TOP

جريدة المدى > سينما > باحث فني يخرج الراحلة رومي شنايدر من الجحيم!

باحث فني يخرج الراحلة رومي شنايدر من الجحيم!

نشر في: 22 يناير, 2010: 05:22 م

المدى الثقافي هل يمكن ان نصدق ظهور الفاتنة الراحلة رومي شنايدر في فيلم جديد ...؟...الباحث السينمائي سيرج برومبيرج سيجعل من ذلك حقيقة واقعة عبر تقديم فيلم وثائقي وآخر فني يتناولان قصة فيلم (الجحيم) غيرالمكتمل للمخرج هنري جورج كلوزو والذي جسدت رومي شنايدر شخصيته الرئيسية!.
 وكان برومبيرج قد نقب في ملفات الماضي وعثر على 150 علبة من افلام لم يرها الجمهور منذ نصف قرن مكدسة لأسباب قانونية ومحفوظة بعناية في الارشيفات الفرنسية تضم 15 ساعة من الصور الصامتة والتي اقتبس منها كتابه الرائع عن فيلم (الجحيم ) المليء بالالغاز والقادر على تغذية مخيلات هواة السينما بصور ساحرة مطلقا عليه عنوان (رومي في الجحيم ).. كان فيلم ( الجحيم ) طويلا وملهما لكن العمل فيه توقف بعد ثلاثة اسابيع فقط بسبب مرض مخرجه الذي جعل من فيلمه مغامرة مفرطة ومرعبة وضمن ميزانية محدودة محولا حلمه الجميل الى كابوس فبقدر ماسعى الى الاقتراب من الكمال ،احرق هنري كلوزواجنحته –كما يرى برومبيرغ .. كان كلوزو قد اخرج عدة افلام ناجحة من بينها (القاتل الساكن في الحجرة 21) ،( جزاءالخوف) ، (الغراب )،قبل ان يقع ضحية حالة اكتئاب ويعتزل الناس لمدة اربع سنوات في تاهيتي ليكتب خلالها قصة فيلمه ( الجحيم ) ويعتبره ثورة في عالم السينما. اختار كلوزو رومي شنايدر (26 عاما ) وسيرج ريجياني (42 عاما ) ليجسدا ادوار البطولة ، ولشدة اعجابه بشنايدر فقد عمل على تغيير نهاية النص الاصلي لهذه الدراما المكتوبة عن الغيرة ..ففي الفيلم نجد مارسيل بريور ( سيرج ريجياني ) وهو صاحب فندق صغير في احدى الضواحي يشك في سلوك زوجته اوديت (رومي شنايدر ) دون ان يحصل على ادلة على خيانتها لكن شكوكه الرهيبة تعذبه فيستولي عليه الجنون ..وكان كلوزو ينوي تصوير فيلم عن المخ المريض للبطل ومايدور فيه من ذهان هذياني في صورة وسواس لكن شركة كولومبيا خصصت له ميزانية محدودة جدا ..وخلال ستة اشهر صور كلوزو التجارب التمهيدية للفيلم في ستوديوهات بولونيا محولا شنايدر الى وسيلة للأغراء بوجه مليء بالماكياج وبملامح شبقية وشهوانية ومع استعداد كامل لتنفيذ جميع اوامر كلوزو السينمائية حتى بظهورها عارية في احد المشاهد رغم احتواء عقدها على بند ترفض فيه التعري في الفيلم .. بدا تصوير الفيلم في تموز من عام 1964 وفي فندق بالاك حيث قاد كلوزو ثلاث فرق من الممثلين و60 فردا من التقنيين ، لكن رغبته المفرطة في بلوغ الكمال كمخرج سينمائي دفعته الى التصرف بشكل فوضوي ومستبد مع العاملين في الفيلم فكان يعاني من ارق مزمن فيوقظ التقنيين ليتحدث معهم عن السيناريو مع اعادة كتابة صفحات لليوم التالي ..بهذه الطريقة توترت علاقته مع ريجياني لدرجة ان دخل الى المستشفى بسبب اصابته باكتئاب حاد ، بعدها اصيب بحمى مالطا وساءت حالته الصحية ليتوقف تصوير الفيلم ماجعل خبراء التامين يقررون بان الفيلم لن يحقق شيئا ويسدل عليه الستار منذ تلك اللحظة ... وبعد خمس واربعين عاما ، يعود سيرج برومبيرغ ليزيل الغبار عن هذا الفيلم الشبيه بالمعجزة ويستخرج مشاهد صامتة بالاسود والابيض تظهر فيها الجميلة رومي شنايدر وهي تتزلج على الماء في بحيرة اصطناعية في غارابي بينما يجري سيرج ريجياني على جسر وهو يلهث من التعب والوهن ..وانطلاقا من هذه الوثائق الصورية بنى برومبيرغ فيلمه الوثائقي الاخاذ مضيفا اليه شهادات الاحياء ومقابلات تتحدث عنه مع كوستا غافراس الذي اسهم في تنفيذ الفيلم منذ بداية اعداده وبيرنار ستورا الذي كان متمرنا ووليم لوبتشانسكي الذي كان مدير تصوير ..يغوص فيلم برومبيرغ في عمق جنون كلوزو في رحلة بحثه عن الكمال وفي وساوسه وهويبحث عن صيغ سينمائية جديدة يضاف الى ذلك تقديمه كتابه الرائع (رومي في الجحيم ) الذي نشرته دار نشر البان ميشيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram