وديع غزوانما دامت السياسة هي فن الممكن فان من مسؤولية الاحزاب والقوى السياسية ان تفهم لعبتها وتمارس كل ما يمكن من اجل استثمار ذلك لصالح مواطنيهاسواء على صعيد الوضع الداخلي او بشكل اعم على مستوى العلاقات الخارجية مع دول العالم. وبكثير من الغبطة الممزوجة بالالم ننظر الى مستوى ما حدث في إقليم كردستان ..
غبطة كونهم تجاوزوا عقد الماضي متطلعين بثبات وهمة الى المستقبل أما الالم فيعود سببه الى ان عدداً كبيراً من سياسيينا وبعد سبع سنوات لم يستوعبوا الدرس الاول في السياسة فيتجاوزوا النظرة القاصرة للامور ويتعلموا ان للحكم متطلباته واولها القدرة على قيادة المجتمع وادارته بما يحقق ولو شيئاً بسيطاً من حاجات الناس المتمثلة بالامن بمنظوره الواسع. البعض وهنا الطامة الكبرى يحاول ان يقلل من اهمية ما تحقق في كردستان فتراه يبرر عجزه عن مغادرة عقده بان الاوضاع هناك مختلفة عنها في بغداد او يغمز في احيان اخرى الى ان الإقليم يستثمر علاقاته مع الخارج لمصلحته. بصراحة كلما قرأت اوسمعت ولوهمساً او بشكل عابر بعضاً من هذه الترهات اشعر بالاشفاق على حالنا كمواطنين وضعهم القدر , بين مطرقة اشباه ساسة ولهاثهم وراء مصالحهم المادية بأسوأ صورها وسندان عقليات ارهابية اتخذت من استهداف الابرياء مجالاً لتمرير مخططاتها الاجرامية وربما باتفاقات مشبوهة. ليس عيباً ان تسخر القيادة الكردستانية علاقاتها لمصلحة الشعب الكردي لكنها لم تفصل ذلك عن مصلحة العراق وشعبه بكل مكوناته , كما ان الظروف الحالية التي يعيشونها لم تأت من فراغ بل من ادراك حجم وثقل المسؤولية وتجاوز مرارات الماضي فكان الشعار الذي استظل به الجميع , معارضة وحكاماً , عبر عن رأيك وقل ما شئت ولكن بعيداً عن الخطاب السياسي المأزوم والمفرق لنسيج المجتمع ووحدته وان الدم الكردي حرام على الكردي . ويكفي درساً , لمن يريد ان يستفيد , ذلك الثقل السياسي المتميز للاكراد في دول العالم وحرص دول الا تحاد الاوروبي واميركا وغيرها على توجيه الدعوات المستمرة للمسؤولين في الإقليم والتباحث معهم ليس بقضايا كردستان فحسب بل في شؤون العراق عامة لقناعتهم انهم جزء مهم وفاعل في العملية السياسية . وليس بمقدور احد ان ينكر ان ما حصل في كردستان ما كان له ان يتحقق لولا الرؤية المستقبلية والاتفاق على ضرورة التحالف الستراتيجي بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين وما تبع ذلك من اجراءات توحيد الحكومة هناك والنظرة الواعية لمستقبل تجربة الإقليم واهمية مشاركة الجميع في ترسيخها فهذا هو الهدف الاسمى والاكبر للمواطن الكردستاني . ماحصل ويحصل في الإقليم سواء في الجانب السياسي او الاقتصادي يحتاج من بعض سياسيينا ان ينظروا اليه بتجرد وموضوعية بعيداً عن النظرة المتعصبة فما يهم الجميع كما هو يفترض بناء عراق مستقر وقوي وآمن وبدون ذلك لافخر لأ حد .
كردستانيات :فنّ الممكن
نشر في: 25 يناير, 2010: 06:54 م