ترجمة:عدوية الهلالي في تشرين الثاني المنصرم ، مرت مئة عام على ولادة الكاتب المسرحي اوجين يونسكو، فكانت فرصة لتقديم عروض لبعض مسرحياته مع عدد من الأفلام الوثائقية والإعلانات وبالتالي للفنانين والشعراء الكبار فرصة حقيقية لأحياء مسرح العبث الذي كان من ابرز فرسانه ..
احتفظ يونسكو طوال حياته بجزء من طفولة لم تجد لها مكانا في أعماق الكثير من الفنانين والأدباء والشعراء الكبار اذ كان لديه نظرة صافية و(شيطنة) صبي صغير .. ولد يونسكو في تشرين الثاني من عام 1909في مدينة سلاتينا الرومانية ،ووصل الى باريس في آذار عام 1994. بالنسبة له ،كان الهم الميتافيريقي في الادب ممتزجا بالفكاهة مااحتجزه طويلا في خانة مسرح العبث ،ليصبح واحدا من ذرية كافكا كرفيقه بيكيت ..ففي عام 1950، خرجت مسرحية ( المغنية الصلعاء ) الى النور واعقبتها مسرحية (الدرس ) في عام 1951،وفي عام 1957 ، تم تقديمهما على مسرح هوشيت فلم تغادر ملصقاتهما الجدران وقتا طويلا. حين سعت وكالة BNF للاحتفال بمرور مئة عام على ولادته ، قدمت ماري فرانس يونسكو – ابنة الكاتب اوجين وينسكو – لها وثائق مهمة جدا وغير منشورة في الغالب ، في الوقت الذي لم تكن فيه والدتها روديكا راضية عن اقتحام حياة زوجها الذي كان معقدا جدا في ما يخص علاقته بالشهرة والأجيال القادمة التي قد لا تحافظ على عمله وتاريخ حياته. بهذه الطريقة منحت ابنة يونسكو معجبيه فرصة الاطلاع على كل ما يخص حياته من نصوص ومواضيع ووثائق صوتية ورسائل ومخطوطات مختلفة .وبرامج عن إبداعاته في فرنسا والعالم مع تصاميم وصور عدة. لم يكن يونسكو كاتبا مرفوضا او ملعونا وكان قد عرف الفقر والحرمان في عام 1950 لكن النقد الأدبي فهمه بشكل سيء رغم ان أعماله الأدبية حققت اصدءا مدوية حتى ابعد الحدود منذ عام 1950 وحتى سنوات التسعينات وامتلأت الصالات بجمهوره الخاص. وفي عام 1959 ، اتسعت دائرة شهرته بشكل كبير مع تقديمه مسرحية (الخرتيت) ، وهي المسرحية التي تتحدث عن السلطة الواحدة وكان قد تم تمثيلها في دولسدروف ..وفي العام التالي، أخرجها في وقت واحد كل من بارو في مسرح اوديون، واورسون ويلز في مسرح رويال كور في لندن.. وفي عام 1966 ، انضم يونسكو الى قائمة الأدباء الذين قدمت فرقة الكوميدي فرانسيز الشهيرة أعمالهم من خلال مسرحيته (العطش والجوع ) ولم تتوقف مختلف الفرق المسرحية عن تقديم إعماله حتى الفرق الصغيرة منها فضلا عن دراسة أعماله وتقديمها في معاهد التمثيل في مختلف أنحاء العالم من استراليا وحتى اليابان ما يثبت بان هناك جيلاً جديداً نهض الآن ليدافع عنه. ضمن الاحتفالية التي اقامتها وكالة BNF ، قدم المخرج الشاب جان لوك لاغارس مسرحية ( المغنية الصلعاء ) بينما قدم ايمانويل ديمارسي مسرحية (الخرتيت ) وقدم لوك بوندي مسرحية ( الكراسي ) في نانتير ، ما يدفعنا الى التفكير بأن أعمال يونسكو استعادت نضارتها وشبابها ثانية ،خاصة بعد صدور كتاب عن يونسكو عن دار غاليمار للنشر وكتاب آخر عن المكتبة الوطنية في فرنسا.
أعـمــال اوجــين يـونـسـكــو تسـتـعـيــد نضـارتهـــا
نشر في: 22 يناير, 2010: 05:24 م