اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ذكرياتي عن طريق العمر

ذكرياتي عن طريق العمر

نشر في: 20 يناير, 2010: 05:00 م

سامي خوندهكان المرحوم الدكتور محمد مهدي البصير بالنسبة لي صديق العمر وزميل الجهاد والوداد طوال نصف قرن من الزمان، لذلك كان فقده فجيعة أليمة اصابتني ليس من السهل وصفها بالكلمات، ولقد اسفت أنني لم تتح لي المشاركة في تابينه يوم أربعينه وبالنظر لرغبة كثيرين من الاصدقاء والعارفين بعلاقتي الوثيقة بالمرحوم،
 فإني اسجل فيما يلي بعض ذكرياتي الخاصة المرتبطة به دون التطرق الى مقامه الادبي الباذخ فهذا ما يعرفه الجميع ويقدرونه حق قدره وقد تطرق اليه حضرات السادة الذين أبنوه. *ذكرياتي عن الفقيد كثيرة تبدأ من شهر نيسان عام 1920، كما اتذكر –أي حين قدومه من الحلة الفيحاء مسقط رأسه الى بغداد، ففي ذلك الاوان تعرفت عليه ، لقد وجد فيه رجال الثورة العراقية ثورة العشرين الدامية عنصرا وطنيا وأهلية لاثارة عواطف الناس وتوعيتهم وتعريفهم بالثورة وبواجبهم تجاهها بما كان يلقيه من القصائد والمواعظ والخطب من على منابر الحسينيات وفي الجوامع وخاصة جامع الحيدرخانة وفي الكاظمية وفي المناسبات الدينية وفي الموالد الشريفة وكان الناس يحملونه احيانا على الاكتاف حتى منبر الخطابة تقديرا له واعجابا به. *لقد تعرفت على صديقي الفقيد للمرة الاولى في دار المرحوم الحاج عبد الغني كبة (الكبير) في اجتماعاتنا التي كان معظمها يعقد في هذه الدار الواقعة في محلة صبابيغ الآل فأنس بي الفقيد وأنست به وتوثقت بيننا العلاقة من ثمة. *لما اندلعت الثورة العراقية في شهر حزيران عام 1920 كان المرحوم البصير يلقي في جامع الحيدر خانة قصيدته الشهيرة التي أولها: ان ضاق يا وطني علي فضاكا                   فالتتسع بي للامام خطاكا  وكنت حاضرا معه في الجامع وبعد القائها وعندما بدأ الناس يخرجون من الجامع وصلت ثلاث سيارات مسلحة فاضطرب الجمهور لها وانزعجوا  بعد سماعهم الاطلاقات النارية التي كان من أثرها ان قتل المرحوم (الاخرس) في باب الاغا اما الشاعر فقد استمر في الانشاد ولم ينقطع عنه رغم الاضطراب الذي حصل وقال مخاطبا الجمهور بصوته الجهوري ماذا جرى لكم؟ دعونا نموت في سبيل الوطن. وكرر انشاد هذا البيت: ان يندمج جسدي بتربك بالياً               فلقد وفيت وما عدمت وفاكا  أو يقتضب نفسي فما لي منة                    أو لم يمن به علي هواكا  وقال يخاطب الوطن من قصيدته تلك ويكرر: واحمل وساماً فوق صدرك من دمي                  ما كان احلاه اذا حلاكا ثم خرجت من الجامع مع بعض الرفاق واذكر منهم السيد سلمان الشيخ داود (المحامي اخيرا) والمرحوم حسين علوان الدوري المدفعي (بطل اغراق الباخرة فهرنهايت في شط الكوفة) واشتركنا في رفع جثمان الشهيد مع الجمهور حيث شيع عصر ذلك اليوم الى مثواه الاخير. *بسبب ما نشر في جريدة الاستقلال وما أذيع على منابر الجوامع والمساجد من الخطب والمناقب النبوية والقصائد الحماسية سيق المرحوم البصير والمرحوم عبد الغفور البدري صاحب جريدة الاستقلال والمرحوم السيد قاسم العلوي رئيس تحريرها، سيقوا الى محكمة الجزاء التي كان يرأسها الحاكم البريطاني (جي الكساندر) فحكمت عليهم: بالسجن تسعة اشهر على المرحوم البصير وستة اشهر على العلوي وسنة واحدة على البدري، وتم ايداعهم في سجن القلعة (وزارة الدفاع الحالية) وقد استطاع بعضنا زيارتهم فقمت انا والسيد انور النقشلي والمرحوم سامي النقشلي وقاسم عبد العال فوجدنا غيرنا قد سبقنا الى هذه الزيارة كان من بينهم صديقنا المرحوم علي محمود الشيخ علي وابراهيم فهيم الخالدي وشهدنا البدري والبصير مكبلين بالحديد ولكنهما استقبلانا بالضحك والبشاشة وقال لنا البصير: هذا الحديد لايشفي غليل من سبب تكبلنا به، وقال ايضاً: ان الايام ماضية في احداثها. *وفي اليوم الرابع أو الخامس من سجنهما أمرت وزارة الداخلية برفع الحديد عن السجينين الوطنيين بعد ان زارهما في السجن وزير الداخلية (السيد طالب النقيب) ورآهما مكبلين بالحديد حيث ان الغرض من ذلك قد تم –كما بدا لنا – وهو محاولة اخافتنا نحن الذين زرناهما وهما في تلك الحالة المؤسفة وانتشار خبرهما بين الجمهور من قبل زوارهما. بعد مضي خمسة اشهر تقريبا على سجن المرحوم البصير وزميليه كانت الثورة المسلحة قد انتهت وقامت وزارة موقتة في البلاد وتقرر ان يكون للعراق حكومة دستورية ملكية وان يكون الامير فيصل ملكا على البلاد. وفي ذلك الحين وبعد وصول الامير فيصل الى بغداد صدرت أوامر وزارة الداخلية باعفاء السجناء الثلاثة ما تبق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram