عبدالله السكوتيقال الاصمعي ان العرب كانت تزعم ان الديك كان ذاجناح يطير به في الجو وان الغراب كان ذاجناح كجناح الديك لايطير به وانهما تنادما ليلة في حانة يشربان فنفد شرابهما فقال الغراب للديك : لو اعرتني جناحك لاتيتك بشراب فاعاره جناحه فطار ولم يرجع اليه فزعموا ان الديك انما يصيح عند الفجر استدعاء لجناحه من الغراب .
مااكثر الغربان الان ومااكثر الانباء المشؤومة التي تأتي بها وآخرها التفجيرات الاخيرة التي هي عبارة عن رسالة غير مفهومة لشخص مجهول اما الضحايا فمعلومون ، الفقراء المثقفون ابناء الوطن الحقيقيون الذين اعتادوا ان يقدموا دماءهم لاصوات الانفجارات وارواحهم طعاما لها ، لم يختفوا في بيوتهم ولم يرحلوا عوائلهم خارج العراق ولم يحيطوا مساكنهم بالاسوار ، هؤلاء الطيبون غالبا مايدفعون الثمن مع العلم انهم لم يحصلوا على شيء ، فقط الموت والخراب والثكل والصياح الى الصباح لعل اجنحتهم يعيدها الغراب المشؤوم والذي سرقها في ليلة من ليالي السكر ، هكذا هي الحكاية وستنتهي على مابدأت به ولايمكن للموت ان يختفي ولا التفجيرات تنتهي انه قدر العراقيين ، رسم على لوحة بيضاء واهدي لهم من خارج الحدود ، مفاد الرسالة واضح ومعروف والمرسل هذه المرة كشف عن حقيقته وتحالفاته البغيظة لكننا للاسف لانصدق الحقائق ونكره ان نقولها. (هذا جناه ابي عليّ وما جنيت على احد) ، رحم الله ابا العلاء المعري كان بصيرا وكان ذا بصيرة استطاع ان يلخص الكثير مما نحاول ان نكتب ان كان مشروعنا يدعي ذلك ، فما نحن سوى غربان ننده على الناس ان قوموا للموت فايامكم دامية واوقاتكم دامية ، كان قد صافحني بالامس وهو الان جثة بالية ، طفل ينتظر عودة ابيه خلفه الزمان وحيدا ، امرأة ثاكل ، ارملة تعيش على كرم الجوع جثث بالمجان والجميع يتفرجون ونحن نرثي ونتهم قتلة وضحايا وانين يستدعي جور الماضي ليقنع الحاضر بالمأساة. سنبدأ منذ الان بعد الجثث والاصابع التي صبغت بالدماء قبل صبغ الانتخابات المنظر البنفسجي الذي خلب لب الناس ففرحوا واغتاظ البعض ، اختلفوا فمتنا واتفقوا فجعنا واجتثوا فسالت دماؤنا لماذا صوت قديم وثارات عبرت حدود المعقول تتهاوى العروش في كل دول العالم وتجارب سياسية كبيرة تختفي ، لماذا حين نغير نمط خوفنا نتهاوى ونحصد الموت؟ من الذي ، اعجبته دماءنا ليلغ فيها؟ تلكم الكلاب الضالة والذئاب الجريحة التي راهنت على جميع الاشياء الا الوطنية والحب. تفجيرات امس الاول وما ستعطي من تبعات غير محمودة ستكون العاصفة التي تقتلع المشبوهين وهذه المرة بيد الشعب بمعزل عن الحكومة ، قوات شعبية واناس يثيرهم منظر الدماء المسفوكة بلا جرم ، لسنا نقبل كلمة آسف ثمنا لدمائنا واذا لم تكن المصالحة شعبية فلا حاجة لنا بها ، ولسنا ممن يرجع عقارب الساعة الى الوراء سنتقدم بقوة شعبنا ولانراهن على المحيط ولا الدول الاخرى ، رهاننا سيكون على ذاتنا كي نسترد اجنحتنا المسروقة التي سرقتها الغربان ورحم الله الجواهري الكبير حين قال: يا (ام عوف) بريئات جرائرنا كانت وآمنــــــــــــة العقبى مهاوينا نستلهم الامر عفوا لانـــــخرّجه من الفحاوى ولاندري المضامينا
هواء فـي شبك :صوت الديك
نشر في: 26 يناير, 2010: 08:28 م