اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > اقتصاد اليونان القديمة

اقتصاد اليونان القديمة

نشر في: 25 يناير, 2010: 05:24 م

 إعداد / المدى الاقتصاديكان الاقتصاد في اليونان القديمة يقوم على العديد من النواحي ، فقد اشتهرت بلاد اليونان بالزيتون ومنتجاته وكذلك الكروم والنبيذ ، بالتالي فانها بدأت بعد استعمال حاجات مدنها من تلك المنتجات  .وبدأت بالتفكير في التصدير للبلدان المجاورة حيث ربطت بين الزراعة والتجارة من ناحية ، ومن ناحية أخرى كانت الفضة من اهم المعادن الموجودة في بلاد اليونان
واستلزم بحكم طبيعة بلاد اليونان الجغرافية الاستعانة بالبحر كوسيلة من وسائل النقل الارخص والآمن وقامت صناعة السفن وبدأ الاهتمام بتقوية الأسطول البحري لحماية طرقها التجارية. rnالصناعةكانت الصناعة في اليونان القديمة وإن كانت صغيرة في حجمها دقيقة شديدة التخصص في نوعها ، فقد كانت تستخرج الرخام وغيره من الحجارة من محاجرها ، وتصنع آلافاً من أشكال الآنية الخزفية ، وكانت تدبغ الجلود في مدابغ كبيرة كالتي يمتلكها كليون منافس بركليز و أنيتس الذي وجه التهمة إلى سقراط. وكان من أهلها فوق ذلك صانعو العربات ، وبناءو السفن وصانعو السروج وسائر عدد الخيل ، والحذاءون ، وكان من صانعي السروج مَن لا يصنعون إلا الأعنة ومن الحذائين مَن اختصوا بصنع أحذية الرجال أو النساء. وكان من المشتغلين بحرف البناء نجارون وصانعون للقوالب ، وقاطعون للأحجار ، ومشتغلون بالمعادن ، ومصورون ، وطالون للجدران والأخشاب. وكان فيها حدادون وصانعون للأسياف والدرو ع، والمصابيح ، والقيثارات ، والطحّانون ، والخبازون ، والوزامون والسماكون- وجملة القول أنها كانت تحتوي على كل ما تطلبه الحياة الاقتصادية الكثيرة العمل المتنوعة الأشكال ، غير الآلية أو المملة. وكانت أرض أتكا تنتج المعادن والوقود كما تنتج الطعام ، وكان الأهلون يضيئون بيوتهم بمصابيح جميلة المنظر ، ومشاعل يستخدمون فيها زيت الزيتون المكرر أو ـ الراتينج- أو بالشموع، وكانوا يدَّفئون بالخشب الجاف أو الفحم الخشبي ، يحرقونه في مواقد متنقلة. rnنشأة التجارةازدهرت التجارة في اليونان القديمة من عام 480 إلى 430 كما لم تزدهر في المستقبل إلا بعد أن قضى بمبي على القرصنة في عام 67. وكانت أرصفة بيرية ومخازنها ، وأسواقها ومصارفها تقدم للتجارة كل ما تستطيعهُ من أسباب التيسير ؛ وسرعان ما أضحى هذا الثغر النشيط العامل أهم مراكز التصدير وإعادة الشحن للتجارة المتبادلة بين الشرق والغرب. وفي ذلك يقول سقراط: " لقد كان من اليسير أن يبتاع الإنسان في أثينا جميع ما يصعب عليهِ أن يجدهُ إلا في أماكن متفرقة سلعة منه في هذه المدينة وسلعة في تلك ". ويقول توكيديدس: " إن عظمة مدينتنا تجذب غلات العالم كله إلى مرفئنا ، حتى أصبحت ثمار البلاد الأخرى من مواد الترف المألوفة للأثيني كثمار بلده نفسه ". وكان التجار يحملون من بيرية ما تنتجه حقول أتكا وحوانيتها من الخمور ، والزيت ، والصوف ، والمعادن ، والرخام ، والخزف ، والأسلحة ، ومواد الترف ، والكتب ، والتحف الفنية ؛ ويأتون إلى بيرية بالحبوب من بيزنطية ، و سوريا ، و مصر ، و إيطاليا ، و صقلية ؛ وبالفاكهة والجبن من صقلية و فينيقية ، وباللحوم من فينيقية و إيطاليا ؛ والسمك من البحر الأسود ؛ والنُّقل من بفلاجونيا ؛ والنحاس من قبرص؛ والقصدير من إنكلترا؛ والحديد من شواطئ بحر البنتس ؛ والذهب من ثاسوس وتراقية؛ والخشب من تراقيا و قبرص ؛ والأقمشة المطرزة من بلاد الشرق الأدنى؛ والصدف والكتان والأصباغ من فينيقية؛ والتوابل من قورينة ؛ والسيوف من خلقيديا؛ والزجاج من مصر ؛ والقرميد من كورنث ؛ والأسرة من طشيوز وميليطس ؛ والأحذية والبرنز من اترويا ؛ والعاج من بلاد الحبشة ؛ والعطور والأدهان من بلاد العرب ؛ والرقيق من ليديا و سوريا و سكوذيا. ولم تكن المستعمرات أسواقاً فحسب ، بل كانت فوق ذلك وكالات شحن ترسل البضائع الأثينية إلى الداخل ، ومع أن مدائن أيونيا قد اضمحلت في القرن الخامس قبل الميلاد لأن التجارة التي كانت تمر بها من قبل تحولت إلى البروبنتس وكاريا أيام الحرب الفارسية وبعدها ، فإن إيطاليا وصقلية قد حلتا محلها وأصبحت بلادهما ثغوراً لتصدير ما زاد عن الحاجة من غلات بلاد اليونان الأصلية وسكانها ، وفي وسعنا أن نقدر قيمة تجارة بحر إيجة الخارجية إذا عرفنا أن حصيلة ضريبة الخمسة في المئة المفروضة على صادرات مدن الإمبراطورية الأثينية ووارداتها قد بلغت في عام 413 ألفاً ومئتي وزنة ، ومعنى هذا أن التجارة قد بلغت قيمتها 144.000.000 ريال أمريكي في ذلك العام. وكان الخطر الكامن وراء هذا الرخاء هو اعتماد أثينا اعتماداً متزايداً على الحبوب المستوردة من خارجها ؛ ومن ثم كان حرصها على السيطرة على مضيق الهلسبنت والبحر الأسود ، وإصرارها على استعمار السواحل والجزائر الواقعة في طريقها إلى المضايق ، وحملتها المشؤومة على مصر عام 459 ، وعلى صقلية في عام 415. واعتمادها هذا هو الذي أغراها بتحويل حلف ديلوس إلى إمبراطورية أثينية ؛ ولما دمر الأسبارطيون الأسطول الأثيني في مضيق الهلسبنت عام 405 ، كان لابد أن تعاني أثينا آلام الجوع وأن تستسلم نتيجة لهذا التدمير، غير أن هذه التجارة هي التي جلبت الثراء لأثينا، وكانت مع خراج إمبراطوريتها عماد رقيها الثقافي، ذلك أن التجار الذين كانوا ينتقلون مع بضائعهم إلى جميع بقاع البحر الأبيض المتوسط كانوا يعو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram