TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(الركعه ازغيره والشك جبير)

هواء فـي شبك :(الركعه ازغيره والشك جبير)

نشر في: 24 يناير, 2010: 07:46 م

عبدالله السكوتييحكى انه كان في زمن مضى، عالم طافت شهرته الآفاق ، وكان له والد جاهل رحل معه الى بلدة اخرى ، حين وصوله تجمع الناس حول هذا العالم ووالده، وصاروا يحرجون والده ببعض الاسئلة التي يظنون انه يعرفها ويعرف الاكثر منها لانه والد ذلك العالم،
 احرج المسكين مرات عديدة فاخبر ولده فقال الولد له: اذا سئلت عن امر من هذه الامور فقل ان فيه لاهل العلم روايتين..ودع فلانا يتحدث عن هاتين الروايتين، وفلان هذا طالب للعلم يلازم الابن على القاعدة المتبعة آنذاك. المهم حلت المشكلة وبدأ الرجل يحيل كل من سأله الى طالب العلم فيقوم الطالب بشرح الروايتين، واستمر الوضع على هذا الحال حتى انبرى احد المتفكهين ليعبث بوالد العالم بعد ان اكتشف جهله ، سأل الناس اسئلتهم وكان كالعادة يجيب ان في الامر روايتين ويشرحهما الطالب، حتى جاء دور الرجل الذي يريد ان يعبث فقال له: افي الله شك..؟ فقال الاب ان للعلماء في ذلك قولين ، عندئذ ضحك الحاضرون وشعر الرجل بالاحراج وانه أخطأ، التفت الى طالب العلم وقال له: ارقع هذا الشق الذي شققته. فقال:(الركعه ازغيره والشك جبير). هذا الشق الذي نحن فيه، تلكأت التجربة الديمقراطية وتحت غطاء الدستور هذه المرة والذي يتطلب التعديلات، تلكؤ ممكن ان يلقي بظلاله على الآتي من الزمن وتحديدا الدورة الانتخابية المقبلة. هذه الورقة لايمكن ان تكون آخر الاوراق التي تهدف الى تحجيم الديمقراطية وبالتالي افشالها ، ثمة اوراق اخرى غير المساءلة والعدالة ومايزال في الجعبة الكثير الكثير، اذ سرعان مايفتي لنا بايدن بالامر الواحد ويذهب لتتفتق اذهاننا عن اشكالية اخرى تستوجب حضور الرجل ثانية وثالثة. لقد اعتدنا ان نحيل مشاكلنا الى غيرنا طلبا للحلول السريعة، فقد مرّ قانون الانتخابات بانفاق خرجنا منها بتدخل اميركي ودولي، ولا ادري الى متى سنبقى نحيل القضايا الى غيرنا ام انها جزء من خطة مرسومة، كي يكون التدخل الاميركي فاعلا وبالتالي لايمكن الاستغناء عنه. ألم يكن هذا الامر امتحانا جديدا لحنكة وقدرة السياسيين العراقيين، اما كان في التوافق الذي بنيت عليه الديمقراطية في العراق ان يحل هذه المسألة مثل غيرها، وكيف بنا في امور اخرى ستواجهنا منها دولية واخرى محلية، هل من الممكن ان نلجأ بعد عشرات السنين الى الآخر كي نجد لديه حلا لمشاكلنا؟ اسئلة من المفترض الاجابة عنها، على الاقل كي يفهم المواطن العراقي امكانية الافراد الذين يتسنمون المراتب العليا في الدولة.على السياسيين بعد هذا ان يركنوا الى الدستور مع الاخذ بنظر الاعتبار فقراته الخاضعة للتعديل وانتظار ماستقوله محكمة التمييز واين تصل الطعون التي يقدمها المجتثون؟ ولعلها تكون المرة الثالثة والاخيرة كي نحل مسألة الموازنة كما اتفقنا على اقرار قانون الانتخابات، وفي هذا حكاية بسيطة كي نستطيع دفن خلافاتنا، للبغداديين مراسيم دفن وتشييع تختلف عن باقي محافظات العراق فهم يقومون برفع جنازة الميّت ووضعها ثلاث مرات متتابعة عند عتبة بيته حين الخروج بها للدفن وكذلك عند انزالها الى القبر حتى قال الشاعر الشعبي من الدارمي: بعد الثلث حطات وانتي برجه اهواج/ حيرتي بيج الناس ، روحي..الله يبلاج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram