طه كمرتنطلق اليوم على ملاعب بغداد والمحافظات منافسات الدور الخامس من دوري الكرة الممتاز وقد قدمت الفرق ماعليها خلال الادوار الاربعة التي انقضت من عمر الدوري واعتلت بعضها قمة مجموعاتها فيما احتلت الاخرى مراكز في منتصف المجموعة وقبعت بعضها في المؤخرة.
وعبر المدربون واللاعبون والاداريون عن آرائهم ازاء مستويات فرقهم حيث تدنى بعضها وتألق البعض الآخر والجميع اتفق على ان المستوى العام يبشر بخير وستشهد الايام القادمة تحسناً في أداء الفرق المتبارية . هناك قضية مهمة يجب الوقوف عندها ومناقشتها بتروّ كي لا تمر مرور الكرام ويغمط حق أصحابها وبالتالي سيكون الخاسر الاكبر هو الكرة العراقية ، القضية التي وددت طرحها هي قضية الحكام الذين يجسدون دور الجنود المجهولين، ففي كل مرة يكتب النجاح فيها للاعبي الفريقين المتباريين ومدربيهم وإداراتهم ويستثنى من ذلك النجاح حكام المباراة الذين اوصلوها الى بر الامان وتحملوا صيحات واستهجان جمهور الفريقين وعبارات السب والشتم التي ينعتهم بها الجمهور جرّاء اي خطأ يحتسبه اولئك الحكام ضد فريقهم. وفي المقابل لم يرض عنهم جمهور الفريق الآخر لان حكم المباراة لا يمكن ان يرضي الطرفين وكلنا نعرف ان ارضاء النفوس غاية لا تدرك لذلك نشاهد عند انتهاء المباراة تبدأ التصريحات الرنانة خصوصا الفريق الذي يخسر المباراة يرمي باللائمة على حكام المباراة ومن خلال الادوار الاربعة التي مرّت شاهدنا وسمعنا الكثير من الكلام غير اللائق بحق حكامنا ومهما يكن تقييهم للأسف لم يرق للفريق الخاسر فدائما ما نرى مدرب الفريق الذي يخسر فريقه في اي مباراة يطل علينا من شاشات الفضائيات ويعلق اسباب خسارة فريقه على اخطاء الحكام وكأن الموضوع انتهى و لن يلومه احد على تلك الخسارة والمستوى البائس الذي ظهر عليه فريقه لانه رمى الكرة في ملعب الحكام وتناسى اسلوبه واسلوب لاعبيه في تلك المباراة . أتساءل انا ومعي الكثير من المتابعين الى متى نبقى على هذا النهج ألم يأتي اليوم الذي نغادر به تلك التصريحات التي سئم منها المتابع لإعادتها في كل مرة فمن خلال متابعتي لمباريات الادوار الاربعة التي انقضت سمعت الكثير من الانتقادات التي طالت حكام الكرة من قبل مدربي ولاعبي فرقنا المحلية. أما جمهورنا العزيز فللأسف يجب ان يتسم بالثقافة الرياضية علما ان الجمهور العراقي هو أثقف الجماهير العربية والآسيوية لحرصه على حضور ومتابعة مباريات الدوري في أحلك الظروف الا اننا نسجل عليه تلك الالفاظ التي تطلق جزافا بوجه الحكام بحق او بدون حق والتي لا تتناسب مع ما يحمله الانسان العراقي من ثقافة ووعي وادراك فالعراقي عرفناه اكبر من هذه المهاترات وهو الذي عانى وجاهد وناضل وصبر فيجب ان يكون دائما بمستوى ما يحمله من صفات أصيلة وان مايطلقه بوجه الحكام سيكون تأثيره سلبيا على أدائهم في المباراة وأداء لاعبي فريقهم وقد تجلت هذه الظاهرة خلال اكثر المباريات، وقد عبر اللاعبون فيها عن سخطهم تجاه جمهورهم الذي جعل المباراة تخرج من ايدي اللاعبين بعدما كانوا هم الذي يمسكون بزمام الامور فيها وهنا اصبح الجمهور نقمة على الفريق بدل ماكان عنصراً مهماً للفوز. فيما بقي حكم المباراة لا حول ولا قوة ولا يوجد من ينصفه بعد ان نعت خلال تسعين دقيقة بأكثر من صفة بذيئة ويؤسفني جدا ان اذكر ما سمعته خلال تواجدي في مباريات الدوري من كلمات بذيئة لا تليق بحق قضاة الملاعب (الحكام) فمن الضروري سن قانون يحميهم وينصفهم لانهم دائما يتعرضون للاهانة والسخرية. فتحية لهم لدورهم الفعال في النهوض بواقع الكرة العراقية.
بصمة الحقيقة: من ينصف قضاة الملاعب؟!
نشر في: 18 يناير, 2010: 05:43 م