صفية المغيريأسواق بغداد تتميز بالحركة والنشاط والتفاعل والحياة. وعلى كثرتها واتساعها غنية ومتنوعة بسلعها، وتنقسم إلى أسواق جملة ومفرد، أسواق الخضار والأسماك وغير ذلك لها خصوصية وتفرد وباعتها يعرفون الزبائن ومستويات قدراتهم الشرائية .
وأسواقنا زاخرة بسلع وبضائع عراقية وعربية وأجنبية .من أشهر الأسواق سوق العطارين وسوق دانيال والصفارين والوراقين والسراجين وسوق الشورجة وعلوة السمك في الشواكة ومازال الكثير منها قائما حيويا، تمركز القسم الأعظم منها في جانب الرصافة، أما الكرخ فله أسواقه العامرة الحديثة والقديمة. بعد تدهور الوضع الأمني بعد عام 2003 تراجعت اسواقنا وظهرت أخرى يمكن أن نطلق عليها ( شبه أسواق) اتخذت من زوايا الأزقة والشوارع الرئيسة والفرعية مكانا لها. خلال تجوالنا في بغداد وأسواقها التقينا بعدد من الباعة ليتحدثوا عنها وعن ما استجد في النواحي الاقتصادية من عرض وطلب وما الى ذلك من أمور، وكان أول المتحدثين المواطن (محمد لفتة) وهو بائع في سوق باب المعظم قال لنا : سوقنا له علاقة بطبيعة المواطن العراقي الذي يقبل على شراء المواد المختلفة من غذائية وسلعية ربما أكثر من غيره، ويعود ذلك الى أسباب منها تحسن الحالة المعيشية وكذلك بات لايأمن استخدام الثلاجة لخزن المواد الغذائية كما درجت عليه الحال بسبب قلة الطاقة الكهربائية ، وأسواقنا في بغداد اتسعت وكبرت خلال الثمانينيات والتسعينيات لكنها كانت تخلو من الزائرين أو السواح الأجانب لان العراق في هذه الفترة كان يعيش حالة حرب وبعد ذلك حصار اقتصادي، بدأت تتراجع مطلع عام ( 2000 ) وذلك لضعف القدرة الشرائية للمواطن العراقي وتوقف عمليات الاستيراد (ألا ما كان يدخل ضمن مذكرة النفط مقابل الغذاء ) اذكر أن سوق العامل وسوق الثلاثاء في فترة الحصار الاقتصادي اختصت ببيع الطحين وبعض الأقمشة المحلية . ومن جانب أخر انتعشت أسواق الشورجة وعلوة جميلة وصارت الأسواق مشاهد لصراعات البيع والحركة والشراء وبورصة للتعامل وهذا قبل سقوط النظام السابق ولكن الأمور انعكست بعد الإطاحة بالنظام وانفتاح العراق على استيراد ما كان يحلم به المواطن . اما المواطن ( نصير عواد ) بائع في إحدى الأسواق المحلية التي ظهرت مؤخرا في الأحياء السكنية فيقول : جمال بغداد بأسواقها.المواطن عندنا يتردد على زيارة أماكن بغداد الأخرى لكنه لا يتوقف عن زيارته اليومية أو الأسبوعية للسوق بل قد يضع البعض أياما معينة لزيارة السوق الفلاني مثل سوق المتنبي ( سوق الكتب ) أو سوق الغزل أو سوق باب الشرقي، وكل هذه الأسواق يخصص لها يوم معين ألا وهو يوم الجمعة . بعض الاسواق أغلقت أو انتهت بسبب التدمير والتفجير وبعض الأسواق أزيلت من أماكنها دون رجعة لنفس السبب وظهرت أسواق جديدة على الارصفة وبعضها احتل الشوارع ،ولدت نتيجة للوضع الأمني المتردي الذي مر به البلد . في باب المعظم ظهر سوق كبير وواسع وفيه مختلف السلع ويمتد لمساحة كبيرة . كما أن سوق باب المعظم الخاص بالخضار تراجع تدريجيا وكاد يختفي بسبب الوضع الأمني كما ذكرنا سابقا بعد أن شهد السوق قلة عدد الزبائن وعدم دخول البعض إلى السوق . أما المواطن ( محسن عبد الجبار )الذي شاركنا الحديث عن الأسواق فهو يذكر : البضاعة تغزو الأسواق ولكن اغلبها تحمل علامات الغش الصناعي . هناك أسواق ذات بضائع رخيصة صارت مقصدا للمتبضعين فيما بقيت بعض الأسواق الكبيرة في بغداد تحتفظ بملامحها وجودتها ولا تتعامل الا بالسلع والمواد غير المغشوشة على سبيل المثال لا الحصر علوة جميلة وفيها سوق المحليات وسوق الشاي أو سوق الشورجة وأزقتها التي يصر التجار فيها على عدم جلب بضاعة فاسدة أو تحمل علامات الغش الصناعي لان الانفتاح الكبير على الاستيراد أعطى فرصة للكثير للدخول إلى السوق كباعة لا يملكون خبرة في البيع لذا اتخذوا أماكن كثيرة وصارت أسواقا كما أن بعض الأسواق تراجعت بعد أن هجرها كبار التجار مثل بعض أزقة الشورجة وبعض محلاتها . وهنا نقول يجب أن تكون الأسواق في بغداد منظمة وان يكون هناك دور مهم وكبير لأمانة بغداد للدخول إلى السوق والحفاظ على نظافته وتنظيمه لان الأسواق مشاهد حضارية لأتقل عن المشاهد الثقافية والعمرانية الأخرى في البلد.
اسواق بغداد المختلفة.. بين الفوضى ورداءة السلع
نشر في: 25 يناير, 2010: 06:05 م