اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من تاريخ التعليم في الموصل كيف تأسست اول مدرسة ؟

من تاريخ التعليم في الموصل كيف تأسست اول مدرسة ؟

نشر في: 24 يناير, 2010: 05:33 م

د. إبراهيم خليل أحمد العلاف يُعد مدحت باشا 1869-1772، أول والٍ عثماني يعمل على تحديث بعض جوانب الحياة في العراق ومنها التعليم، إذ لم يكن في العراق من المدارس الحديثة قبل ولاية مدحت باشا، سوى بضعة مدارس ابتدائية تابعة للإرساليات التبشيرية أو مقتصرة على الطوائف المسيحية في الموصل وبغداد.
 كما وجدت مؤسسات تعليمية شعبية، ترجع بجذورها إلى العصور الوسطى الإسلامية ومنها الكتاتيب والمدارس الدينية. وقد قامت هذه المؤسسات بدور مهم في حياة المجتمع العراقي في العهد العثماني، وخاصةً قبل نشوء المدارس الحديثة.ومما يلفت النظر، أن مدحت باشا اهتم بإنشاء المدارس الرشدية (المتوسطة) المُلكية (المدنية) والعسكرية. كما أظهر اهتماماً بالتعليم المهني، إذ فتح مدرسة للصنائع، وتكمن وراء ذلك عوامل عديدة منها: قلّة الإمكانات الفنية والمالية لنشر التعليم على نطاق واسع، لذلك اكتفى بالكتاتيب التي كانت تقوم بمهمة التعليم الابتدائي، كما أن نقص الكادر التعليمي كان سبباً آخر. يضاف إلى ذلك حاجة الدوائر الحكومية آنذاك إلى خريجي المدارس الرشدية للقيام بالأعمال الكتابيةومهما يكن من أمر، فإن خطوات مدحت باشا التعليمية، لم تكن سـوى البدايات الأولى لوضع أسس نظـام التعليم الرسمي الحديث في العراق. كما أن فتح (المدارس الإعدادية) في عهد خلفه الوالي رديف باشا 1872-1874 يعد البداية الحقيقية لبناء فئـة المثقفين في العراق والذيـن أسهموا في تلبية احتياجات المجتمع، وتركوا علامة واضحة تدل على الرغبة في الارتفاع بالمستوى العلمي والثقافي آنذاك(3).تأسست أول مدرسة إعدادية (إعدادي ملكي مكتبي) في بغداد سنة 1872 وكانت المدارس الإعدادية العثمانية على نوعين: الأول كان يتكون من سبعة صفوف الثلاثة الأولى منها رشدية، والصفوف التالية إعدادية. وهذا النوع كان مقتصراً على العاصمة استانبول ومراكز بعض الولايات. أما النوع الثاني فكان ذا خمسة صفوف. الصفوف الثلاثـة الأولى منها رشدية وقد أقيـم هذا النوع من المدارس في الكثير من الولايات والألوية ومنها ولايتا بغداد والموصل. واشترطت التعليمات التي أصدرتها وزارة المعارف أن يكون الطالب الراغب في الدخول إلى الصف الأول من المدرسة الإعدادية حائزاً على الشهادة الابتدائية. أما الحاصلون على شهادة المدارس الرشدية أو القسم الرشدي من المدارس الإعدادية فيقبلون في الصف الرابع(4).تأسست أول مدرسة إعدادية في الموصل سنـة 1895 باسم (موصل إعدادي مكتبي)، وقد شغلت في بداية الأمر بناية مستأجرة تقع في محلة باب لكش كانت تداوم فيها المدرسة الرشدية. وكان عدد طلاب الإعدادية سنة 1898 لا يتجاوز الـ (34) طالباً، وفي سنة 1907 أصبح عددهم (242). وثمة إحصائية ترجع إلى سنة 1912 تفيد بأن عدد طلاب إعدادية الموصل كان (163)(5). أما المواد الدراسية التي كانت تدرس في المدارس الإعدادية فهي نفس مواد المدارس الرشدية في الصفوف الثلاثة الأولى. أما في الصفين الرابع والخامس فكانت تدرس مواد القرآن الكريم والعلوم الدينية واللغتين العربية والتركية والأخلاق والحساب والهندسة والجغرافية والتاريخ وعلم الأشياء (العلـوم العامـة) والخط والرسم، وفي بعض المدارس اللغة الفرنسية، كما كانت تدرس مادة حفظ الصحة في الصف الرابع وأصول الدفاتر الحسابية والجبر والمثلثات في الصف الخامس فقط(6).بقيت المدرسة الإعدادية في الموصل تضم صفوف المدرسة الرشدية.. ويروي علي جودت الأيوبي قصة إنشاء هذه المدرسة فيقول:أنها ارتبطت بقدوم موفد من وزارة المعارف العثمانية هو الأستاذ محمد توفيق والذي جاء الموصل مزوداً بتعليمات تقضي بتحويل المدرسة الرشدية إلى مدرسة إعدادية، ونظراً لقلّة المدرسين فقد تحمّل هذا مسؤولية إلقاء عدد كبير من المواد الدراسية منها الحساب والجبر والهندسة والتاريخ واللغة الفرنسية، كما قـام بتنظيم منهـج المدرسة واستعان ببعـض علماء الموصل المعروفين أمثال أحمد الجوادي وأحمد آل قاسم اغا ويحيى أفندي لتدريس مواد أخرى منها اللغة العربية والقرآن الكريم. واستعان محمد توفيق بحسن العمري رئيس البلدية، واتفق معه على شكل البزة الموحدة (الزى الموحد) لطلاب المدرسة الإعدادية. وقد ازداد الإقبال على المدرسة، فانتقل إليها عدد من الطلاب من مدرسة الآباء الدومنيكان أمثال: امجد العمري، وصديق الدملوجي، وفاروق الدملوجي، وداود سليم، ورؤوف العطار، وداود ألجلبي. وفي سنة1903تخرج من المدرسة عدد من الطلاب أبرزهم: أرشد ألعمري وسليم الجراح وأمين ألعمري، وكان زملاء أرشد ألعمري في المدرسة علي جودت الأيوبي، وأمجد ألعمري، أما أبرز المدرسين فكانوا: أحمد عزت آل قاسم، ومحمود الصوفي، وسليمان ألجليلي، وأحمد ألجوادي، وخير الدين ألعمري، ومحمد سعدي، وحسن خير الدين، وعبداه أفندي(7).لقد صدرت إرادة سلطانية في 4 شباط 1882 تنص على تأليف مجالس للمعارف في ولايات الدولة العثمانية. ففي بغداد والموصل تأسس مجلس للمعارف سنة 1884. وكان مجلس المعارف في الموصل يضم سنة 1912جليل بك مدير المعارف (التربية) رئيساً وعضوية كل من موسى كاظم أفندي مدير المدرسة الإعدادية وعثمان أفندي مدير دار المعلمين، هذا فضلاً عن ثلاثة من وجهاء الموصل وأعيانها هم: محمد أفندي الشعار وصالح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram