TOP

جريدة المدى > سينما > مواطنون: نحن فـي واد ومؤسساتنا فـي واد آخر

مواطنون: نحن فـي واد ومؤسساتنا فـي واد آخر

نشر في: 20 يناير, 2010: 05:34 م

بغداد/ احمد نوفلالعراقيون على ابواب انتخابات تشريعية قادمة والآمال معلقة على قيام حكومة عراقية تلتفت للمشاكل العديدة التي تحيط بالعائلة العراقية وهي عديدة وحلولها ليست بالهينة ما لم تشهد البلاد استقرارا سياسيا وامنيا ونفسيا. العديد من العوائل الفقيرة خاصة رأت بالتغيير الذي حدث بعد عام 2003 إلى أنه سيتوجه نحوها مباشرة
 سيهيئ العمل للعاطل ويبني السكن لمن لأسكن له ويعوض السنين الطوال التي عاشها المجتمع العراقي برمته وهو لا يحرك ساكنا ولا يستطيع المطالبة بلقمة عيش يمكن ان تستساغ. والذي حدث ان المواطن من الشريحة التي ذكرناها يعتقد ان الحكومات التي تعاقبت بعد التغيير ابتليت بافات الإرهاب والفوضى والتناحر الطائفي والفساد الإداري الذي نخر جسد الدولة الى حد الإعياء لكن التوجه الحكومي كان اقل إمكانية من ان يواجه هذه المشكلات التي لم تكن بالحسبان فبقي المواطن على نار الانتظار الهادئة والى يومنا هذا ينتظر ما امله من التغيير. مصطفى جوني من سكنة مدينة الصدر من مواليد عام 1952 أمضى في الأسر في الحرب العراقية الإيرانية ما يقارب من الثماني سنوات وعندما عاد في مطلع التسعينيات تزوج وهو الآن اب لتسعة أبناء (خمس بنات وأربعة أولاد)احيل على التقاعد وهو الان يستلم راتب قدره 220 الف دينار كان قبل شهرين 150 الف دينار. عن الحياة المعيشية التي يحياها يقول:حياة صعبة ومتعبة بعد كل هذه السنين الطوال والحياة التي أمضيتها في الحرب والأسر أجد نفسي أواجه حرباً أخرى اشد من الأولى.بلا سكن وأشارك أشقائي في الدار التي خلفها لنا الاب.الراتب التقاعدي الذي أتقاضاه لا يكاد يسد مصروف بيت بحجم عائلتي لمدة أسبوع واحد.مع شعوري بالضعف والوهن اضطر للعمل بصفة عامل بناء وهو عمل شاق ولا يتناسب مع عمري الذي أشرفت سنينه على العقد السادس.ما يقلقني هو مصير أفراد عائلتي فيما اذا تعرضت لمرض او حادث ادى للوفاة.هذا التفكير لا يفارقني ويجعلني أعيش في دوامة وحالة نفسية قد لا استطيع ان أصفها لكم. وما زاد في في تشاؤمي ان الذين عقدنا عليهم الآمال لأنصاف الطبقة المسحوقة والفقيرة أداروا لنا الظهر ولم يعد يهمهم غير مصالحهم. عائلة ابو سعيد الذي تخطى الخمسين من العمر منيت بفقدانها الابن الأكبر بعد موجة العنف التي سادت في العراق تسكن منطقة الحميدية وهي ارض زراعية تعتبرها الدولة من الأراضي المتجاوز عليها مما يعني انها من العوائل غير المستقرة واذا جاز التعبير لنا يمكن القول على مثل هذه العوائل بالمتنقلة يحدثنا عن الحال الذي هو عليه فيقول:كنت ضمن افراد الجيش المنحل فقدت المنزل الذي كنت املكه في منطقة الشعب في التسعينيات عندما قمت ببيعه ووقعت صيدا سهلا لفرية (سامكو)التي ادعت استثمار أموال المواطنين ,لدي خمسة ابناء ثلاث بنات وولدان احدهما راح ضحية الإرهاب والآخر تجاوز عمره العشرين وبذل جهوداً مضنية للحصول على وظيفة في الدولة ولم يفلح.احدى البنات لدي وقعت من هول صدمة فقدانها شقيقها فريسة للمرض النفسي وتميزت بفقدانها رشدها والهيام على وجهها.علاجها يتطلب الكثير من المال ليس باستطاعتي توفيره.ذهبت بها للمستشفيات الحكومية المختصة ولكن لم تتماثل للشفاء.وعندما راجعت طبيبا مختصا في عيادته وصف لها علاجا بدا لي مؤثرا في جعلها اقل شراسة العلاج غالي الثمن ويتطلب الاستمرار عليه لمدة عام كامل ,احيانا استطيع شراءه ومرات لا استطيع.راتبي التقاعدي لا يكفي اضطر لعمل ما يطلبه مني الآخرون حفر بئر او بناء جدار او تحميل طابوق لكي اوفر ما يلزم.ما أتمناه ان تنتبه الحكومة المقبلة للأوضاع المعيشية السيئة والمعاناة التي تجعلنا كارهين الحياة والذي يكره حياته يصبح عدوا للجميع. عائلة اخرى تسكن او يمكن القول عنها بأنها تتجاوز على أملاك الدولة مدفوعة بالحاجة الملحة الى مأوى تتكون من عشرة افراد الأب والام مع أربع إناث وأربعة أولاد يتحدث لنا رب العائلة فيقول اضطررت للسكن بجوار منطقة الشهداء تجاوزا على ارض كانت فيما سبق تستخدم مركزا للتدريب العسكري وتناصفت مع اخرين قاعاتها قبل ذلك كنت اسكن في بيت الاب مع أشقائي ولكن كثرة المشاكل العائلية وضيق المكان جعلني ابتعد وابحث عن مأوى. وعن العمل الذي يمارسه في الوقت الحاضر يقول لنا:اقصد الأسواق التي تتعامل ببيع السلع القديمة مثل أجهزة التلفزيون والراديو وأقوم بتصليحها وبيعها على الأقرباء والجيران وهو عمل صدفة ولا يمكن الاتكال عليه في اعالة عائلة.لدي أولاد يمكن لهم العمل ولكن اين يجدونه ؟ومن اين لي مبلغ الرشوة لكي ادفعه لتوظيفهم.ما عرفناه عن محدثنا أبو سرمد انه حاصل على شهادة الدبلوم في الاتصالات ويجيد الفارسية لكنه ابعد عن وظيفته باعتباره من عناصر المخابرات السابقة ولم تتم إعادته كما تمت إعادة زملاء له بسبب عدم تبني مسؤول في الدولة عودته لكنه مع ذلك يتقاضى راتبا تقاعديا لا يختلف مقداره عن الآخرين أي لا يعيل العائلة لايام معدودة. الذي يهم ان أبا سرمد يسكن مدينة الصدر ولديه أربعة أبناء في عمر الشباب لم يجد لأحدهم عملاً لا في الشرطة ولا في الجيش ولا الوزارات الاخرى على حد قوله لخص المشكلة بالقول ان الطبيب وجد لمعالجة المريض وكنا نحسب الحكومات وجدت لمعالجة الفقراء من فقرهم ولكن اتضح لنا ان طبيبنا غير مهتم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram