TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة على العالم :مؤتمر لندن للمصالحة الأفغانية

نافذة على العالم :مؤتمر لندن للمصالحة الأفغانية

نشر في: 23 يناير, 2010: 06:41 م

محمد مزيدتتجه الانظار الى لندن بسبب الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الخاص بالمصالحة الافغانية، في ظل اجواء بات يحتدم فيها الاقتتال بين طرفي النزاع الافغاني، من جهة حركة طالبان التي جردت من السلطة في عام 2001
 ومن جهة أخرى الحكومة الأفغانية المتكونة من الكيانات والكتل التي يدعمها التحالف الدولي للوقوف ضد الفكر الظلامي لحركة طالبان. المعتدلون في حركة طالبان يواجهون اصعب الاوقات بسبب عدم اذعان الاطراف المتشددة في الحركة الى فكرة المصالحة، اذ ترى هذه الأطراف ان لها الحق في تبوؤ السلطة ثانية، وما وجود الحكومة الافغانية الحالية في السلطة الا وجودا غير صحيح تعدها طالبان حكومة عميلة لاميركا والغرب ولاتمثل حسب رأيها جوهر الشعب الافغاني. المحللون، ينظرون الى المشهد السياسي الافغاني من منظار آخر فهم يرون ان الشعب يشعر بالنفور من حركة طالبان وافكارها الظلامية التي سبق ان اعادت البلاد حين حكمتها في السنوات 1996 – 2001 الى الازمان السوداء، حيث لايحق للناس فيها التعبير عن الرأي الاخر كما استلبت حقوق النساء، واضطهدت الأقليات وحاربت الطوائف والمذاهب الدينية المخالفة لفكر القاعدة " الجهنمي " كما اظلمت الحياة، حينما ضربت كل انواع التكميم على الأفواه والعقول، بدعوى العودة إلى السلف الصالح. ان افكار القاعدة الارهابية التي انطلقت من الجحور وكهوف الجبال الافغانية، مع عناصر طالبان المنظوين تحت لوائها، حمل العالم مسؤولية مواجهة هكذا نوع من الشر الذي تربص بكل ما هو مدني وانساني، والعالم الان يشعر بنوع من ردة فعل قاسية إزاء كل ما يمت الى القاعدة وطالبان بل والاسلام بصلة، فالهجمات التي قامت بها القاعدة في غير مكان من العالم ادت الى تشديد العمل في محاربة هذه المنظمة الارهابية التي وجدت في الاسلام غطاء لارتكاب اشنع الاعمال تحت ذرائع سخيفة ومبررات واهية لاتصمد امام معطيات الحياة الجديدة. ولعل الطريق الى اصلاح الشأن الافغاني، كما هو اصلاح الحياة السياسية الافغانية، بكل ما فيها من منعطفات افرزتها الانتخابات الرئاسية الاخيرة، وفوز كرزاي بدورة ثانية، وما تواجهه الحكومة من تصعيد للهجمات المسلحة من قبل هؤلاء الاشرار، وليس اخرها طبعا الهجوم المسلح الذي قامت به الحركة في وسط العاصمة كابل، ان هذا الطريق قد لايأتي بثماره الا من خلال إقناع طالبان بضرورة الركون الى العقل، والتفاهم معها بغية الوصول الى المصالحة، ولابد هنا من الاشارة الى ان اطراف في الحكومة الافغانية اجرت في اوقات معينة حوارها مع بعض المعتدلين فيهم، وقد ادى ذلك الى موافقة هؤلاء البعض على حضور مؤتمر المصالحة. تشير الانباء الى ان السيد كرزاي لديه افكار جديدة في اطار انجاح مؤتمر المصالحة مع حركة طالبان واذا ما سارت الامور بالاتجاه الصحيح، بحيث يقبل المتشددون بضرورة ترك قضية قلب النظام والامساك بزمام السلطة ثانية، الى فكرة المشاركة الفعلية في الحكم، من خلال التوجهات الديمقراطية والمعطيات السياسية الراهنة، فان وجود القاعدة في هذا البلد سيكون قاب قوسين او ادنى كما سيكون منفوراً حتى من اهل افغانستان وكل الحاضنات التي تأويها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram