بغداد/ المدى جمع الطوابع البريدية هواية محببة ومنتشرة في جميع أنحاء العالم منذ بداية ظهورها، وهذه العملية أصبحت منتشرة بصورة واسعة يقوم بها بعض الهواة ويستمتعون بأوقاتهم من خلال تصنيف هذه الطوابع والتجارة بها من أجل تحقيق مكسب مادي، وأصبحت ذات أهمية لجميع الهواة من مختلف الأعمار وهي ليست هواية متواضعة بل يقوم بها كبار الشخصيات وفي المواقع المهمة.
 وتعكس التاريخ الذي صدرت فيه والتطورات التي مرت بها الدولة من الناحية الحضارية التي مرت بها البلاد. عند مدخل شارع المتنبي يجلس أنس أمجد محمد وهو رجل في الخمسينيات من عمره يفترش الأرض وأمامه مختلف الطوابع والمسكوكات وصور الزعماء، ويتجمع حوله العديد من زبائنه. اقتربت منه وطلبت ان يكلمني عن بضاعته المفروشة أمامه، فتحدث قائلاً: منذ فترة وأنا أعرض جميع العملات والطوابع التي جمعتها طوال السنوات الماضية، اذ كنت أحاول جمع ما تقع عليه يدي مــن طوابــع وعملات متنوعة، فتلك الطوابع والعملات عبارة عن لـوحة فنية جميلة رغم صغر حجمها إضافة إلى ما تحتوي من مناظر وصور تعكس جانباً كبيراً من حياة الشعوب وتاريخ حركاتها الثورية والسياسية والاجتماعية بالإضافة إلى أنها تعبر عن عاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم، وتكون الطوابع على ثلاثة أنواع منها المالية التي تستخدم في دوائر الدولة، والبريدية والتذكارية وهو ما كان فيه ذكرى لمنطقة أثرية أو صورة لأحد الزعماء كما هناك طوابع مستعملة وأخرى غير مستعملة ومختومة وغير مختومة. وعن أبرز المجاميع التي يمتلكها قال: أبرز مجموعة هي طوابع الحصار وكلها موضوعة في البوم واحد. ويتحكم في سعر الطابع كونه مختوماً أو غير مختوم او اذا كان فيه خطأ معين وحسب قدمه كما ان قلة الكمية أيضاً تحدد وترفع سعر الطابع الذي قد يصل في بعض الأحيان الى أربعين الف دينار عراقي. وتعتبر الطوابع العثمانية من أقدم الطوابع التي قد يحصل عليها الهاوي. كما ان هناك مزاداً لجمعية الطوابع والمسكوكات العراقية لكل الأنواع في كل يوم سبت الساعة الثانية عشرة ظهراً في مبنى بريد الأقصى اذ يتم فيه عرض مختلف الطوابع التي يجلبها المواطنون اما لغرض بيعها او لغرض تثمينها.