وليلام غلوب وساماً من الدرجة الاولى وقد تأثر ياسين كغيره من ابناء جيله بالدعوة العربية وانتسب الى جمعية العهد السرية وعمل في حكومة الشام العربية رئيساً للمجلس العربي كما تولى تنظيم الجيش السوري وبعد ان انهار الحكم الفيصلي وجيء بفيصل ليكون ملكا على العراق قدم ياسين الى بغداد وظل يمارس عمله السياسي حتى قدر له ان يخرج من بغداد بعد الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي في التاسع والعشرين من تشرين الاول 1936 وان يموت في بيروت ليدفن في دمشق. زعيم وطني ام سياسي عملي *ماذا يمثل ياسين الهاشمي في تاريخ العراق السياسي ؟. واين تكمن أهمية الدور الذي أداه في حياته السياسية. ـ يقول نجدت فتحي صفوت الذي يعمل على تدقيق الوثائق البريطانية المتعلقة في العراق.. يمثل ياسين الهاشمي في تاريخ العراق السياسي الحديث مدرسة خاصة وهو يذكر بعد ابتعاده عن مسرح الاحداث اليومية اربعين عاما زعيما وطنياً وسياسياً رفع لواء المعارضة وخاصم الانكليز وقاوم المعاهدة العراقية البريطانية بان كان في سياسته الطرف المناقض لمدرسة نوري السعيد الذي ظل اسمه لصيقاً بمولاته الإنكليز والسير على ركبهم وتبني السياسة القائلة ان مصالح العراق كانت تقتضي التحالف مع الانكليز والتعاون التام معهم على الدوام في جميع الحالات ومهما كان في هذين الحكمين من تعميم فانهما بقيا السمتين المتميزتين لهذين الرجلين اللذين كانا من ابرز الوجوه السياسية في العراق في العهد الملكي على ان ذلك التعميم الذي قد يكون جائزاً بالاحاديث السطحية لايجوز إطلاقه للدراسات التاريخية العلمية والسياسية فإنها ليست قاصرة على لونين اثنين لا ثالث لهما اسود كالح او ابيض ناصع وانما تقوم بين الاثنين ظلال تتفاوت بين الابيض والاسود درجات ودرجات. والسياسة في جميع الاوقات هي فن الممكن ولذلك اختلفت اساليب السياسيين العراقيين في العهد الملكي بين الإذعان للامر الواقع وقبول الاحتلال فالانتداب والمعاهدات والتعاون مع القوى المستعمرة وبين الرفض التام لكل وجود اجنبي ونفوذ دخيل وإن المطالبة بالجلاء الناجز والاستقلال التام انما اكسب الهاشمي سمعته كرجل وطني يعود الى سببين: الاول: مواقفه ضد الانكليز ومعارضته معاهدة 1930 . والثاني: النهاية المحزنة التي انتهى اليها وخروجه بالقوة بنتيجة انقلاب ووفاته بعيداً عن الوطن وليس بمقدور احد ان يتكهن بما كان سيسجله التاريخ عنه لو امتد به الاجل وعاد الى العمل السياسي.ابن مختار محلة البارودية رئيساً للوزراء واذا كان ياسين ونوري يمثلان قطبين متناقضين فكيف تعاونا في وزارة رشيد عالي الكيلاني سنة 1933 بل كيف ادخل ياسين خصم المعاهدة للدولة الذي بنى جانباً من سمعته في الاقل على مخاصمة نوري السعيد عاقدها المدافع الاول عن وزير الخارجية لوزارته الاخيرة الواقع ان حياة السياسيين السياسية لما تدرس بعد كما ينبغي لها ان تدرس ، ودور الهاشمي في التاريخ العراقي السياسي القريب يحتاج الى المزيد من التحليل .. فقد ظهرت في السنوات الاخيرة بعض الدراسات الجامعية التي خصصت لسيرته منها إطروحة الدكتوراه التي قدمتها الى جامعة هارفورد الامريكية الآنسة في بي مار واخرى لماجستير قدمها السيد سامي القيسي الى جامعة بغداد ونشرت بعد ذلك في كتاب. على ان هاتين الدراستين فيهما خلل كبير لعدم إفادتهما من الوثائق البريطانية التي تعتمد على مادة غزيرة عن ياسين الهاشمي وكانت تلك الوثائق غير مفتوحة حينما ولذلك مازال المجال واسعا لتقديم دراسات اخرى عن سيرة ياسين واعتقد ان حياة ياسين بعد ان ابتعد بدرجة تكفي لإصدار حكم موضوعي عليها يجب ان تكون موضع دراسات اخرى وفيها من الامثلة الكثيرة في الوطنية.تتميز حياة ياسين الهاشمي السياسية بمواقف جريئة خدم فيها بلاده خدمة صادقة ولعل ابرز تلك المواقف موقفه من حل مشكلة الديوان العمومية العثمانية التي كان العراق يعاني وطأته بحكم المادة السابعة عشرة من اتفاقية المالية الملحقة بالمعاهدة العراقية البريطانية وبحكم معاهدة لوزان التي اعتمدت القاعدة الدولية التي تقضي بانتقال الديون العمومية الدولية المتجزئة الى الدول المنسلخة عنها كل حسب من يصيب منها. بطبيعة الحال كان العراق بوصفه احدى الدول المنسلخة عن الامبراطورية العثمانية يتحمل نصيبه من تلك الديون ويقاسي من أعبائها لاسيما وهو في بداية تكوينه وقد استطاع الهاشمي عندما كان وزيراً للمالية في وزارة العسكري عام 1926 ان يلعب دورا جريئا لإنقاذ العراق  من الديون الثقيلة التي تعوق تقدمه المالي وتعرقل نموه الاقتصادي فبادر بعد ان درس الموضوع دراسة كافية استوعب فيها المشكلة بكل تفاصيلها بشراء الاسهم المطروحة وبيعها بالاسواق العالمية بأسعار بخسة لإطفاء تلك الديون وتسديدها مرة واحدة. وقد وازن الهاشمي بين هذه العوامل المختلفة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram