اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سقطات اللسان عند مشاهير الساسة

سقطات اللسان عند مشاهير الساسة

نشر في: 23 يناير, 2010: 05:31 م

عبدالكريم يحيى الزيباريمقتل الرجل بين فكَّيه، وَلِكُلِّ ساقطةٍ لاقطة، واللِّسَان أسدٌ هصور، إذا أطلقته أكلك.وَجَرْحُ السَّيْفِ يَبْرَأُ عَنْ قَرِيْبٍ             وَيَعْيَا البُرْءُ مِنْ  جَرْحِ  اللِّسَانِ وبسبب زَلَّة لسانٍ: كَمْ رأسٍ طارتْ! وَكَمْ رَقَبَةٍ قُطِعَتْ! وَكَمْ من صداقةٍ استحالت عداوة!
وفي شباط 2004 سألت مراسلة قناة الحرة الفضائيَّة أحد قادة العراق الجُدُد: "أنتَ قلت قبل أيَّام: إنَّ السيد السيستاني قد تعرَّضَ لمحاولة اغتيال، ثمَّ ظهرَ إعلان من مكتب السيد ينفي الخبر، وقال علي الدباغ: "الخبر مصطنع وكذب، فالسيد السيستاني لم يخرج من داره منذ ست سنوات، فكيف يُحيِّي الجماهير؟! لكنَّ أهدافًا إعلامية بحتة تقف وراء الترويج لهذا الخبر العاري عن الصحة"، وبين الفترة والأخرى تُصرِّح لوسائل الإعلام بنجاحكم في القبض على أبي مصعب الزرقاوي، أو أحد قادة الإرهاب المطلوبين، ثمَّ يتبيَّن بعد قليل أنَّ تصريحكم كاذب، فهل تتقصَّدون الكذب؛ كي تجذبوا إليكم الأنظار؟".فما كان من المسؤول العراقي إلاَّ أنْ يبتسم، ثمَّ يضحك بطريقة هستيرية مريضة، ثمَّ يعبسُ فجأةً، ويطرد المراسلة، ويأمر بعدم إدخالها لأيِّ مؤتمر صحفي بعد ذلك.ورغمَ أنَّ أولبرايت ملأت مذكراتها بعبارة: "كان هذا أسوأ يوم في حياتي كوزيرة خارجية"، كما في ص411، وص 517، وحينَ سألها المذيع ليزلي ستاهل في برنامج مباشر أظهرَ فيه صورًا للمستشفيات العراقية، التي تعاني نقصَ الأدوية، والمعدات، والأطفال الذين يَموتون بسبب سوء التغذية وغيرها من الأمراض؛ لأنَّهم لا يجدون الدواء: "إنَّ نصف مليون طفل عراقي قد ماتوا، أقصدُ أنَّ هذا العدد أكبر من عدد الأطفال الذين ماتوا في هيروشيما، وكما تعلمين، فهل الأمرُ كله يستحق مثل هذا الثمن؟"؛ (مادلين أولبرايت - السيدة الوزيرة - ترجمة د. محمد توفيق - شركة الحوار الثقافي - 2004 - بيروت - ص400).وأفلتت الحقيقة من لسانها فردَّت: "أعتقد أنَّهُ خيار شديد الصُّعوبة، ولكن الثمن - كما نعتقد - كانَ جديرًا بالدفع".وحالما نطقت تَمنَّيَت لو كانت لي القُدرة على تجميد الزمن لسحب تلك الكلمات، فقد كانت إجابتي غليظة رهيبة، ومتعجِّلة وخرقاء وخاطئة، لقد وقعتُ في فخٍّ؛ فهناك أوقات في حياة كل شخص يعمل فيها لسانه بصورة أسرع من ذهنه، ولم يكن في حياتي العمليَّة مثال يدعو إلى النَّدم أكثر من ذلك الجواب؛ (ص410).وإذا كان عقلُ الرجل مدفونًا في لسانه، فإنَّ الرئيس بوش سيكون خاليًا من شيء اسمه العقل، ويستحق أنْ يدخل كتاب غينيس بوصفه صاحبَ أكبر عدد من سقطات اللِّسَان، فبعد أحداث 11 أيلول قال: "الحرب الوشيكة هذه المرة ستكون حربًا صليبيَّة، وأنَّها ستكون طويلة الأمد".وأنَّهُ شنَّ الحرب على العراق بأمر من الربِّ، ثمَّ اعتذر عن زَلَّته وقام بزيارة المركز الإسلامي في واشنطن؛ لتهدئة مشاعر المسلمين الذين صفَّقوا طويلاً لكلماته، وتصريح بوش له ما يُماثله في التاريخ، فقد قال الجنرال البريطاني اللنبي في عام 1917 من طرقات بيت المقدس: "الآن انتهت الحروب الصليبيَّة"، ومقولة الجنرال الفرنسي غورو على قبر صلاح الدين: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".وهناك تقريرٌ قدم في عهد الرئيس ريجان في سنة 1984م، وسُمي "الدخول في مرحلة الحروب الصليبية الثالثة"، هذا التقرير كان يتكلم عن التعامُل مع المنطقة العربية والإسلامية، وإذا مُلِئَ القلبُ، فَاضَ اللِّسَان، والنوايا أمرٌ كامن في النَّفس تكشفهُ الوقائع وَفَلَتات اللِّسَان.نَطَقَ اللِّسَانُ عَنِ الضَّمِيرْ        وَالْبِشْرُ   عُنْوَانُ   الْبَشِيرْ ثمَّ عاد وأظهر للملأ روحه العُدوانية المريضة حين تمنَّى موتَ فيدل كاسترو قائلاً: "يومًا سيأخذ الرب فيدل كاسترو"، وكأنَّه من الخالدين، وأنَّ الرب لن يقبض روحَه، ووصفَ حركة طالبان بأنَّهم مجرد فرقة موسيقيَّة، وأن الأمير تشارلز لا يَختلف عن الأميرة تشارلز، وفي الخطاب الذي ألقاه بوش في مطلع آب 2004 بمناسبة مراسم توقيع الموازنة المخصصة للدِّفاع الأمريكي، والتي بلغت 417 مليار دولار, قال بوش أمام عدد من كبار العسكريين: "إنَّ أعداءنا لا يكفُّون عن التفكير بطُرُق جديدة؛ لإلحاق الأذى ببلادنا وشعبنا، كما نفعل نحن أيضًا".واهتمت الصُّحف الأمريكية بزَلَّة اللِّسَان، واعتبر الكاتب بوب هيربرت في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنَّ الضغط بات مسيطرًا على بوش وهو الشيء الذي سبب هذه "الزلة الفرويدية"، وقال هيربرت: إنَّ "الحكومة التي نتبعها تبدو وكأنَّها تتبع نصًّا من مسرح العبث، فبدلاً من العمل مع الحلفاء على التصدِّي لتبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قُمنا بإهانة الحلفاء، وأرسلنا جنودنا إلى فخِّ العراق"، ولم ينتبهِ الرئيسُ بوش أنَّ الميكرفون ظلَّ مفتوحًا في قمة الثمانية، وقال: "يجب التخلُّص من حزب الله وإنهاء المسألة".أخطأ الرئيس البوليفي إيفو موراليس إذ وصف المملكة الإسبانية بالجمهو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram