TOP

جريدة المدى > مواقف > كيف تعلم اوباما ان يصبح القائد العسكري الاعلى؟

كيف تعلم اوباما ان يصبح القائد العسكري الاعلى؟

نشر في: 26 يناير, 2010: 05:25 م

ترجمة : علاء خالدغزالة راقبت دونا غريفن، وقد غمرتها الاحزان، الرئيس اوباما يستدير نحوها ويفتح ذراعيه في بادرة لعناقها. وكانت طرقة على بابها في الليلة الماضية قد اخرجتها من منزلها في تيري هاوت، بولاية انديانا، الى المشرحة في قاعدة دوفر الجوية، والى ذراعي الرئيس.
 مكث جثمان ابنها السرجنت دايل غريفن، وسبعة عشر آخرون قتلوا في افغانستان، في ثلاجة طائرة الشحن العسكرية الجاثمة على مدرج المطار. وحضر اوباما من واشنطن الى هذا المكان بالطائرة السمتية. وقد اراد، في خضم اتخاذ قراره حول ارسال الالاف من الجنود الى ساحة المعركة، ان يشهد عودة الجنود القتلى الى الوطن. لقد كانت هذه الزيارة جزءا من تثقيف ذاتي متعدد الجوانب كان اوباما قد خاض غمارها وهو في طريقه لان يصبح القائد العسكري الاعلى في زمن الحرب. وكان نجمه قد سطع من قبل على انه الرئيس الذي لم يُبد ارتياحا للاستعراضات والخطب الرنانة التي تستخدم تقليديا في حشد الجنود، مفضلا صورته الشعبية العابسة، وهو يصارع العواقب الاخلاقية للحرب. انتقده الجمهوريون لتخاذله في مواجهة الازمات، ولاتخاذه وقتا طويلا قبل ان يضع ستراتيجيته. لكن على الرغم من سعي اوباما لتصوير نفسه على انه القائد العازم المهموم بالضحايا البشرية للمعركة، الا انه استعمل القوة العسكرية بشدة لا تقل عن استعمال سلفه الجمهوري لها خلال سنوات حكمه المتوارية. ففي عامه الاول على سدة الحكم، قام اوباما بتطبيق الخطط لمضاعفة عديد القوات الاميركية في افغانستان ثلاث مرات، ووسع نطاق العمليات العسكرية ضد اعداء الولايات المتحدة في باكستان والصومال واليمن، كما انه اجاز لقناصي القوات الخاصة الاميركيين ان يقتلوا ثلاثة قراصنة صوماليين الذين كانوا يحتجزون رهينة اميركية، الامر الذي نمّ باكرا عن عزمه على استعمال القوة المميتة. لقد اصبح عدد الجنود الذي قتلوا تحت قيادة هذا السياسي، الذي طالما عارض بكل قوة الغزو الاميركي للعراق، اربعمئة وثلاثة وأربعين في مساء تشريني قارس وفي غرفة انتظار جرداء بدوفر، انحنى نحو دونا غريفن بعد اقل من اربع وعشرين ساعة من تلقيها نبأ مقتل ابنها البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما في قنبلة زرعت على جانب الطريق بافغانستان. تتذكر دونا قائلة: «الفيت نفسي يدي بيده وهو يسألني ان كان بامكانه ان يفعل اي شيء. وضعت يدي اليسرى خلف مرفقه الايسر، فانحنى اتجاهي، ثم همست في اذنه: (سيادة الرئيس، ارجوك ان لا تترك قواتنا معلقة.)» قوات عسكرية ذات أطواق في خريف عام 2002، بينما كانت ادارة بوش تعبىءالبلاد لحملة غزو العراق، شارك اوباما، وكان آنذاك سيناتورا عن ولاية الينويز، في تظاهرة مناوئة للحرب في ساحة شيكاغو الفيدرالية. خاطب الجمع قائلا: «انا لست معارضا لكل انواع الحروب. انا انما اعارض الحروب الغبية.» لم يخدم اوباما في الجيش على الاطلاق، ولكنه تعلم عن جده لامه، ستانلي دونهام، الذي تولى رعايته، وكان محاربا في الحرب العالمية الثانية «حارب في جيش باتون،» ضرورة قتال اولئك الذين لن يخضعهم اي شيء سوى القوة. يقول ديفد اكسيلورد، وهو مستشار اقدم بدأ العمل مع اوباما في نفس العام الذي القى فيه خطاب «الحرب الغبية»: «اعتقد انه جاء الى السلطة مشبعا بفهم رواقي عن استخدام القوة عند الضرورة. لكن لا احد يمكنه فهم الثقل المحيط بهذه القرارات قبل تولي المنصب.» حضّر اوباما نفسه مبكرا. فحينما كان مرشحا للرئاسة قام بعدة زيارات غير معلنة للجنرال المتقاعد كولن باول بمكتبه في الكساندريا، طالبا النصح حول قيادته من الشخص الذي ربما يكون الجندي الاكثر شهرة بين ابناء جيله. وكان باول قد عمل في اعلى مراتب الحكومة، كعسكري ومدني، ووثق اوباما بانه سيقدم نصحه خاليا من التعصب الحزبي. يقول باول: «لقد ادرك انها امر لم يسبق له فعله، وان عليه ان يتعلمها حينما يقوم بها.» ويؤكد ان اوباما «يؤدي واجبه كقائد اعلى بشكل حسن.» ويضيف: «لقد كان واثقا ايضا بقدرته على احاطة نفسه باشخاص بامكانهم مساعدته على تعلمها.» ظهر اوباما اثناء حملته الانتخابية ضعيفا في مسائل الامن القومي، الامر الذي سعى خصمه السيناتور جون مكين عن ولاية اريزونا لنسبته لنفسه. فمكين هو ابن وحفيد ادميرالين في البحرية وهو ايضا بطل حرب رأى فيه معظم الاميركيون شخص القائد العسكري الاعلى. كان من الصعب تصور ان يصبح اوباما، السيناتور الاميركي للمرة الاولى، ذو الشخصية المحببة، حاكما. اطل برأسه، في تموز من عام 2008، من طائرة هبطت في قاعدة اميركية بالكويت، وكانت تلك هي اول مواجهة له مع القوات العسكرية في مسرح العمليات على انه الرئيس القادم المحتمل. وكانت تلك فرصة لازالة بعض الشكوك. كان اوباما تعبا من الطيران الطويل، وحدّت اصابته في منطقة الحوض من قدرته على لعب كرة السلة، بحيث اضحت المباراة التي خاضاها مجرد رميات غير نظامية. لكن مرافقيه من الموظفين لديه ذهلوا حينما اكتشفوا عند وصولهم الى صالة الالعاب ان اكثر من الف عسكري تزاحموا في مقصورة المتفر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram