إياد الصالحيدعم جديد اضافه نيجرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان السابق الى ميزانية إعادة اعمار ملعب الشعب الدولي الذي اصبح خارج الخدمة في الخامس والعشرين من تشرين الاول 2009 حتى نيسان المقبل مثلما حددت له الشركة المنفذة ليصبح جاهزاً لاستقبال الانشطة الرياضية وفي مقدمتها كرة القدم والعاب القوى
بعد ان أُنجزت مراحل مهمة من اعمال التجديد لأغلب مرتكزاته مثل ارضية الملعب والمدرجات بالصورة التي تطمح لها اللجنة الاولمبية المشرفة على تطوير الملعب بعد سنوات الاهمال التي صدّأت اركانه وأقلقت رواده . حقيقة كنا نأمل ان تستغل فترة الاعمار لهدم الملعب من اساسه وبناء آخر جديد على طراز التصميم نفسه وليس لتغيير اجزاء معدودة فيه سبق ان استنزفت اموالا طائلة في زمن الحاكم المدني الامريكي بول بريمر الذي خصّص ثلاثة ملايين دولار في الثامن من نيسان عام 2004 لزراعة ارضيته بالنجيل الاجنبي وإنشاء مبازل تصريف المياه وصيانة الساعة وتبديل الإنارة الكاشفة ووضع مقاعد بلاستيكية في مدرجات المقصورة مع قلع التارتان المحيط بالملعب ، كل هذه الامور حازت على درجات تقييم سلبية في تقرير الشركة السويدية المنفذة لإعادة اعمار الملعب وقامت بتجديد ابرز معالم الملعب التي ذكرت آنفاً وكأنها احرقت الملايين الثلاثة ( إن كانت قد أنفقت بصورة سليمة لإعماره آنذاك)! هذه الخطوات التي انجزت من زمن الاعمار لم تأخذ في الحسبان التخلص كليا من قاعدة الملعب المتهرئة والتي تنذر بمخاطر كارثية على الجماهير ، إذ ان البنية التحتية تكاد تكون معدومة بسبب قِدم انشائه عام 1966 وفق تعاون ثنائي بين حكومة العراق وشركة كولبنكيان البرتغالية بكلفة 1050 الف وخمسين ديناراً فقط ، ناهيك عن حاجة سقف المقصورة الى التبديل ، فكاد يعرّض عشرات المشجعين الى الموت المحقق يوم ضربته عاصفة ترابية عام 1969 اثناء مباراة الجوية ومصلحة نقل الركاب التي تم تأجيلها اثر ذلك. هناك من سينبري ويثور ضدنا بحجة ان هدم الملعب يفقده أصالته ورمزيته لدى العراقيين ، ونحن نقول ان انكلترا لم تتردد باعطاء الضوء الاخضر لنسف ملعب ( ويمبلي ) العجوز بعد ان شاخ ولم يعد يحتمل المزيد من تهديدات خبراء الهندسة في صيانة المنشآت من العواقب الوخيمة التي تلقي بظلالها على سلامة الجماهير وهي ترتاد ملعبها الاشهر في العالم صاحب البطولات الكبرى والنجوم العمالقة منذ افتتاحه في نهائي كأس انكلترا يوم 28 نيسان 1923 بين فريقي بولتون وويستهام يونايتد الذي انتهى بهدفين نظيفين للأول الى ان تبلورت فكرة هدم واعادة الملعب في 14 اب 2003 وانتهى العمل به يوم 9 اذار 2007 بكلفة 1,97 مليار دولار بسعة 90 الف مقعد للمشجعين و310 مقاعد للاعلاميين ومواقع تستوعب 15 الف واقف و400 معاق وسيكون من اهم الملاعب الانكليزية التي تحتضن دورة الالعاب الاولمبية 2012 . اما نحن فمازالت مشاريعنا ومخططاتنا تسير الى جوار السلحفاة ولم نقلع بعد عن اسلوب العمل بـ( القطعة) عند المباشرة بتهيئة مستلزمات انقاذ ملاعبنا ، فمن غير المعقول ان يبقى العراق بكل عمقه التاريخي وثروته العامرة بالمال والنفط والاراضي الشاسعة يحتفظ بثلاثة ملاعب بنيت بجهود شخصية وهي : ملعب الكشافة في زمن الملك غازي وملعب الشعب بمبادرة من التاجر الارمني كولبنكيان وملعب الشرطة بعرق جبين الدكتور عبد القادر زينل وللأخير حكاية مثيرة تنفرد ( المدى الرياضي) بتوثيقها في الاعداد المقبلة بلسان زينل نفسه عن كيفية انجاز الملعب من دون ان يُقدّم له دعم مؤسساتي او حكومي يذكر! الامل كبير بان تترجم اللجنة الاولمبية مقترحنا بهدم ملعب الشعب وتجديد مرافقه بما يتلاءم مع النهضة العمرانية لملاعب العالم من دون ان تتغير معالمه الرئيسة التي تعمدت الشركة البرتغالية تصميمه على شكل ( col ) عند النظر اليه من الاعلى تطابقاً مع اول ثلاثة حروف من اسمه واثبت دوري الكرة في ملاعب العاصمة والمحافظات عدم تأثير احالة ملعب الشعب على ( التقاعد) المؤقت في ديمومة مبارياته لوجود ملاعب بديلة تفي بالغرض بالرغم من تشكي المدربين من عدم صلاحية بعضها ، ولهذا يجب استثمار الوقت لإخراج ملعب الشعب بأحلى تحفة معمارية تتباهى به الاجيال القادمة كي ننأى به عن الصيانات وترقيعاتها غير المجدية في كل مرة !