بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الثانية والأربعين عن مسيرة لاعب فريق الشرطة والمنتخبات العراقية الشهيد بشار الذي ولد في مدينة الديوانية عام1949 ولعب أكثر من أربعين مباراة دولية الذي أعدمه النظام السابق بسبب معارضته لسياساته، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بدأ بشار رشيد في منطقة أبو سيفين ببغداد مع فرق المدارس ثم مع الفرق الشعبية وبانتقال عائلته إلى مدينة الصدر بدأت آماله تتسع في عالم كرة القدم بعد أن وجد أبناء هذه المدينة يتنفسون هواء كرة القدم وبعد مدة اشتد عوده وباتت الفرق الشعبية تتزاحم عليه بعد أن وجد المشرفون عليها فيه مواصفات جيدة حيث لعب لفريق الهلال إلى جانب اللاعب المعروف فلاح حسن ومن هذا الفريق انتقل الى اللعب لفريق الزمالك الذي كان يعد من الفرق الشعبية المعروفة في مدينة الصدر في ستينيات القرن الماضي.في عام 1966 بدأ بشار رشيد خطوته الصحيحة الأولى في عالم كرة القدم عندما قرر الانضمام إلى فريق السكك الحديد الذي كان يشرف على تدريبه المدرب الراحل جرجيس الياس ومثله في الدوري الممتاز لموسم 66-1967. ومن هذا الفريق بدأ يلمع أسمه إلى جانب زملائه الذين أصبحوا فيما بعد من ابرز نجوم الكرة العراقية أمثال الحارس الراحل ستار خلف والحارس الكبير جلال عبد الرحمن وعلي كاظم وأنور جسام حيث قدم مع فريق السكك الحديد مستوى جيداً وبقي معه لمدة موسمين متتاليين. وفي موسم 68-1969 انتقل الى فريق القوة السيارة الذي كان يلعب في الدوري الممتاز.وفي موسم 71-1972 أسهم بشار رشيد في فوز فريق آليات الشرطة ببطولة الدوري في ذلك الموسم.وفي الموسم التالي بقي رشيد مع هذا الفريق الذي كان يعشقه كثيرا بعد أن تفاهم مع نجومه الكبار الذين كانوا يعدون الأبرز على الساحة المحلية أمثال عبد كاظم ، دوكلص عزيز، الراحل ستار خلف وتمكن في هذا الموسم من إحراز لقب هداف الدوري برصيد خمسة أهداف.وفي عام1975 مثل فريق الشرطة الذي يعد الامتداد الحقيقي لفريق الآليات وكان هذا الموسم هو الأخير له في الملاعب حيث تم اعتقاله خلال مباراة ناديه الشرطة أمام نادي الجامعة في الدوري من قبل سلطات النظام السابق.rnمسيرته الدوليةوبعد مسيرته الجيدة مع فريق الآليات لفت أنظار المدرب الهنغاري يولا تالاكي الذي اختاره لصفوف المنتخب الوطني في تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في استراليا في شهر آذار من عام 1973 وقد كان لاعبا أساسيا في هذه البطولة رغم وجود المهاجمين الكبار مثل علي كاظم، صباح حاتم وقد سجل أربعة أهداف في هذه البطولة.كما مثل المنتخب الوطني في مباريات ودية عدة كما كان بشار رشيد من بين اللاعبين الذين أسهموا بفوز المنتخب العسكري العراقي ببطولة كأس بطولة العالم العسكري الـ 25 التي أقيمت في بغداد عام 1972.كما شارك في بطولة العالم العسكري الـ26 التي جرت في الكونغو برازافيل والتي أحرز فريقنا فيها لقب الوصيف خلف المنتخب الايطالي وتمكن بشار رشيد من إحراز لقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف..وكان ضمن المنتخب العسكري الذي لعب في تصفيات بطولة العالم العسكرية التي جرت في الكويت في شباط 1975.. كما كان هداف البطولة الرباعية للفرق العسكرية التي جرت في بغداد 1973 بعد أن سجل للمنتخب العسكري العراقي أربعة أهداف1973.مميزاته حمل بشار رشيد كل مواصفات اللاعب الجيد من طول فارع ولياقة بدنية عالية وحس تهديفي على قدر عالٍ من الإتقان فضلا عن إجادته لألعاب الهواء بشكل متميز واللعب بكلتا القدمين.يقول عنه الحارس الدولي السابق جلال عبد الرحمن الذي عاصره في فريق السكك وكذلك مع المنتخب الوطني: بشار رشيد كانت بداياته مع فريق السكك ثم انتقل إلى فريق الشرطة وكان له حضور مميز جدا في أول مشاركة للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم التي جرت في استراليا عام 1973 ويومها سجل (هاترك) في مرمى احد المنتخبات التي لعبنا ضدها آنذاك، وهو من المهاجمين الرائعين، حيث يمتاز بالطول والعاب الرأس، إذ يستطيع الاستحواذ والسيطرة على اغلب الكرات العالية وبرغم انه لم يكن لاعبا سريعا، إلا انه كان يستغل الخطوات الأخيرة القريبة من مرمى الفريق المنافس فيفتح خطواته بشكل مذهل جدا حتى يتحول إلى عداء وليس لاعبا لكرة القدم".ويضيف جلال عبد الرحمن: أن بشار رشيد كان يرتاح له كثيرا اللاعبان فلاح حسن وعلي كاظم لان هؤلاء الثلاثة كانوا أصدقاء وقريبين من بعضهم البعض وسبق لهم أن لعبوا مع الفرق الشعبية معا قبل أن يصلوا إلى المنتخبات الوطنية، فضلاً عن ذلك
بشار رشيد..هداف عراقي أفل مبكراً
نشر في: 26 يناير, 2010: 05:57 م