دهوك/ آكانيوز كشف وزير البلديات والسياحة بحكومة إقليم كردستان عن خطة، تتضمن إعادة تأهيل جسر دلال الاثري في قضاء زاخو هذا العام و تحويل طرفي نهر الخابور الى مشاريع سياحية تدر دخلا على قطاع السياحة الكردستاني.
 وقال سمير عبد الله في إطار زيارته محافظة دهوك بانه "لدى حكومة الإقليم خطة تنموية للنهوض بقطاع السياحة في عموم الإقليم ومحافظة دهوك على وجه الخصوص خلال عام 2010، حيث تتضمن إعادة تأهيل جسر زاخو الحجري التاريخي المعروف بجسر دلال، وأيضا إنجاز مشاريع واسعة على طرفي نهر الخابور في زاخو و بالشكل الذى يتم من خلاله تحقيق نمو و زيادة في الإيراد المستحصل من السياحة الكردستانية". جسر دلال الاثري الذي يربط ضفتي نهر الخابور في زاخو والذي يعرف أيضاً بالجسر العباسي والجسر الحجري يعتبر واحدا من أشهر وابرز المعالم الاثرية والتاريخية بالنسبة لإقليم كردستان، حيث شهد في احد الأزمان دورا كبيرا في عبور حشود مختلفة من الجيوش و القوافل التجارية و المستشرقين الى مدينة زاخو، لكنه وخلال الاعوام الخمس الماضية اصبح عرضة للانهيار اثر وقوع عدد من حجارته من طرفي الشرق و الغرب. و قالت وارين اندراوس مدير الآثار بقضاء زاخو لـ (آكانيوز) إنه "خلال العام المنصرم زارت شركة تشيكية باسم Gema Art Group موقع الجسر لاجراء البحوث والدراسات اللازمة للبدء بعمليات الصيانة و التأهيل"..مبينة أنه "نتجت عن الدراسة جدوى كانت قد أعدتها سابقا تخصيص كلفة تقديرية لمشروع الصيانة تزيد على الـ500 الف دولار أمريكي". وفي الوقت نفسه لفتت الى المخاطر التي لحقت بالجسر خلال الأعوام الماضية موضحة أن " الجسر تعرض فيما سبق الى أضرار باتت في الآونة الأخيرة تشكل خطرا وأصبح الجسر على وشك الانهيار أثر وقوع عدد كبير من حجارته من جانبي الجسر الشرقي و الغربي". من ناحيته أكد مدير الآثار بمحافظة دهوك حسن احمد أنه "بعدما يتم الانتهاء من وضع قاعدة علمية واركيولوجية وفق المعايير العالمية للجسر سيتم البدء بعمليات الصيانة والترميم من قبل هيئة صيانة الآثار العراقية بالتعاون مع فريق متخصص من كل من محافظات أربيل ودهوك و السليمانية وكركوك".. مشيرا الى أن إدارة محافظة دهوك ستمول مشروع الصيانة هذا". ارتبط جسر زاخو الحجري مع أهالي المنطقة بأساطير حاكت اجيالا عبر التاريخ، أشهرها أسطورة "دلال"، حيث تحكي هذه الاسطورة قصة بَنّاء الجسر الذي كان قد حلم اثناء نومه بانه يقدم ضحية او قربانا للجسر كمحاولة منه لإنقاذه من الانهيار في مراحله الأخيرة، وقدم البناء ابنته "دلال" قرباناً لإنقاذ الجسر من الانهيار، وبالتالي اخذ الجسر تسميته من اسم دلال الفتاة. إضافة الى أهمية جسر دلال الاثرية بات اليوم واحدا من ابرز المعالم السياحية في إقليم كردستان حيث يتوافد عليه أعداد كبيرة من السياح، وقال مدير السياحة في زاخو رمضان "خلال عامي 2008 و 2009 توافد اكثر من 138 الف سائح الى زاخو بهدف زيارة الجسر الحجري.. وأضاف أنه "من الممكن تحويله الى موقع سياحي مهم يدر ايرادا على قطاع السياحة الكردستاني". ليومنا هذا لم يعرف أي تاريخ حقيقي لتشييد الجسر الحجري واختلف المؤرخون على ذلك، فهناك من يسمي جسر دلال بالجسر العباسي خاصة أهالي وسط و جنوب العراق نسبة الى فترة تشييده في العصر العباسي، لكن هناك مصادر تذهب به الى ابعد من ذلك ككتاب "حملة العشرة الآف جندي" للقائد اليوناني زينفون الذي أشار فيه الى عبوره مع جيشه على جسر قرب مدينة زاخو سنة 401 ق م حيث يعتقد اغلب المؤرخين بانه كان جسر دلال. يذكر بان جسر دلال يبعد 50 كم عن محافظة دهوك، يبلغ طوله حوالي 114 م و ارتفاعه 16 م، وهناك مصادر تذهب بفترة بنائه الى العصور الرومانية واليوناينية وأخرى تذهب به الى فترة إمارة بهدينان الكردية و هذا الغموض اكسبه شهرة عالمية.