اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > "المازني" وسيارة مدير الدعاية في زيارته الثالثة والأخيرة لبغداد

"المازني" وسيارة مدير الدعاية في زيارته الثالثة والأخيرة لبغداد

نشر في: 17 يناير, 2010: 05:22 م

صادق الآزدي قرأت باهتمام ما كتبه الاديب السيد نجدة فتحي صفوة تحت عنوان "المازني في بغداد" فعادت بي ذاكرتي الى الوراء ، يوم زرت مع السيد سعدي خليل ضيف العراق الكاتب الساخر الجاد ابراهيم عبد القادر المازني الذي كنا نقرأ له ونعجب به ونتابع المعارك القلمية التي كان يخوضها على صفحات جرائد ومجلات القاهرة
 ومنها المعركة التي دارت حول كتابه او قصته الطويلة في الاصح "ابراهيم الكاتب" التي اتهم بأنه اقتبس عدة صفحات منها من قصة روسية عنوانها "سانين" او ابن الطبيعة"! *زيارة المازني الثالثة لبغداد، وكانت الاخيرة تمت والحرب العالمية الثانية حامية الوطيس وكان العراق يعاني ازمات سياسية واقتصادية حتى ان وزارة الداخلية لم تستطع توفير سيارة لتنقلات "المازني" الذي نشر في جريدة "البلاغ" المصرية بعد عودته الى القاهرة حوالي الستين مقالا عن مشاهداته في العراق وانطباعاته عنه كما سمعت من المرحوم احمد زكي الخياط الذي لعب الدور الاول في اقناع وزير الداخلية فوزير المالية لدعوة المازني! *كان الخياط يشغل وظيفة مدير الدعاية العام، وكانت المديرية تابعة لوزارة الداخلية،عام  1972 *قال: اجلس لأروي لك حكاية وجلست فاستأنف قائلاً: انت تذكر انني دعوت المازني لزيارة العراق، ولما وصل انزلناه في فندق "ريجنت بلاس" –قصـــــر الوصي! وكان الضيف بحاجة الى سيارة لتنقلاته فاضطررت الى وضع سيارتي الخاصة وسائقها تحت تصرفه ولما انتهت الزيارة، وعاد المازني الى القاهرة، جاءني محاسب مديرية الدعاية السيد احمد كمونة ومعه القائمة التي بعثت بها الينا ادارة الفندق بنفقات اقامة وطعام المازني، من اجل التوقيع عليها قبل ارسالها الى وزارة المالية لصرفها، فقال لي المحاسب: -لماذا لا تقدم قائمة بدورك عن "البانزين" الذي احرقته سيارتك خلال سبعة اسابيع تنقل خلالها المازني بواسطتها؟ وأقنعني بأن تكون القائمة بمبلغ خمسة عشر دينارا فقط، فوافقت وقمنا بارسال القائمتين، وفوجئت بعد يومين بوزير المالية وهو يتصل بي هاتفياً ويقول: -لقد دعونا المازني بطلب منك، اليس كذلك؟ قلت: نعم -وسندفع نفقات اقامته في الفندق؟ قلت: هذا طبيعي! قال: اذن لماذا لاتشارك في شيء من تكاليف ضيافته، ولو بوضع سيارتك في خدمته؟ فوافقت . *وسكت قليلا ثم قال: وما حدث لم يكن بدافع الحرص على اموال الدولة، ولكن لأنه "ماكو فلوس". وهكذا كنا نعجز حتى عن الدعاية على نطاق غير واسع لبلادنا. وقد فارق الخياط الدنيا عام 1974 .مجلة الحضارة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram