حاوره/ يوسف المحمداويتصوير/مهدي الخالديقبل وصوله الى العراق كسفير جديد للملكة المتحدة في بغداد ، طلبنا من الملاك الاعلامي للسفارة موعداً لاجراء اللقاء معه وبالتحديد مع السيدة كاثرن المنسقة الاعلامية وذلك في العام الماضي، وبالفعل تم تحديد الموعد في الرابع عشر من الشهر الجاري، وفعلاً وصلنا في الساعة المحددة لنلتقي بسفير يمتلك مؤهلات السياسة والمرح
وكذلك القدرة على التخلص من الاسئلة المحرجة والمشاكسة انه سفير بريطانيا في العراق جون جنكينز الذي اصر على الاجابة باللغة العربية في حواره مع المدى ليؤكد لها بأن بريطانيا لكونها عضواً دائماً في مجلس الامن ستسهم وتدفع بالاتجاه الذي يخرج العراق من طائلة البند السابع، وعد ذلك الامر مهما لاسترداد السيادة للعراق، وبشأن التصريحات الاعلامية التي نسبت له بأحتمال حصول انقلاب عسكري نفى السفير جينكنز تلك التصريحات جملة وتفصيلاً مشيراً الى ان زمن الانقلابات ولى وان حديثه بهذا الجانب حرف تماماً وغير معنى الجملة التي تحدث فيها عن فترة الانقلابات السابقة التي حدثت في العراق.وعن العلاقات العراقية الايرانية شدد السفير على ضرورة عمل اللجان الفنية لترسيم الحدود بين العراق وجميع دول الجوار وعزا ذلك لكون الامر يتعلق بسيادة واستقلالية العراق فضلاً عن كونه يحل الكثير من المشاكل العالقة بين العراق والدول المحيطة به، وبشأن مساهمة بريطانيا بالاستثمار في العراق، أكد السفير أن هناك أكثر من (40) شركة بريطانية تستثمر في العديد من القطاعات الخدمية والتجارية والنفطية ، مبيناً بان التحسن الحاصل في الوضع الامني سيسهم قريباً في استقطاب العديد من الشركات البريطانية للمنافسة في مجال الاستثمار. دكتوراه في اللغات الكلاسيكية *من هو جون جينكنز؟ -بعد نهاية دراستي الجامعية توجهت فوراً الى دراسة اللغة العربية عام 1982 ، واول منصب عملت به في ابو ظبي وعملت فترة في السفارة البريطانية هناك، بعدها عملت في الكويت ثم بورما ومنها الى ماليزيا، وعملت قنصلاً عاماً في القدس، ثم شغلت منصب سفير المملكة المتحدة في دمشق، عدت بعدها الى لندن حيث عملت في دائرة الشرق الاوسط لمدة عامين، والان انا في بغداد، وانا من اختار المجيء الى بغداد ، بعد دراستي الوضع العراقي خلال العامين اللذين قضيتهما في لندن، وتابعت عن كثب حجم التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها العراق. انا من مواليد عام 1955، اكملت دراسة الدكتوراه في اللغات الكلاسيكية في جامعة كامبردج، متزوج وزوجتي اسمها نانسي، وهي معلمة انكليزي في مدرسة خاصة بالعاصمة البريطانية لندن، للاسف ليس لدينا اولاد ونانسي، تحب الشرق الاوسط وبالذات العمق الحضاري لوادي الرافدين، وسأجلبها معي قريباً خاصة بعد التحسن الامني والظروف الطبيعية التي يعيشها العراق. الظروف مختلفة *هذا هو الدخول الثاني لبريطانيا في العراق، ولاحظنا بعد الدخول الاول هناك بصمات للاحتلال البريطاني، كبناء الجسور ، المستشفيات ، شق الطرق وغيرها، لكن الان وبعد انسحابها لم تخلف بريطانيا غير صور التعذيب التي مارستها قواتها مع العراقيين في البصرة او في قضاء المجر، ما تعليقكم؟ -العراق في عشرينيات القرن الماضي كان بلداً فقير لايمتلك الموارد الكافية للبناء، لذلك تجدنا ساعدنا العراق في تلك الفترة على بناء البنية التحتية لدولة ناشئة ، فالظروف مختلفة ، حتى الظروف العالمية كانت مختلفة ايضاً وليس الظروف العراقية فقط، فبعد الحرب العالمية الاولى ودخولنا العراق كانت النية الموجودة والغاية لدينا هي النهوض بواقع دولة عصرية حديثة تواكب تلك المرحلة من خلال بناء المؤسسات والدوائر الخدمية وكذلك سعينا بجد الى بناء النظام السياسي والدولي للعراق، لكن لانستطيع اليوم تطبيق مبادئ العشرينيات على الوضع الحالي ولا اجد المقارنة مفيدة ، لقد اختلفت الاوضاع وولت صراعات الامبراطوريات ، والان العراق بلد مهم في المنطقة وقادر بثرواته الموجودة الان ان يستعيد مكانته التي يستحقها بين دول المنطقة والعالم، اما بشأن الحالات التي حدثت هنا وهناك ، اظن أن عملية تغيير كالتي حصلت في العراق لابد من أن ترافقها اخطاء هنا وهناك وعلينا متابعتها والبحث عن اسباب حدوثها ومعالجتها، على العموم، والعراق وبريطانيا الان تربطهما علاقات طيبة ومتطورة وعلى جميع الصعد. المهم ما الذي استفاده العراق؟ *هل شعرت بريطانيا بالندم اثر دخولها العراق والخروج منه بعد ان اعطت الكثير من الضحايا. ما الذي استفاد منه؟ -لسنا بحاجة للاستفادة ، المهم ماذا استفاد العراق من التغيير؟ أنت عشت في هذا البلد وعانيت فيه في ظل نظام صدام، وتعرف مدى الظلم والاستبداد الذي عاشه الشعب لأكثر من ثلاثة عقود متمثلة بالألم والمأساة، وحروب عبثية، ومقابر جماعية وقمع مستمر للشعب، انا عملت بالكويت في تسعينيات القرن الماضي بعد الغزو العراقي لها وكنت عضواً في اللجنة الثلاثية المسؤولة عن الاسرى والمفقودين الكويتيين ، وكنت بين فترة واخرى اتنقل ما بين مدينة العبدلي وام قصر، ولي نقاشات مع الضباط العراقيين آنذاك. وعرفت عن قرب مدى جبروت ذلك النظام الغاشم، فاستفادتنا تكمن في ان العراقيين تخلصوا من الظلم و
السفير البريطاني جون جينكنز لـ المدى:العراق البلد الاكثر تعقيداً في الشرق الأوسط
نشر في: 17 يناير, 2010: 08:03 م