TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة على العالم: كشمير .. والقنبلة الموقوتة

نافذة على العالم: كشمير .. والقنبلة الموقوتة

نشر في: 24 يناير, 2010: 06:17 م

محمد مزيدالاحتجاجات التي انطلقت في كشمير الهندية امس بسبب مقتل الشاب القروي المسلم مشتاق احمد تشير بوضوح الى اجواء التوتر الطائفي في هذا الشطر الكشميري المتنازع عليه بين الهند والباكستان ، قتل الشاب على يد القوات الهندية التي تسيطر على هذا الشطر ،
 وفيما بقيت الاسباب التي ادت الى مقتله مجهولة ، انطلق الاهالي في المقاطعة المسلمة يطالبون السلطات الهندية بالحرية لكونهم الاغلبية القاطنة فيها حيث تؤكد التقارير أن 80 % من السكان مسلمون و20% من الهندوس ، وغالبا ما تحصل توترات تشحن الاجواء تنتهي في نهاية الامر الى الاقتتال كما حصل ذلك في احداث سابقة . أن طلب الحرية التي تظاهر من اجلها السكان الـ ( 80 % ) من وجهة نظر المراقبين والمحللين طلب مقبول وواقعي ، وسعت الحكومتان الهندية والباكستانية ، في فترات ماضية لايجاد مخرج توافقي لوضع الحلول المناسبة ، لهذه المشكلة ، غير انه يصطدم دائما برغبة الاهالي في الشطر الهندي كما هو الشأن في الشطر الباكستاني بالانفصال ، وتتعارض هذه المسألة مع اجندة الحكومة الهندية التي لاتريد لشطرها الهندي ان ينفصل خشية الابتلاع التدريجي من قبل الشطر الباكستاني . تشير ذاكرة الجغرافية الى ان كشمير هي منطقة " خضراء " تضاهي بجمال ما فيها من الجبال والوديان والجنائن المعلقة اكثر بقاع العالم جمالا ، ولذلك فانها موطئ قدم للسياحة ، التي لم يتم استثمارها جيدا بسبب المشكلات التي تعترضها وواحدة منها الطبيعة الديمغرافية للسكان والتنوع فيها ، ولذلك لاتسمح الهند بانفصالها كما لاتسمح الباكستان ايضا ، والاخيرة تجد الحق في مطالبتها بالشطر المقتطع لتدين سكانها بالدين الاسلامي . أن هيمنة الهند على الشطر العائد لها غالبا ما يجعل السكان من الاصول الباكستانية او المسلمة معرضون الى المساءلة والتشكيك بنواياهم ، وهذا الامر ، يعد من قبل الجمعيات الناشطة ومؤسسات المجتمع المدني استلابا لحقوق الإنسان ومصادرة للحريات . ولقد افاضت جمعيات في داخل العمق الباكستاني بضرورة ان تؤخذ مطالب الغالبية السكانية من قبل السلطات الهندية الحاكمة بعين الاعتبار ومحاولة ايجاد اساليب تنزع فتيل المواجهة اليومية المتوترة . مقتل الشاب احمد ليس اول حادثة انطلق على اثرها المحتجون ضد الوجود العسكري الهندي في شطر كشمير الهندي ، بل هناك احداثا قد غمست الجمال الطبيعي لارض كشمير بالدم ، في وقت كان يجب ان تكون هذه البقعة من العالم ، بقدر ما فيها من جمال الطبيعة ، فيها من جمال النفوس ، التي تجعل الإنسان القاطن يعيش سنوات حياته ، من دون ان يتعرض الى المساءلة والتشكيك به . تنقل لنا الذاكرة ان احداثا وقعت في السابق لم يلتفت اليها الطرفان الهندي والباكستاني ، ولكن من الغريب ان الاحداث الاجتماعية البسيطة الراهنة، يمكن معالجتها بالطرق السلمية ، اصبحت تتحول الى التشاحن والتوتر بين سكان الارض الواحدة ، وهنا ، لابد من الاشارة الى ما ابقاه البريطانيون ، قبل منح الهند اسقلالها ، من تركة ثقيلة ، بين الجارتين ، ينوءان بحملها على مدار الزمان ، وتكاد ان تكون قنبلة موقوتة، في أي وقت يمكنها ان تنفجر بين الطرفين لتؤدي، إلى الكارثة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram