اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > حسين مروة: هكذا بدات رحلتي مع التراث

حسين مروة: هكذا بدات رحلتي مع التراث

نشر في: 22 يناير, 2010: 07:49 م

 د.عماد عبد الهادي كتب حسين مروة مجموعة مقالات يومية في جريدة "الحياة" البيروتية، في  زاوية تحمل عنوان "مع القافلة"، تميزت هذه المقالات بملاحقته للأحداث  اليومية والقضايا المطروحة بهدف كشف ما تحمله من أبعاد سياسية أو  إجتماعية أو فكرية أو أدبية بإسلوب مميز. جمعت هذه المقالات في كتاب "مع  القافلة" الصادر 1952.
و خاض على صفحات مجلة "الثقافة الوطنية" التي ساهم في إنشائها  وتحريرها، معركة فكرية ضد أتباع الفكر المثالي والرجعي في الأدب والنقد،  حيث وضع دراسات تناول فيها التراث الأدبي والفكري العربي بنظرة جديدة  ورائدة تضيء جوانبه الجمالية التقدمية المحجوبة، وإنتقد، في الوقت نفسه،  نظرية "الفن للفن"، وبذلك ساهم بتأسيس المنهج الواقعي في مجال النقد  الأدبي في العالم العربي. جمعت هذه المقالات والدراسات في كتاب "قضايا  أدبية" الصادر عام 1956 .rn* في عام 1958 صدركتاب "الثورة العراقية" الذي عمل فيه حسين مروة على تحليل أسباب الثورة العراقية عام 1958 ، كاشفا الظروف الإجتماعية والسياسية التي أدت إلى إنتصارها مع عرض للأحداث والإنقلابات التي شهدها العرق في مطلع عشرينات القرن الماضي . * بعد 9 سنوات، أكمل معركته الفكرية التي خاضها ضد أتباع الفكر المثالي والرجعي، حيث صدر عام 1965 كتابه "دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي"، ولقد تميز هذا الكتاب / إستكمال المعركة، بتطوير حسين مروة للمنهج الواقعي للنقد وبدراسات جديدة نقد فيها بعض الأعمال الأدبية والنقدية والفكرية لبعض الكتاب من لبنان والعالم العربي . * شهد عام 1978 ظهور كتاب نادر وجوده في المكتبة العربية، إن لم نقل إنه الأول من نوعه : "النزعات المادية في الفلسفة العربية – الإسلامية" الذي وضع فيه حسين مروة أسس دراسة التراث في ضوء المنهج المادي العلمي . وقد شكل هذا الكتاب في جزئيه دليلا ً ماديا ً علميا ً على أن مفهوم التراث يختلف بإختلاف المنهج المستخدم وبإختلاف الموقع الطبقي بين منهجين على طرفي نقيض هما : المنهج المادي الماركسي والمنهج المثالي الميتافيزيقي بكافة تسمياته وأشكاله. فمن موقع الإختلاف الطبقي ومنهجه كشف حسين مروة النزعات المادية والثورية في التراث من خلال ربطه للتراث بتطور البنية الإجتماعية وتناقضاتها، في تلك المرحلة التاريخية، وبذلك أثبت أن ما يتضمنه التراث من مواقف مثالية أو نزعات مادية أو ثورية لم تأت من فراغ بل كانت مرتبطة موضوعيا ً بتطور الواقع الإجتماعي . تميزت دراسة حسين مروة للتراث بأنها لم تنحصر بالكشف عن ما هو مادي فيه، بل كانت دراسة شمولية للتراث حتمتها طبيعة المنهج المادي التاريخي، فالدراسة تفقد علميتها إذا أهملت أي جزء من أجزاء موضوعها المدروس، والتراث، أو أي موضوع آخر، هو من نتاج الواقع المادي الإجتماعي في نهاية الأمر. وهذا ما أثبته حسين مروة في "النزعات المادية ..." أما الميزة الأخرى التي تميز دراسته للتراث في كتابه "النزعات المادية ..." تكمن في كيفية تحديده للأشكال المادية أو المثالية في الفلسفة العربية – الإسلامية ، فهذه الأشكال تختلف في الفلسفة من عصر لآخر، أي أنها غير ثابتة دائمة التطور. من هذا الوعي إنطلق حسين مروة في تحديده لمقاييس التمييز بين الأشكال المادية أو المثالية في الفلسفة العربية – الإسلامية، فلم يحصرها في مقياس علاقة الوجود بالوعي بل ، أيضا ً، في علاقتها بالنظام الإجتماعي الذي ينعكس فيها بشكل من الأشكال، وعلاقتها، في الوقت نفسه، بمستوى تطور العلوم الطبيعية، في تلك المرحلة التاريخية، كون تطور الفلسفة، بإتجاهها المادي، مرتبطا بتطور العلوم عن الطبيعة ومعرفة قوانينها الموضوعية، وعلاقتها بالموقف من مسألة الوجود والماهية، وما لهذا الموقف من مسألة الوجود والماهية من علاقة بالنظام الإجتماعي السائد؛ مما يدل على أن تحديد الأشكال المثالية أو المادية في الفلسفة العربية – الإسلامية عملية معقدة وليس عملية ميكانيكية . ولكن دراسة حسين مروة للتراث، في كتابه "النزعات المادية..."، لم تتوقف عند هذا الحد، فلقد قال منذ البدء: "إن دراسته للتراث لم تكن رغبة ذاتية لأنه" ليس بالرغبة الذاتية يكون "الشيء" حقيقة أو لا يكون، ذلك بأن الحقيقة ليست ذاتية. إنها موضوعية. وإلا فليست بحقيقة إطلاقا ً، بل وهماّ أو تصورا ً. مما يدل على أن حسين مروة درس التراث إنطلاقا ً من إيمانه بقضية التحرر الوطني في العالم العربي التي ناضل وإستشهد من أجلها بهدف كشف النزعات المادية والثورية في التراث، مثبتا من خلالها أن معرفة التراث تختلف بإختلاف الموقع الطبقي بين الناظرين فيه، وأن النظرة إلى الحاضر تختلف، أيضا، بإختلاف الموقع الطبقي بين الناظرين فيه، فهناك حاضر الطبقات والفئات الرجعية الذي هو على موعد مع الأجل يتأجل، وهناك حاضر الطبقات والفئات الثورية الذي هو الممكن ضد القائم وتناقضاته، "ولكل من تلك وهذه حاضرها المتميز" . بإختلاف الحاضر بين الطبقات لإختلاف موقعها الطبقي فيه تختلف عل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram