 المدى – فراس القيسيشهد البرلمان العراقي يوم أمس تصاعد حدة المطالبات للحكومة العراقية بضرورة إجراء تحقيقات موسعة في صفقات توريد الأجهزة الكاشفة للمتفجرات ومقاضاة المتسببين بتوريدها إلى العراق بما في ذلك الشركات البريطانية المصنعة ،
 وما يزيد من غرابة هذه الصفقات ان الجانب المستورد ممثلا بالاجهزة الامنية العراقية دافع عن فعالية هذه الاجهزة رغم ان البلد المنتج لها يشكك بكفاءتها. عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عمار طعمه بين أن" اللجنة المشكلة من قبل البرلمان ستأخذ على عاتقها مهمة التحقيق فيما لو إن إبرام مثل هذه الصفقات والتي وردت إلى العراق من الأجهزة الكاشفة ناجم عن تواطؤ فيما بين الاطراف التي أبرمت العقد أو ناجم عن قلة معرفة فنية بكفاءة هذه الأجهزة .مضيفاً لـ(المدى) انه في كلاً من الحالتين فان الأمر يستحق محاسبة جميع الاطراف سواء كانت عراقية أو بريطانية بما تسببت به رداءة هذه الأجهزة من خسائر مادية كبيرة والاهم من ذلك دماء الأبرياء من العراقيين وهذا الأمر لا يمكن السكوت عليه .وكانت السلطات البريطانية قد كشفت النقاب عن فضيحة أجهزة غير صالحة لاكتشاف المتفجرات بيعت بملايين الدولارات إلى العراق بأنها غير صالحة للعمل. فيما بين اللواء طارق العسل الوكيل المساعد في وزارة الداخلية العراقية أن استدعاء مدير الشركة لم يكن بسبب عدم فاعلية الأجهزة بل بسبب إن الجهات البريطانية وقبلها الأميركية حاولت ان تعرف سر الاختراع أو سر عمل هذه الأجهزة الأمر الذي رفضه مدير الشركة حسب قول العسل ، مؤكدا انه قام بتجربة الجهاز بشكل عملي وهو يعمل بشكل فاعل وبصورة مؤكدة وبدرجة 100% موضحا أن المشكلة تكمن في اتباع تعليمات تشغيله وحسب ماموجود في خارطة العمل المرفقة، من جانبه دعا رئيس هيئة النزاهة في البرلمان صباح الساعدي الجهات المعنية إلى التحقق من فاعلية أجهزة كشف متفجرات اشتراها العراق من شركة بريطانية على خلفية اعتقال رئيسها من قبل السلطات البريطانية بتهم الاحتيال. وأوضح الساعدي في اتصال مع المدى أنه سيخاطب هيئة النزاهة ولجنة الأمن والدفاع في البرلمان للوقوف على المعلومات التي وردت بخصوص اعتقال المورد الرئيس لأجهزة الكشف عن المتفجرات في بريطانيا للاشتباه بقيامه بالاحتيال على الحكومة العراقية لعدم فاعلية هذه الأجهزة . من جانبه دافع اللواء قاسم عطا الموسوي المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد بقوة عن اجهزة الكشف المستخدمة في نقاط التفتيش، وقال الموسوي ان الاجهزة ساعدت العراقيين في أجزاء من عملهم لكنها ليست مفيدة في بعض الجوانب. وأضاف أن هناك نسبة من الخطأ في عملها ويتعين تطويرها..