TOP

جريدة المدى > سينما > الــرشــوة.. ســرطــان يـفـتــك بـالـمـجـتـمـعــات

الــرشــوة.. ســرطــان يـفـتــك بـالـمـجـتـمـعــات

نشر في: 23 يناير, 2010: 05:43 م

بغداد/علي جابرعلى وفق المادة 307 من قانون العقوبات رقم 11 لسنة 1969 المعدل فان  (الرشوة) تعني مفاهيم كثيرة ولكن ما يتداول منها هو (كل مكلف بوظيفة رسمية  طلب اوقبل لنفسه او لغيره منفعة او ميزة او وعدا مستغلا وظيفته  )ويعاقب بعقوبة تصل الى السجن عشر سنوات حتى وان كان الطلب بعد اتمام العمل او الامتناع عنه،
 وهناك تسميات عديدة للرشوة منها (البرطيل) او (الاكرامية) و(دهن السير) كلها تدل على المعنى ذاته، وقد استشرت هذه الجريمة بشكل كبير في اداء الاعمال وربما يكون سبب التشديد في العقاب الوارد في قانون العقوبات هو ما تتركه هذه الجريمة من اخلال بقواعد العدالة وسير المعاملات التي تعكس حياة الناس جميعا. هناك من يعتاد على السلوك السيئ (الرشوة) ولا يستطيع  الفكاك منه بسهولة، هذا ماقاله الاستاذ عدنان ابراهيم حسن/ قاضٍ متقاعد/ مضيفا ان هذا المرض اذا اصيب به الانسان دخل في تكوينه وهو فساد للذمم واعتقد انه نوع من انواع المرض النفسي لا يستطيع ان يتخلص منه. وعلى وفق القانون الجنائي وعلم الإجرام يحتاج الى توعية منذ الصغر لان تعلم القيم الاخلاقية في وقت مبكر يشكل اساسا وارتكازا، يكبر مع الانسان ويكون قيما تحميه من الانحراف او ارتكاب الجريمة وهذا الامر يقع على عاتق الابوين والمدرسة فمثلا لو ان الابوين علموا صغيرهم بان الذي يكذب يدخل النار فان هذا الصغير لا يكذب بعد ذلك وهذه المبادئ مهمة في عمر الانسان وسنينه الاولى ابتداء من سن الثالثة حتى الخامسة عشرة وكذلك المبادئ الاخرى ومنها الوفاء والصدق وعدم السرقة والامانة ورد الجميل كلها مبادئ تحتاج ان تحفر في قلوب الصغار لتحول بينهم وبين الجريمة وكذلك الحال فيما يخص بقية الجرائم. شاطرته الراي (خولة محمد سعيد) باحثة اجتماعية قائلة: الثقل الاكبر يقع على الدولة في الحد من هذه الجريمة عن طريق التشديد في العقوبة فهناك الكثير من الموظفين يعتقدون ان هذا السلوك هو سلوك سليم ولا غبار عليه كما ان بعض المواطنين يعتقدون بان معاملاتهم ومراجعاتهم ستعرقل اذا لم يدفعوا مقابلها المال مع انه من واجب الموظف او المكلف بخدمة عامة إتمام العمل وخدمة المراجع واعتقد ان بعض الناس من المراجعين هم من يشجع الموظف على اخذ الرشوة وأتساءل لماذا تعطي الرشوة والمكافأة مع أن الموظف ياخذ راتباً شهرياً لقاء ادائة العمل؟.rnالرشوة والمجتمعاتتكثر الرشوة في أغلب المجتمعات ولكن بنسب متفاوتة، هذا ما قاله المحامي  (حسن هادي منصور) مضيفا : قد توجد الجريمة بشكل منظم في بعض الدول كما هو حال  جريمة غسيل الأموال أو ما تسمى بجريمة اليافطات البيض،  وهذه تاخذ التنظيم والدقة والنشاط الذي يديره اشخاص احترفوا هذه الجريمة ولكن انتشار جريمة الرشوة في المجتمعات الفقيرة يكون بشكل اكثر لان الجريمة عموما توجد في الواقع الفقير. تنتقل الى الاخرين اذا لم يمتلكوا الوقاية والعلاجات اللازمة لتفاديها ولان الموظف تحكمه قوانين وقواعد وشروط ورقابة فانه يخشى على عمله ووظيفته ومستقبله فقد يعمد الكثير من الناس او المراجعين  إلى دفع الموظفين الى الوقوع في المحظور ويقوم هذا المواطن بالحديث عن ما فعله من جريمة فيقلده الاخرون بحيث عندما يقول شخص لاخر ان لديه معاملة متعرقلة في دائرة معينة يقول له الاخر كم طلبوا منك وكأن الأمر هو بيع في مزاد وليس وظيفة تحكمها القوانين والعقوبات الشديدة والقاسية . هي ليست ظاهرة بل سلوك مرتبط بسايكولوجية الأشخاص وخلفياتهم التربوية. هذا ما اكده الدكتور (محمد صاحب) اختصاص علم النفس مضيفا: قد تكون الرشوة ظاهرة عندنا نجدها في كل مكان ولان الظاهرة حالة عامة مطلقة، فالامر لا يعدو عن كونه عبارة عن حالات تتصل بداخل الإنسان والرشوة تحتاج الى أدلة موثوقة وهي لاتعتمد على الأقوال والأشاعات اي مايسمى (المبرر الجرمي)او المبلغ المضبوط لان الاقوال قد يراد منها المساس بسمعة انسان برئ امتنع عن اخذ الرشوة التي هي مرض نفسي اذا ما اصيب به شخص قد لايستطيع منه الخلاص  بسهولة. واما السيدة احلام قاسم ناشطة سياسية فقد قالت: هناك حالات خطرة في اخذ الرشوة قد تصل الى الأبتزاز فقد لايستطيع انسان امام حالة معينة ان يدفع الرشوة فيضطر الى اعطاء كل شيئ من اجل النجاة وهذا يشكل ابتزاز، وهو اخطر حتى من التسليب. الطرف الثاني يذعن للامر لانه لايملك الحيلة أو الخيار والبديل ومثل هؤلاء الموظفين مجرمون لانهم يبتزون الناس في لقمة عيشهم واعتقد ان على الوزارات المختلفة ان تقوم بدورات توعية وافهام المواطنين والموظفين تتحدث فيها عن خطورة هذه الجريمة التي تؤدي الى قلب كل شئ راسا على عقب وتجعل الحرام حلالاً وتدمر المجتمع برمته.على وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بواجباتها كونها اللسان الناطق بأسم الشعب تجاه هذه الجريمة التي تنخر في أعمدة المجتمعات وتسقطها هذا ما قالته الاعلامية شيماء الشمري مضيفة: لقد اصبح للاعلام صوت مسموع في العراق وله تأثير شديد على حياة الناس في عموم المجالات. هنا نحتاج من الاعلام ان يبرز عقوبة هذه الجريمة التي تصل الى عشر سنوات وكونها مخلة بالشرف وترافق الانسان طيلة حياتة، لابل تنتقل الى اولاده

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram