اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الذهب المغشوش يخدع العرائس العراقيات!

الذهب المغشوش يخدع العرائس العراقيات!

نشر في: 19 يناير, 2010: 05:53 م

سها الشيخلي تصوير- سعد الله الخالدي فيما اخذت والدة العريس تبحث عن الختم الحكومي في خاتم الخطوبة التي كانت تهم الشابة بأن تضعه في اصبعها بادرها الصائغ وقد عرف بحدسه .. انها انما تشك في الخاتم وتبحث عن الوسم الحكومي فيه قائلا : نحن لا نغامر باسم المحل العريق الذي ورثناه أباً عن جد بتمرير قطع مغشوشة من الذهب مهما كان الربح كبيرا !
 غير ان المرأة ردت على الصائغ بتأكيدها ان غالبية المعروضات من ( طاقم الذهب ) يقولون انها مغشوشة .. وعلقت امراة اخرى على ان الغش صار سمة من سمات حياتنا في هذه الآونة ... rnالذهب .. والمرأةلدى تجوالنا في اسواق الذهب في بغداد كانت المحلات التي تعرض ذلك البريق الأخاذ من الذهب مكتظة بالنساء بمختلف الاعمار والشرائح .. وغياب  ملحوظ للعنصر الرجالي بدرجة تثير الانتباه .. فما هي الاسباب ؟ يحدثنا عن ذلك الصائغ عدنان عمر قائلا : - الذهب هذا المعدن الثمين استطاع منذ القدم أن يعقد صداقة دائمة مع معدن اخر ربما كان اكثر منه قيمة وصلابة ورقياً الا وهو المرأة  .. وعندما كان الصائغ يتحدث عن المرأة والذهب تذكرت ( كنوز نمرود ) التي تم عرضها في تموز عام 2003 على قاعة ( الاشوريات ) في متحف الاثار العراقي وكيف وقفنا مشدوهين نتطلع باعجاب الى مصوغات أميرة سومرية وجدت مدفونة معها في مقبرة يعود تاريخها الى خمسة الاف سنة ومن المثير للاستغراب تلك الدقة في الصنع للصائغ العراقي الذي عبر عن حسه المرهف وفنه الاصيل رغم بساطة الادوات المستخدمة في ذلك الوقت وعدم وجود الآلة المستخدمة الان .. قلت للصائغ عمر ، مع وجود الآلة والماكنة في الوقت الحاضر فقد كانت انامل الصائغ السومري اكثر مهارة ودقة من صائغ اليوم ، لم يوافقني بالتاكيد . حتى بعد ان وصفت له كيف رأيت سلسلة تتدلى منها (رمانة) غاية في الكمال والرقة ، كانت السلسلة قريبة الشبه من السلاسل الذهبية الموجودة الان في اسواقنا والتي نطلق عليها اسم (الديسكو) فيما اشار الصائغ عمر الى ان تلك السلاسل غالبا ما يقوم الصاغة بخلطها بمعدن اخر غير الذهب عند صنعهامحليا بل وحتى عند استيرادها على انها (خليجية) غالبا ما تكون مغشوشة . rnرواج بيع الذهبرغم ما تتناقلة النساء من وجود الغش في موازين ووسم الذهب الى  جانب خلطه بالمعادن الاخرى فإن حركة بيع وشراء الذهب قد راجت في الآونة الاخيرة فما هي الاسباب يا ترى ؟ في احد اسواق الذهب الشهيرة في بغداد كانت النسوة تقف امام ( فاترينة ) الصاغة اما للشراء او مجرد ( الفرجة ) .. سالت الصائغ علي هادي .. من هن النساء الاكثر شراء للذهب من غيرها ؟ فقال : - الموظفات وخاصة المعلمات منهن والمدرسات اما السبب فهو تحسن المستوى المعيشي للعوائل العراقية بعد زيادة الرواتب لكل من الموظفين والمتقاعدين ، كما ان المرأة  تنظر بعيدا الى المستقبل في حين ينظر الرجل الى  يومه فقط فالمرأة ترى ان (القرش الأبيض ينفع في اليوم الاسود ) كما تجد في الذهب زينة وخزينة رغم غلاء سعره مقارنة بسعره قبل عقود خلت ..وامر آخر لابد من ذكره هو ان اغلب الموظفات بل وحتى الموظفين يعملون على اعداد (سلفة) او يطلق عليه البعض (جمعية) يتم دفع مبلغ من الراتب كل بداية شهر ويتجمع مبلغ لا باس به على ان يكون اعضاء تلك الجمعية على معرفة بعضهم ببعض و(ثقة) في الدفع لكي تنساب المبالغ بسهولة تامة .. هذه السلف انتشرت بين المعلمات والمدرسات لتشكل وجود سيولة نقدية يستثمر في شراء قطع ذهبية ذات وزن ثقيل يؤمن الراحة لصاحبته من انها قد ادخرت مبلغا للمستقبل .. ومع ارتفاع اسعار (الصياغة) والذي يسقط ولا يحتسب لدى بيع المراة للذهب تبقى مصرة على شراء وتخزين الذهب كلما جرت في يدها المادة  ، متنازلة بذلك عن استقطاع مبلغ كبير هو اجور الصياغة لدى البيع .. وعن الزبونات الاخريات اللواتي يقصدن الصاغة ..اجاب الصائغ هادي انهن العرائس اللواتي يقتنين عادة هدية الزواج والتي نطلق عليها (النيشان) عادة من الذهب .. ولكن يشهد سوق الذهب عادة في الاشهر الحرم وهي محرم  وصفر الكساد حيث لا تقيم العوائل اقامة الاعراس في تلك الاشهر.                                  rnغش الذهب ويحدثنا الصائغ سامي مهدي عن انتشار حالات الغش في الذهب المستورد والمحلي فيقول : -  يؤثر الغش سلبا على كل من الصاغة والزبون وعلى مجمل الحياة الاقتصادية للبلد حيث يعتبر الذهب الى جانب النفط احد مقومات غطاء العملة ولكن الدولة لم تلتفت الى هذه الحقيقة ولا توليها الاهتمام الامثل .. وتبعات الغش تؤثر أيضاً على الزبون بشكل اوضح واكبر حيث يدفع في قطعة مغشوشة مبلغا كبيرا من المال فمع ارتفاع سعر المثقال الواحد ( 21 ) حبة الى 185 الف دينار يظل الاقبال على شراء الذهب كبيرا .. وعن انواع الغش يوضح الصائغ مهدي انها تنقسم إلى خلط الذهب بمادة النحاس وطلاء الق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram