TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض:الرعي فـي المدن

كلام ابيض:الرعي فـي المدن

نشر في: 23 يناير, 2010: 07:48 م

جلال حسن من اكثر الظواهرسلبية و تكرارا في الحياة اليومية، هي التجاوزات التي لم تجد اساليب انضباطية، لانها تتجاوز أولا على القوانين النافذة ، وبتصرفها غير المسؤول والذي يضر المواطن ثانيا . تجاوزات تثير القرف، ليس لانها خارج نطاق المألوف،
 بل تعكس نشازا اجتماعيا بسلوك شاذ ، وغريب عن عادات ، وسياق تقاليد المدن. الشوارع تتحول الى مراع ، واكوام الازبال الى حقول علف. منظر يثير الانتباه ، بمشاهدة قطعان من الاغنام، والابقار، وهي ترعى على جوانب الطرق،وتتوقف عند منعطفات الشوارع ، وفي مواقع رمي القمامة، وتقطع السير، وتنام على الارصفة. مربو المواشي اصبحوا يسيطرون على اراض، ومساحات واسعة ، ويحيطونها بالاسيجة من (الجينكو) والخرق ، والاكياس ، ويتخذونها مساكن لهم ، وحظائر لمواشيهم ، ويتركون النفايات تتكدس ،وما ينتج عنها من روائح كريهة تزكم الانوف في الحي الذي يعسكرون فيه، فضلا عن ان هذه الاماكن اصبحت (جوبات) لمجازر المواشي الجائرة، والبيع المباشر للحوم والجلود . الجهات الصحية ومن جانبها الارشادي فقط وليس العملي، تطل علينا عبر تصريحات اعلامية، هدفها التحذير من مخاطر رعي وتربية المواشي في المناطق السكنية، وما ينتج عنها من اضرار بيئية على صحة الانسان ، لان تغذيتها على القمامة تنقل مرض الاكياس المائية ، وهونتاج مخلفات الكلاب السائبة في اماكن القمامة ، وبالتالي الوفاة لمن يأكل من هذه اللحوم السامة، والتي تنقل بذات الوقت امراضا مشتركة مثل الحمى القلاعية ، وحمى مالطة ، والجمرة الخبيثة ، والطاعون ، والجرب وغيرها من الامراض الفتاكة ، والتي تقدرها بأكثر من مئتي مرض ، وهناك امراض مشتركة تنتقل إلى الأطفال بسبب ملامستهم تلك الحيوانات. ما ورد اعلاه يكمن حله في المسؤولية المشتركة، والمباشرة من الجهات المختصة، وهي وزارة الزراعة، متمثلة بدوائر البيطرة في بغداد والمحافظات، ووزارات الصحة، والداخلية، والبلديات ، والبيئة، وامانة بغداد، ومجالس المحافظات بتشكيل مفارز، لاتخاذ اجراءات رادعة لمنع هذه الظاهرة التي استشرت بشكل مبالغ فيه في الاحياء السكنية. فما المانع من تطبيق القانون بحق المتجاوزين ، وما المانع من ان تقوم هذه الجهات بمصادرة جميع القطعان التي ترعى امام بيوتنا، ما المانع اذا كان هناك قانون نافذ ومعدل وهو لا يسمح اطلاقا برعي الحيوانات في الدور السكنية ، ويضع المتجاوزين امام المساءلة القانونية، وما المانع اذا كنا نريد تطبيق فرض القانون؟! jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram