اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الهجرة الداخلية الى العاصمة تكشف أسرار البطالة بين الشباب

الهجرة الداخلية الى العاصمة تكشف أسرار البطالة بين الشباب

نشر في: 19 يناير, 2010: 05:56 م

وائل نعمة ساعات الصباح الاولى حينما  لا تجد غير اشباح الاشخاص تسير متخفية وراء ظلام الليل الذي لايزال يخشى النزول فيرتفع بدلا عنه قرص الشمس الساطع  ليتوسط سماء بغداد . يسير ( ساجد) بخطى مترنحة وعيونه ساقطة في الارض ومازال النوم يغفو على جفنيه  . الساعة الخامسة صباحا يرتقي ( سجاد )
 اول سلالم  العمل المرهق ، يتوجه الى احدى الزوايا ويخلع ملابسه ويرتدى ملابس العمل المعلقة منذ ليلة الامس ويجر معه ادوات التنظيف ويدخل في اخر الرواق دافعا قدما وساحبا الاخرى كمن لايريد ان يصل لكن هناك قوة تدفعه من الخلف وتجبره على الدخول  . امسك الفرشاة الخشنة وغاصت يداه بمساحيق التنظيف.الطريق من الناصرية الى بغدادقبل ثلاثة اشهر كان (سجاد) يستيقظ قبيل الظهيرة . ام ( سجاد ) كانت قد وضعت ( صينية ) الفطور منتظرة الرجل الكسول ليبدأ يومه بأكل ( الباقلاء بالدهن ) ثم يتوجه الى مفترق الطريق حيث ينتظره الاصدقاء العاطلون  عن العمل .في ذلك اليوم لم يكن مفترق الطريق غنيا بقاصديه ، استغرب ( سجاد) امر اصدقاء المفترق، اين ذهبوا اليوم؟ سأل عنهم الواحد تلو الاخر فوجدهم قد اجتمعوا ليودعوا ( هاشم ) عند كراج ( الشطرة ) بعد ان قرر الذهاب الى بغداد للعمل . حينها تذكر ( سجاد ) الكلام الذي كان يدور قبل ايام بين اصدقائه   حول ان الوقت قد طال دون ان يجدوا عملاً بديلاً ففكروا باللجوء الى المحافظات الاخرى حتى يكسروا حصار العمل في الناصرية !«سجاد تعال نظف الميز» ذهب لينفذ امر صاحب المطعم بعد ان وجد نفسه هنا منذ  ثلاثة اشهر عند صديقه هاشم الساكن في منطقة الكاظمية وقد اصبح عاملا في احد مطاعم المنطقة ، طالبا منه ان يجد له عملاً في احد المطاعم وكان الحظ قد حالفه حينما كان المطعم الذي يعمل فيه ( هاشم ) يحتاج عامل تنظيف .البيوت في الشطرة صغيرة وقديمة ويتزاحم الساكنون فيها لأنهم يحبون العيش معا ، وسجاد الاكبر سنا بين اخوته العشرة تحمل مسؤولية البيت بعد ان توفي والده وهو في سن مبكرة حينها لم يستطع ان يكمل دراسته بل اكملها في السوق يدفع ( عربة ) الخضار ويوصلها من منطقة الى اخرى . لكن سجاد الصغير قد كبر واخوته كبروا ايضا ولم تعد ( العربة ) تجدي نفعا ولاتسد رمق العائلة الكبيرة فانتقل من عمل لاخر حتى استقر به  الامر بمطعم الكاظمية .rnشحة فرص العملعدد كبير من شباب محافظات الجنوب تحديدا يفضلون القدوم الى بغداد نظرا لفرص العمل القليلة في محافظاتهم وبالمقابل ان اجور العمل في بغداد اكثر كما يقولون !!   عامل البناء كاظم جوير 23 سنة وهو من اهالي الديوانية  يقول : لقد قدمت الى بغداد  لان اجرة العمال قليلة في الديوانية . كاظم لايعرف غير البناء مهنة ، ولايستطيع ان يجلس بالديوانية دون عمل بعد ان قرر في يوم من الايام الارتباط بأحدى بنات المنطقة التي يسكن فيها فأصبح الهم كبيرا والحمل ثقيلا .يرفع كاظم الطابوقة ويتلقفها بيده الاخرى قائلا : ان الاجرة في الديوانية  لاتسد حاجتي حيث انها تتراوح من 15-25الف دينار بينما اتقاضى هنا في بغداد اجرة يومية من 35-40 الف دينار ويتراوح مصروفي اليومي مع سكن الفندق  عشرة الاف دينار يوميا من مأكل ومسكن ومصاريف اخرى واذهب الى اهلي كل شهرين واني مرتاح هنا ولا توجد لدي أي مشكلة .فيما مجموعة من عمال البناء  منهمكة في رص قوالب من الكونكريت على سطوح احدى البنايات بمنطقة بغداد الجديدة وكان بينهم شباب صغار آخرون يحملون على ظهورهم الى السطح قوالب كونكريتية ثقيلة لو قورنت باجسادهم النحيفة، لكنهم يؤكدون  انهم لا يشعرون بالتعب خصوصا عندما يتقاضون الاجر في نهاية اليوم فيسيح كل التعب من فوق ظهورهم .rnالملامح المتشابهةبدت على هؤلاء العمال ملامح متشابهة، واتضح فيما بعد  انهم اخوة واقارب جاءوا من مدينة السماوة للعمل في بغداد ويقول كبيرهم في العمل وهو شاب يقترب من الثلاثين من العمر يدعى حسين « امتهن البناء وأتخصص في سطوح البنايات والكاشي « . حسين  يفضل العمل في بغداد لانها برأيه افضل من السماوة لوفرة فرص العمل المتاح والربح الجيد ، وقد استأجر حسين غرفة في مدينة الصدر ينام فيها مع من يستقدمه من اقربائه في السماوة . يتذكر حسين كيف ان عمله تأثر كثيرا مع تأزم الوضع الأمني في بغداد والآن اعرب عن ارتياحه لما آل اليه الوضع من تحسن مشهود، انعكس بشكل ايجابي على رزقه.ويؤكد باقر وهو شقيق حسين ان الظروف الأمنية التي مرت بها العاصمة بغداد قبل سنتين اثرت كثيراً في عملهم، واضطروا الى المجازفة والعمل في مناطق ساخنة وذهبوا بعد ان نجوا اكثر من مرة من مصائد القتل والتهديد الى المحافظات الاخرى سعيا وراء العمل  . اما اليوم فالأمر اختلف حيث يتمكنون من العودة مساءً والتنقل في مناطق بغداد بأمان .اما فلاح مطر فهو يعمل ايضا في المجموعة نفسها، متزوج ولديه ستة اطفال يعمل في بغداد منذ سنوات عديدة. وعلى الرغم من ذلك فانه لا يفضل الاستقرار فيها ويأسف على ما آلت اليه اراضي الديوانية الزرا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram