TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > وجهة نظر: على هامش مباراة تونس والغابون

وجهة نظر: على هامش مباراة تونس والغابون

نشر في: 19 يناير, 2010: 05:07 م

خليل جليل بعد التعادل المخيّب الذي اعتبره هكذا النقاد والمحللون لكرة القدم في تونس وخارجها من الذين كانت تعنيهم مباراة منتخب بلاده أمام الغابون خرج هؤلاء النقاد والمتخصصون بالكثير من عوامل الاتهام التي وجهت الى الاتحاد التونسي لكرة القدم اولا ومن ثم الى الجهاز الفني لمنتخب تونس بقيادة مدربه الوطني فوزي البنزرتي.
 وكان من الطبيعي ان تشن حملة على الاتحاد التونسي والمدرب بعد ان وضعت نتيجة تونس والغابون الأول في موقف لا يحسد عليه وأصبح إزاء خطر مغادرة بطولة الأمم الإفريقية بعد ان وضعته الأقدار أمام الكاميرون في الجولة الأخيرة من الدور الأول لمجموعته. ولا يوجد هناك أي شيء من الاستغراب وعلامات الاستفهام بشأن تلك التصريحات القوية والنارية التي طالت الاتحاد التونسي لكرة القدم باعتباره المسؤول الأول والأخير عما آلت اليه نتائج منتخبه في هذه البطولة السمراء بسبب غياب الستراتيجية الفنية مثلما زعم هؤلاء النقاد والإعلاميون التونسيون بعد انتهاء مباراة تونس والغابون التي وضعت المنتخب التونسي على كف عفريت. لكن ما يثير الاستغراب اكثر في هذا الإطار هو طبيعة الخطاب الذي انتقد من خلاله نقاد كرة القدم في تونس عندما وجهوا سهام الاتهام الى الاتحاد التونسي بأسلوب بعيد عن اشكال الشتائم والسب والتهويل بقدر ما كان هذا الخطاب النقدي يرتكز على مجمل أمور فنية مشخّصة بهدوء من دون ان ينال اي احد من مكانة وشخصية المسؤولين في الاتحاد التونسي لكرة القدم وهو بالتالي سيقابل هذه المواقف بعين الاعتبار من دون شك وبمزيد من الاحترام. مثل هذه المعطيات والجوانب المستخلصة من تجارب الغير لابد ان يكون العمل الإعلامي في كل مكان في العالم مستندا على مثل هذه الرؤى الفنية والنقدية والأفكار الميدانية لا الشخصية التي تطال هذا وذاك وتبتعد عن روحية كل اشكال العلائق الإنسانية والحياتية. فمن خلال هذه التجارب التي تبنى فيها ركائز العلاقات وأساليب الخطابات المتبادلة على أسس رصينة ومتينة وفي ظل القناعات المتبادلة أيضاً ووفق حسن النيات، تكون مثل هذه الأساليب احد ابرز عوامل نجاح عمل ومهام الاتحادات الوطنية لكرة القدم التي ترى عادة في كل هجمات النقد مصالح مشتركة تصب في كرة القدم سواء في تونس أم غير تونس. إذاً ثقافة النقد الهادف والبناء وكما يبدو ان البعض قطع شوطا كبيرا فيها وباتت حملات الانتقادات التي تشن ضد هذا الاتحاد او ذاك من منظور واحد يحمل أبعاداً فنية لشخصية أسهمت هذه الثقافة في بناء كرة قدم صحيحة في هذا البلد وغيره طالما تغلف المصلحة الوطنية شكل كرة القدم. فكان من حق النقاد التونسيين بعد تلك المباراة المصيرية وكما وجدوا ذلك ان يفتحوا النار على الاتحاد التونسي ويطالبوا بستراتيجيات فنية وتصورات منطقية يفترض ان يسير في اتجاهها بدلا من ان يكون عرضة لعمل مرتبك ومتسرع مطالبين ان يكون هناك تغيير لابد منه يقوم على أسس مهنية لا شخصية لتعديل مسار منتخب تونس بعد بطولة أمم إفريقيا، ونعتقد بان هناك خطوات سترغم إدارة الاتحاد التونسي ان يعمل على التغيير طالما وجد تلك الأصوات محقة وواقعية ولا تريد ان تنال منه ومن مسؤوليه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram