TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > مفكرون عرب يحتفون بتراث حسين مروة

مفكرون عرب يحتفون بتراث حسين مروة

نشر في: 22 يناير, 2010: 07:46 م

نظم "مركز مهدي عامل الثقافي" ندوة بعنوان "تراثنا الفكري: بين الرؤية السلفية والتنوير المعرفي" اليوم في قصر الاونيسكو, لمناسبة ذكرى  استشهاد المفكر والكاتب الدكتور حسين مروة في حضور حشد واسع من الشخصيات الادبية, الفكرية, الحزبية والاكاديمية وممثلين عن الهيئات الثقافية والاجتماعية والنقابية.
قدم للندوة الاستاذ محمد دكروب الذي اشاد بمناقبية المفكر والكاتب الدكتور حسين مروة وشدد على "دوره الرائد في اغناء الفكر والثقافة", لافتا الى "ان مركز مهدي عامل الثقافي نشط وسوف ينشط عبر سلسلة من الندوات واللقاءات هذا العام". تيزينيوتحدث بعد ذلك استاذ الفلسفة في جامعتي دمشق وحلب طيب تيزيني فتناول في مداخلته "موضوع التأويل وموقعه من المشروع الذي يدعو اليه مع آخرين من اجل نهوض تنويري جديد".واشار الى "ان التأويل لحظة حاسمة في قراءة اي نص ينتمي الى العلوم الاجتماعية والانسانية كما الى النصوص الدينية, وانه يمر عبر قناتين اثنتين الاول هي المستوى الثقافي للحؤول بالمعنى الانتروبولوجي والمستوى الايديولوجي المصالحي. وان عبر كلا هذين المستويين تتم القراءة وتنتج نتائج تستجيب لها بالمعنى البنيوي والوظيفي وحيث يكون الامر كذلك, فان التعرض للنصر الديني الاسلامي والمسيحي امر ضرورة لانتاج قراءة تتسم بالقدرة على الاستجابة لمعطيات المشروع النهضوي التنويري المذكور, وبهذا نضع يدنا على ما اعتبر اوروبيا وفي عصر النهضة العربية الاول, اصلاحا دينيا ضروريا للعبور الى قراءة نقدية للمشروع المذكور. اضف الى ذلك مفهوم الديموقراطية الذي هو بحاجة الآن الى اعادة النظر على الاقل من موقع الحامل التاريخي الذي يزعم بانه ذو بنية برجوازية فحسب".سيف وتحدث استاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور انطوان سيف عن "النزعة الانسانية ومعوقات دخولها الواسع الى الثقافة العربية مع نماذج اوروبية لهذه النزعة ونماذج عربية قديمة ذكرها محمد اركون في كتابه النزعة الانسانية في الفكر العربي هما التوحيدي ومسكويه". وتوقف عند بعض شذرات الفكر الانساني في الثقافة العربية مع جبران خليل جبران وبخاصة كتابه "يسوع ابن الانسان" ومع كتاب ادوار سعيد "الانسنة والنقد اليدموقراطي". عصفور كما كانت مداخلة للدكتور جابر عصفور الذي ألقاها بالنيابة عنه الدكتور حسن اسماعيل بسبب ظروف المرض، فتناول فيها "نزعة تقديس الماضي", فأشار الى "ان الحفاظ على التقاليد الادبية في معناها الجامد كان الوجه الآخر من نزعة تقديس الماضي على المستوى الفكري, وكانت النزعة الاخيرة ترد الفضل دائما الى السلف وتنفيه عن الخلف الذين ظلوا دائما في مرتبة ادنى من منظور هذه النزعة التي رفعت من شأن القديم في الابداع والفكر بالقياس الى الحديث المتأخر في الوجود في المجالين". ورأى "ان ذلك ادى الى انكسار الفكر العقلاني في مجالات التاويل الديني والنظر الفلسفي, الوجه الآخر من انكسار تيارات التجديد التي حاولت التمرد على ما اسماه احمد امين "جناية الادب الجاهلي". وكان يقصد بذلك هيمنة نزعة التقليد على الشعر العربي والنظر الى العصر الجاهلي بوصفه المثال الذي ينبغي احتذاؤه وعدم الخروج عليه". ومن ثم عرض "لاصحاب الفكر المسيطر في السلطة وكيف كان يقمع الآخرين وكيف ارتد هذا الامر عليه مقدما مثال المعتزلة وما فعلوه بخصومهم من الحنابلة وما ارتد عليهم بعد وصول المتوكل الى الخلافة". تقي الدين وبعد مناقشة مطولة للمداخلات الثلاث شارك فيها الحضور, انتقلت الندوة الى الجلسة الثانية التي ادارتها الدكتورة رفيف صيداوي, وتحدث في مستهلها الدكتور سليمان تقي الدين الذي اشار الى "انه لم تطرح قضية في الربع الاخير من القرن العشرين على جدول اعمال الفكر العربي كما طرحت قضية "التراث" و"المعاصرة ".ورأى "ان المسألة لم تأت افتعالا او من فضاء صاف بل من ازمة الحاضر المثقل باخفاقات ظهرت في الاجتماع والسياسة ودلت على ازمة حضارية عميقة". واعتبر "ان الاشكالية الفكرية فرضت نفسها مجددا بعد قرن تقريبا من بدايات النهضة العربية, وهي في هذا المعنى عود على بدء في اسئلة النهضة ذاتها, واسئلة النهضة كما هو معروف تتسع لمروحة واسعة من العناوين ومفصلا اجابات عصر النهضة العربية الاولى. وتوقف عند محاولات النهضة المعاصرة او الحديثة مضيئا على فكرة السلفية في التنوير او السلفية والمعاصرة", معتبرا "انها قضية معقدة ومركبة لسنا وحدنا من يتحكم بها، انها تجليات لتاريخ له ذاكرة قوية"، واشار الى "انه سيظل هناك سلفيون وسيظل هناك تنويريون طالما هناك تحد بين الشرق والغرب او طالما البشرية لم تطو بعد المرحلة الاستعمارية التي تتجدد اليوم بأبشع صورها في عالمنا العربي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram