الكتاب: شرلوك هولمز والسينماالمؤلف: جارلس ماغراث ترجمة: المدىيقال أن آرثر كونان دويل، أصبح تدريجياً يكره الشخصية التي ابتكرها، شرلوك هولمز، بحيث أنه حاول في عام 1903 قتله، دافعاً إياه من فوق شلالات ريجينباك، مبرراً كونه، "انتحاراً له ما يبرره".ولكن كونان دويل،
 أنحنى امام الطلبات العامة وأيضاً بسبب حاجته الى المال، ما أعاد شرلوك هولمز الى الحياة  في مؤلفه التالي وفي عام 1903 وبعد نجاح روايته، "كلب صيد باسكرفيل"، تواصلت حياة هولمز لـ 24 سنة قادمة.وشرلوك هولمز أصبح اليوم غير قابل للقتل، لأنه يعتبر اليوم أفضل وأشهر شخصية روائية في العالم فقد ظهر في العديد من  الافلام السينمائية وفي عدد لا يحصى من المسرحيات والمسلسلات التلفازية وأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة. وفي تلك الأعمال الفنية تباينت وجهات نظر كتاب السيناريو او المخرجين حوله. ففي فيلم غاي ريتشي الجديد، تحول هولمز الى محقق يستخدم عضلاته ويوجه الضربات لخصومه بدلاً من اللجوء الى عقله، ولا يكاد يشبه تلك الشخصية التي خلقها كونان دويل.وعندما توفي كونان دويل، كانت هناك العديد من الأفلام الصامتة عن هولمز، مع عدد من المسرحيات، شاهد بعضها كونان والنجاح الشعبي العام الذي حصل عليه شرلوك هولمز هو ما أزعج المؤلف. فقد اعتقد دويل ان تلك الشخصية نالت اهتماماً كبيراً وطمست أعماله الأخرى الأكثر جدية، غير مبال بخلقه شخصية غدت بطلاً شعبياً، تحدت شخصيات اخرى وتجاوزت المرحلة الفيكتورية، لتعش عمراً أدبياً طويلاً.وشخصية هولمز حققت شهرة لا تزول، لأنها مثل شخصيات سوبر، لم تتطور تماماً، بل تتمتع ببعض السمات والمزايا الجذابة. وقد تذمر رايموند جاندلر ذات يوم من ان هولمز لم يكن غير بضعة اسطر من حوار لا يمكن نسيانه، إضافة الى بعض السمات: "تناول الدواء، السأم، العزف على الكمان، التفاخر ببعض الاستنتاجات العقلية"، والتي اعترف كونان دويل انه أخذها عن أساتذته في الكلية الطبية.غير ان غموض هولمز وعدم تكامله على الورق هما اللذان جعلاه بطلاً محبوباً وشعبياً. وكل ما نعرفه عنه او نعتقد اننا نعرفه هي:"قبعته ومعطفه الفضفاض وعبارته الشهيرة:"اوليا يا عزيزي واتسن" لا تأتي من النصوص بل من تخيلنا له وعبر الافلام السينمائية بشكل خاص.وقد انتج حتى اليوم اكثر من 200 فيلم سينمائي أو تلفازي عن  شرلوك هولمز مع تعدد الممثلين الذين جسدوا دوره في السينما أو المسرح: جون باريمور، رايمود ميسي، إيان ريتشاردسون، جيرمي بريت، جورج س ـ سكوت، ستيوارت غرينجر، جارلتون هيستون، روجر مور ولاري هاغمان وليونارد نيموي.وكان أفضل المخرجين الذين تعاملوا مع شخصية شارلوك هولمز هو باسيل راثيورن، والذي اخرج عدداً من الأفلام عنه اعتباراً من 1939  وحتى 1946، وقدمه كشخص يفكر ويحلل قضاياه بشكل سليم ومنطقي وعلى درجة كبيرة من العقلانية، ويتحلى بسمات ارستقراطية. وقد بقيت تلك الصورة ماثلة في أذهان قرائه حتى جاء نيكول ويليامسون ليقدمه بصورة مغايرة، كشخصية غير متزنة في فيلم. "حل السبعة بالمئة"، عام 1976، مستنداً الى رواية نيكولاس ميير.وبعد ذلك عرض فيلم آخر في عام 1985، بعنوان "شرلوك هولمز الشاب"، إخراج باري ليفنسون، فيلم يمكن اعتباره بداية او اساساً لهاري بوتر.كان ذلك الفيلم من انتاج ستيفن سبيلبرغ، الذي قدم بعدئذ فيلم "انديانا جونز"، الذي استند إلى المغامرات.وهكذا تعددت صور هولمز في مخيلاتنا، وتغيرت مع تلك الأفلام، حتى فقدت ملامحها الأصلية مع الفيلم الأخير الذي أخرجه غاي ريتشي ومثله روبرت داوني وبدا فيه أقل ذكاء مما نتوقع ولكن أقوى جسمانياً، شخصية لا تتلاءم او تتفق مع الأصلية التي أبتكرت في مرحلة سيادة المفاهيم والاخلاق ووسائل المعيشة الفيكتورية.وقد يكون سبب هذه التغييرات المجافية للأصل هو أن السينما بحاجة الى شرلوك هولمز دائماً، على أن تتناسب شخصيته مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع، على الرغم من الاساءة اليها، علماً أن هناك فيلماً قادماً عن هولمز، تمثيل براد بت.rnعن الصنداي تايمز