أكانيوز/ الوكالاتيرى عدد من المواطنين في النجف ان الامثال الشعبية المتداولة بين الناس هي ترف ذهني يدل على العجز عن تحديد مسمى للتجربة الجديدة، فيما يعتقد آخرون انها حاجة اجتماعية ملحة تكرس التجربة القديمة لاختصار الجهد والوقت.
 يقول (داخل مكطوف 76سنة): ان "الامثال الشعبية المتداولة عبارة عن حكم ونصائح ونوع من الوصايا الى الاخرين ليستفيدوا من التجارب السابقة بتوفير الوقت والجهد، فالمثل يختصر قصة طويلة بعدد قصير من الكلمات او بكلمتين احيانا". ويضيف "لذا اراها حاجة اجتماعية تكرس تجارب صادقة ومعاناة حقيقية ولدت ترتيب الكلمات وفقا لحاجة الحدث في وقته، فكانت مثلا شائعا ليس للتشبيه بل الافادة منه في عدم تكرار الخطأ واقتفاء اثر الصح". ويعتقد (مهدي سلمان مدرس 43 سنة) ان "الامثال لها تأثير كبير في المجتمع، حيث ان اغلب الكلام تقريبا يردف بالامثال الشعبية. ويبين انه "من خلال فكرة المثل يمكن ايصال مضمون الحديث دون الحاجة الى شرح مفصل ومسهب، فمثلا حين يريد الانسان الاشارة الى سارق قريب يختصرها بالقول (حاميها حراميها). في حين ترى (هند محمد حسين طالبة جامعية) ان "الأمثال ترف ذهني وحاجة لملء فراغ يعانيه الشخص، واقصد فراغاً معرفياً بالألفاظ والكلمات وعدم قدرة على تنسيق الجمل والكلمات، لذا يلجأ حتى الشعراء الى استخدام المثل في أشعارهم". وتؤكد ان "هذه القضية خطرة، كون المثل مجموعة مفردات كرسها شخص عاش تجربة معينة تمكن من ترجمة تجربته تلك بمفردات (علمته رمي السهام فلما اشتد ساعده رماني) مثل اختزل قائله تجربته بمفردات سهلة، اخذ كل من تعرض لظلم ممن اعطاه وعلمه ينشده". من جهته قال (فاضل حنون المختص بالتراث الشعبي) ان "الامثال الشعبية ثروة ادبية واجتماعية وتاريخية وهي ليست ترفا ذهنيا قيل للتسلية او لقتل الفراغ، وانما وسيلة افرغت العامة من الناس في ازمان متباعدة ما يجيش في داخلها من قيم وحقائق ومعتقدات". ويتابع ان "تلك الأمثال استمدت من البيئات التي نشأت فيها كثيرا من مادتها، لذلك كان الرجوع الى البيئة في كل مجموعة امرا ضروريا للتوصل الى الحقيقة".