TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وجهة نظر : سلوكيات الملاعب

وجهة نظر : سلوكيات الملاعب

نشر في: 22 يناير, 2010: 05:54 م

خليل جليل نعتقد ان الصور التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام وما عكسته من أحداث تلاحقت بعد انتهاء مباراة الشرطة والنجف على ملعب الاول والتي كانت شرارتها قد تصاعدت اثناء سير المباراة من دون ان يستطيع احد ان يخمدها وينهي مثل تلك الاحداث ويقطع الطريق على مرتكبيها،
 خير دليل على الفوضى العارمة التي اجتاحت ملعب الشرطة والتي تنبئ بأحداث يمكن ان تتكرر مستقبلا طالما ضربت الفوضى اطنابها في الملاعب مع سبق الاصرار. ان ما حدث في ملعب الشرطة يسجل ايضا على حساب الهيئة المؤقتة لادارة كرة القدم او مسابقة الدوري التي وكما يبدو ان حدود امكاناتها وقدراتها قد اشرتها احداث الاربعاء في ملعب الشرطة وعكست الضعف الكبير والوهن الذي تعانيه الهيئة حتى جاءت هذه الاحداث على مرآى ومسمع اعضائها بل ان احد اعضائها قد انيطت له مهمة الاشراف على هذه المباراة الكبيرة التي تتطلب ادارة واشراف بمستوى طبيعتها التنافسية وطبيعة طرفيها وهما يدخلان المواجهة بتشنج واضح سبق اللقاء بعدما كنا نتصور أن باسم جمال والمضطلع بكيفية ادارة مثل هذه المباريات وتحسس تفاصيلها مسبقا . لقد كانت مباراة الشرطة والنجف ونظرا لخصوصيتها واهميتها بالنسبة لصاحب الارض وكذلك النجف ،على قدر كبير من الاهمية المفترضة ان تنال اهتماما واضحا من قبل الهيئة المؤقتة وان تعمل على تأمين وتوفير اجواء وعوامل تحافظ على هذه المباراة وتحمي اجواءها من كل ما يعكر صفوها بعد ان اتضحت كل تفاصيل وحساسية اللقاء، لكن التراخي الذي اصاب من اضطلع بمهمة ادارة والاشراف على هذه المواجهة وعدم التفاعل الجدي مع فصولها وما يسبقها من تصورات كان من بين اهم الاسباب التي ادت الى ما كانت عليه الامور بعد انتهاء هذه المباراة. وإذا ما توقفنا عند العقوبات التي اصدرتها الهيئة المؤقتة بحرمان الشرطة والنجف من المساندة الجماهيرية لمباراة واحدة نرى ان مثل هذه المواقف لم تكن بالمفاجئة للفريقين بل يتوقعانها وان هذه الخطوة لم ولن تردع اي فريق او اي جمهور عن انتهاج سلوكية تسيء الى ملاعبنا بقدر ما كان يفترض على الهيئة المؤقتة ان تقوم بدراسة موسعة لمثل هذه التصرفات المتوقعة وان تقدم على سلسلة من الاجراءات الامنية والاحترازية داخل الملاعب لإبعادها عن التصرفات المسيئة . كنا نأمل من الهيئة المؤقتة ان تأخذ على عاتقها مهمة الامساك بظروف مسابقة الدوري والسيطرة على مبارياتها من جولة الى اخرى بعدما تتوفر لديها عوامل الدراية والإمكانات الفنية والادارية لكي تحمي المسابقة من كل التدخلات وان تأخذها الى بر الامان لكن للاسف نرى أن ما يحصل هو على العكس من هذه التوقعات والارهاصات وكأن الهيئة قد انحصرت مهمتها في تحديد مواعيد المباريات وتسمية الحكام وهذه المواعيد هي الاخرى تعاني الارتباك وعدم الاستقرار وعدم الثبات لاسباب يبدو انها خارجة عن ارادة الهيئة المؤقتة وهي تواجه رغبات هذا او ذاك وتنقاد لغيرهما. ان الاحداث التي اعقبت مباراة الشرطة والنجف يبدو انها لم تكن الاخيرة في ظل تسارع وتلاحق احداث البطولة ومبارياتها التي اصبحت مثار استياء المدربين واللاعبين والادارات برغم ان هذه الاطراف هي التي ارادت ان تكون مسابقة الدوري على هذه الطريقة المملة المثيرة للاستياء بسبب غياب كل ما يسهم بثباتها واعطائها شكلا خاصا بها بدلا من ان تتحول بطولة الدوري الى واحدة من المسابقات الكروية يمكن ان تكون البطولات الشعبية اكثر انتظاما واستقرارا منها. ونتمنى ان تضع احداث مباراة الشرطة والنجف الهيئة المؤقتة عند نقطة حساسة ومهمة في كيفية اختيارمن يأخذ على عاتقه مهمة الاشراف على المباريات المثيرة للجدل وكيفية تسمية طواقم تحكيمية يمكن ان تتعامل مع مثل تلك الاحداث على نحو مبكر وهنا لا نريد ان نثلم من قدرات الطاقم التحكيمي لهذه المباراة بقدر ما نريد ان نشير الى تأخره الواضح في إيجاد حلول سريعة في كبح جماح اللاعبين والجمهور وان يلتفت الطاقم التحكيمي الى اجواء المباراة وما ستكون عليه بمرور الوقت بدلا من ان يبقى حال المدرجات على درجة كبيرة من الغليان والاحتقان رغم وجود عناصر الشرطة وغيرهم من الذين يفترض ان يسهموا في حماية المباراة بدلا من التفرج على الاحداث والمدرجات بعد فوات الاوان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram