صافي الياسري في دراسة سابقة نشرت موضوعًا كشفت فيه الخطوط العريضة لمشروع يسعى النظام الإيراني لتنفيذه على الأرض في منطقة الشرق الأوسط وكشفت فيه ادواته وكان بعض ما اثبت صحة وجود هذا المشروع هو نشاطات حزب الله في لبنان وفي سينا وفي فلسطين
وكذلك نشاطات حركة حماس التي تصب كلها في مجرى هذا المشروع، وفي العام الماضي ثبت بدء الخطوة الاولى للمشروع عبر تحريك الحوثيين للتمرد في اليمن وتحريض الجنوب على الانفصال، والان لنقرأ هذا التقرير ((اذ لم يجد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وسيلة لتجاوز إخفاقاته الداخلية ومواجهة تصاعد الثورة الشعبية الايرانية ضد النظام كله سوي أن يلجأ في كلمته للبرلمان الإيراني بمناسبة انقلاب خميني إلي تعزيز النزعة الشوفينية لمواطني بلاده مدعيًا أنه لا توجد سياسة قابلة للتنفيذ في الشرق الأوسط من دون إيران. نجاد غير المؤهل سياسيًا بما يكفي كشف عن تدخلات طهران في شؤون المنطقة بقوله: نتمسك بلعب دور رئيسي في إصلاح العالم والمشاركة الفعلية في بنائه مشيرًا إلي أهمية الدور الإيراني في معادلات المنطقة فمن يسيطر علي الشرق الأوسط سيفرض سيطرته علي العالم، الاعترافات الرئاسية تجاوزت ذلك لتكشف عن سعي طهران لتصبح في خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة قوة مؤثرة في العالم وذلك تحقيقا لظهور ما ينتظره وهي الحكومة العالمية للإمام المهدي، الذي يؤمن الشيعة بوجوده حيًا وينتظرون عودته! وقال نجاد في خطاب أمام البرلمان إنه لا توجد سياسة قابلة للتنفيذ في منطقة الشرق الأوسط من دون بلاده، متحديًا الغرب بالقول ان الظروف الداخلية في إيران ممتازة زاعمًا وجود وحدة وطنية نادرة. واعتبر أن الطريق الصحيح للتعامل مع الشعب الإيراني هو احترام هذا الشعب والامتثال للعدالة، مضيفاً أن ما وصفهم بأعداء الشعب الإيراني يجب ألا يتصوروا أن بإمكانهم صد حركته. على صعيد آخر، وفي معرض رده على تصريحات الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي حول وضع خطط عسكرية ضد منشآت طهران النووية تتضمن عمليات قصف، قال العميد احمد وحيدي وزير الدفاع ان قدرة بلاده الصاروخية الرادعة "اكبر مما يتصوره الأعداء". وأضاف أثناء تفقده قيادة وحدة الصواريخ في القوة البحرية للحرس الثوري في طهران، انه خلافاً لافتعال الأجواء والدعايات المغرضة التي يبثها الأعداء على مستوى الرأي العام، فإن القدرة الرادعة لايران تأتي في سياق ضمان الامن القومي والإقليمي، وإحباط مؤامرات أعداء النظام الايراني. من جهة أخري، وجهت لجنة برلمانية انتقادًا نادرًا لطريقة معاملة السلطات لأنصار المعارضة الذين احتجزوا في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في يونيو الماضي. وقال كاظم جلالي الناطق باسم اللجنة البرلمانية إن موت ثلاثة من المحتجزين كان بسبب عدة عوامل منها محدودية المساحة ونقص الشروط الصحية وسوء الطعام وارتفاع الحرارة وغياب مكيفات الهواء، بالإضافة إلي تعرضهم للضرب وعدم تلقيهم لأي عناية من قبل سلطات المعتقل. وجاء في تقرير صادر عن اللجنة البرلمانية أن مدعي عام طهران السابق يتحمل المسؤولية عن موت الثلاثة في أحد مراكز الاعتقال سيئة الصيت بسبب المعاملة التي تلقوها. في غضون ذلك، أكد محمد هاشمي رفسنجاني مدير مكتب رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام وجود ما سماه بسيناريو قديم يعمل عليه المحافظون لحذف رفسنجاني واقصائه نهائيًا عن النظام. وقال محمد هاشمي وهو أيضا عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام إن هذا السيناريو خطير وله تداعيات على النظام لأن رفسنجاني هو الساتر الأول للدفاع عن إيران. وفي السياق نفسه، ذكرت قناة "العربية" أن خمسة دبلوماسيين ايرانيين طلبوا اللجوء إلي دول أوروبية احتجاجًا علي عمليات قمع المحتجين عن نتائج الانتخابات الأخيرة.)) لا املك تعليقاً على مقولات وخطاب نجاد الذي هو في الحقيقة خطاب ولاية الفقيه ونظامها، وما لجوؤه الى الغيبيات الا تغطية كما ارى لحقيقة مشروع بلقنة الشرق الاوسط الذي تسعى اليه ايران منذ قيام حكومة خميني في ايران، واذا كانت قد بدات في اليمن، فانها قبل ذلك بدات بجنوب لبنان وغزة وهي تدفع بمصر والعراق الى الالتهاب، وليس بعيدًا ان تقفز فجأة الى الخليج وبخاصة بعد الصدمة الاقتصادية التي تعرضت لها دبي واحرق بعض شرارها جزءا من حطب النظام الايراني المالي في تلك الامارة والذي يعود اغلبه الى خزانة الحرس الثوري الايراني، لننتظر قليلاً وسوف نرى ان مشروع بلقنة الشرق الاوسط الايراني لا يحتاج ظهور او اوامر الامام المهدي، مع وجود مطابع التزوير والاكاذيب الملائية الجاهزة لاستغلال سذاجة وايمان المواطن الايراني، لكنها بانتظار الفرصة السانحة ونضوج الطبخة لاشعال حريقها الاكبر بعد ترتيب اوضاع المنطقة كحطب جف تمامًا واستعد للاحتراق.
عودة الى تفاصيل مشروع بلقنة الشرق الاوسط الإيراني
نشر في: 20 يناير, 2010: 05:25 م