عبدالله السكوتي يحكى ان ثعلبا اتى بستانا فيه طبل معلق على شجرة ، وكلما هبت الريح على اغصان الشجرة تحركت وضربت الطبل فأصدر صوتا عظيما، توجه الثعلب نحو الطبل عند سماعه عظيم صوته، فلما اتاه وجده ضخما، فايقن في نفسه بوافر اللحم والشحم ،
وعالجه حتى مزقه، ولما رآه اجوف لاشيء فيه قال: لاادري لعل اخس الاشياء اجهرها صوتا واعظمها جثة، وقالوا عن هذه الحكاية (مثل الطبل جبير وبطنه فارغ ) ، فسارت مثلا. الجعجعة الاخيرة التي اثيرت حول اجتثاث (517) حتى الامس مرشحا من اصل (6000 ) مرشح لا اظنها تحتاج كل هذا التحليل والتعليل والتشكيك ايضا مع المد الاعلامي ونشاط الفضائيات التي ازاحت الدستور عن طريق بحثها ، واعطت احكامها الجاهزة ، ربما الاعلام يبحث عن طبل اجوف ، كي تملأ الصحف صفحاتها الفارغة وكي تعزف الفضائيات المغرضة الحانها النشاز، حتى استغلها الكثيرون من مدعي الوطنية. ليكن الاجتثاث اجتثاثا شعبيا، وليكن بحسب مااتى به الدستور ولندافع عن اخواننا ، ولكن علينا تمييز الاصوات ، الصوت الذي يحاول كسب الاصوات والصوت الذي يريد عودتنا الى الوراء ، والصوت الذي يحاول جاهدا اخراجنا من مأزق التجربة، حتى وصل الامر بالجهلة ان يربطوا تنقية وتمحيص المرشحين بشخص رئيس الوزراء او باخواننا الاكراد، بحسب مظلومية وقهر المكونات في زمن النظام السابق ، هذه المرة علينا التكلم بصراحة ، فالفضائيات التي تطبل من خارج البلاد اتخذت من تساهل العراق معها نقطة ضعف كي تنال من تجربته طبعا بتأثير خارجي ، ونراها قد استغلت قانون المساءلة والعدالة مثلما استغلت قبله قانون الانتخابات لتذر الرماد في العيون وتجعل من الظالم مظلوما وبالعكس. ان الفقر الاعلامي الذي تعيشه المؤسسة الرسمية ، جعل الساحة مهيئة لتبث هذه الفضائيات سمومها وتعطي ايضا تعليمات لازلامها ، لقد لعبت على وتر جذب الناس بواسطة المنجز الفني الذي تفتقر اليه القنوات الرسمية وابتعادها عن انتاج الدراما، ما اعطى سرعة انتشار للاعمال الدرامية المنتجة من قبل هذه الفضائيات ، ناهيك عن استقبالها لجميع الفنانين العاطلين في الداخل عن العمل حينما يطؤون ارض الاردن اوسوريا اومصر. لقد تسيدت هذه القنوات الساحة الاعلامية شئنا ام لم نشأ ، وعلينا التفكير ببدائل ملائمة فهي حرب اعلامية معلنة ولاداعي ان نجانب الصواب ونلجأ الى المجاملات الفارغة. حين ينعتون القوات الامنية بالمجرمة لانها القت القبض على ارهابي، فهذا يعني ان الحرب قائمة وحين ينعتون التجربة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة بالطائفية ويعلنون تضامنهم مع قوى الارهاب باساليب مبطنة وحين وحين وحين . طفح الكيل وبدأوا يوجهون الناس نحو الفوضى وعدم الذهاب الى الانتخابات لافشالها، هذه الزوبعة أي زوبعة الاجتثاث تضم بداخلها امرا يتعلق بالجانب الامني ونحن على ثقة انه واقع لامحالة ، ولذا علينا النظر بعيون مفتوحة وقراءة المخفي، الواقع السياسي مهم للغاية والواقع الامني اكثر اهمية منه، وقد لاحظنا في الاونة الاخيرة الانشغال الواضح بالاجتثاث والمجتثين والانتخابات ، فاصبحت الطرق خالية والحرس في دعة وراحة ورخاوة، مايعطي للقتلة فسحة من الوقت ومساحة واسعة للتحرك، وهذا ما لانريده خصوصا في هذه المرحلة التي تسبق صبغ اصابعنا بحبر الكرامة.
هواء فـي شبك :(مثل الطبل جبير وبطنه فارغ )
نشر في: 25 يناير, 2010: 08:11 م